أخبار الساعة » الاقتصادية » عربية ودولية

الطفل عدي، البالغ من العمر 4 سنوات من اليمن. يتعافى الآن من سوء التغذية الحاد. يبلغ وزنه 10 كيلوغرامات فقط

عدي، 4 سنوات، يعالج من سوء التغذية الحاد في مستشفى السبعين في صنعاء، اليمن. - © UNICEF Yemen/2012
- سفين ج. سيمونسن - اليونيسف

عدي، البالغ من العمر 4 سنوات و10 أشهر، والذي  يبلغ وزنه 10 كيلوغرامات فقط، يتعافى الآن من سوء التغذية الحاد.

وكان قد عانى من نوبات من التقيؤ والاسهال استمرت لعدة اسابيع. ومنذ أحد عشر يوماً، جلبت جدته، كاتبة، إلى عيادة التغذية العلاجية في مستشفى السبعين بصنعاء.

وقالت: "كنت أظن أنه سيموت في أية لحظة، ولكنه أفضل الآن. لقد عاد إلى الحياة".

سوء التغذية يعتبر حالة طبيعية

ويعتبر الاعتلال أمراً طبيعياً بين الأطفال في اليمن. وفي محافظات حجة والحديدة، وجدت دراسات استقصائية تدعمها اليونيسف أن 30-40 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة كانوا يعانون من الإسهال في الأسبوعين السابقين للدراسة. وعلى المستوى الوطني، يعاني 43 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من نقص الوزن، وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 967000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وفي مناطق معينة من البلاد يتجاوز معدل سوء التغذية الحاد نسبة 30 في المائة، وهو ضعف مستوى حالات الطوارئ.

وفي الأشهر الأخيرة، قامت اليونيسف سريعاً بتوسيع نطاق التدخلات التغذوية التي تقوم بها في اليمن. ويوجد الآن أكثر من 500 مرفق صحي تقوم توفير تدخلات التغذية العلاجية المدعومة من اليونيسف، ويجري تنفيذ أكثر من 250 برنامجاً للتغذية التكميلية.

وتقول د. راجية الشرهان، وهي طبيبة أطفال وأخصائية في الصحة والتغذية لدى منظمة اليونيسف، وهي تتحسس معدة عُدي المتضخمة: "إن الأطفال المصابين بسوء التغذية مثل عُدي يعانون من الضعف الشديد، وهم مثل الزجاج. وإذا تم إطعامهم أكثر من اللازم، فقد يصابون بفشل في أحد الأعضاء."

عدي له ثلاثة أشقاء، من بينهم شقيق توأم له. وتقول د. الشرهان: "من المرجح جداً أن شقيقه يعاني أيضاً من سوء التغذية. إن نقص الوزن والتقزم شائعان جداً في اليمن، ولا ينظر إليهما باعتبارهما مشكلتين. ولقد تم جلب هذا الفتى إلى المستشفى بسبب التقيؤ والإسهال، وليس بسبب نحافته".

الرضاعة الطبيعية ضرورية للصحة

إن تحسين ممارسات تغذية الطفل هو جزء لا يتجزأ من التدخلات التغذوية التي تدعمها اليونيسف في جميع أنحاء اليمن. ولعل الرسالة الأهم التي تسعى اليونيسف إلى توصيلها هي أنه ينبغي إرضاع الأطفال حديثي الولادة رضاعة طبيعية حصرية في أول 6 أشهر من العمر.

وفي الغرفة المجاورة لعدي، جلست فتحية بجانب ابنيها التوأم البالغين من العمر 11 شهراً، عبد الله وأمة الله. وكان زنهما يبلغ 3.1 كيلوغراماً فقط حين وصلا قبل اسبوع. وكانا لا يتناولان سوى الماء والسكر في الأيام الثلاثة الأولى بعد ولادتهما - وهي ممارسة شائعة في اليمن، حيث يعتقد كثيرون أن حليب الأم الأولى ليس جيداً. وبعد ذلك قامت فتحية بالجمع بين الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي.

ولكن في اليمن، قد يؤدي سوء نوعية المياه ونقص النظافة إلى جعل الإرضاع بالحليب الصناعي ضاراً. وفي خلال الشهرين أو الثلاثة الأشهر الماضية، كان التوأمان يعانيان من نوبات من الإسهال. وتم تشخيص إصابتهما بسوء التغذية الحاد، المصاحب للالتهاب الرئوي الحاد.

وقد أنفقت فتحية وزوجها، وهو بائع متجول، 70000 ريال (330 دولاراً أمريكياً) في مستشفيات أخرى. وتقول: "لقد دمر ذلك اقتصاد أسرتنا تماماً".

"الآن أعرف أنه يجب عليّ ممارسة الرضاعة الطبيعية"

وقصت أميرة وعزيز قصة مشابهة. وقالت أميرة: "أنا أرضعت رهف لأول شهرين، ثم توقفت". لأنها تعمل في الزراعة، كان عليها أن تستأنف العمل في الحقول بسرعة. وكان أفراد الأسرة الآخرون يرضعون رهف، البالغة الآن 4 أشهر من العمر، الحليب الصناعي، وبدأت حالتها الصحية تتدهور قبل شهر.

وفي العام الماضي، فقدت أميرة طفلاً آخر، وكان صبياً يبلغ من العمر 4 أشهر. وقالت أميرة: "لقد توفي من نفس هذه الحالة... والآن أنا أعرف أنه يجب عليّ ممارسة الرضاعة الطبيعية. ولكنني لست متأكدة مما اذا كنت أستطيع أن أفعل ذلك. فلا بد لي من العمل".

وتدخلت صالحة، التي كانت ترضع طفلها في الخفاء في السرير المقابل في المستشفى، وقالت لأميرة "أنا مثلك، فأنا أعمل في الزراعة." ثم نظرت إلى عزيز، وقالت: "لماذا لا تدع زوجتك تبقى في المنزل، لطهي الطعام وإرضاع الطفل؟"

وقد أنجبت صالحة سبعة أبناء، أربعة منهم لقوا حتفهم، وكلهم من جراء حالات مرتبطة بسوء التغذية.

فرصة للنجاة

وفي جناح الأطفال، حيث يتم علاج الأطفال الذين يعانون مع مضاعفات سوء التغذية، أوضحت غماشة أنها تزوجت في سن الحادية عشرة. واليوم، يبلغ عمرها 13 سنة. وكانت في المستشفى مع ابنها سيف البالغ من العمر 6 أشهر.

وقد قامت غماشة بإرضاع سيف لأول شهرين، ولكن بعد ذلك وصف لها الأطباء الحليب الصناعي، وقالوا إن الحليب لديها ليس كافياً. وقد عانى سيف من الإسهال خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وقالت غماشة: "لقد ذهبنا إلى العديد من المستشفيات. وقد وصفوا له كل هذا الدواء." وسحبت حقيبة مليئة بالأدوية، حتى الممرضات أصبن بصدمة  عند رؤيتها.

ولكن مع العلاج المناسب، سيف لديه أخيراً فرصة حقيقية للبقاء على قيد الحياة. ومع ممارسات التغذية المحسنة، سيتمكن من النماء، ومع الحظ، سيزدهر – إن شاء الله.

Total time: 0.046