مع استمرار المعارك في دمشق: المعارضة المسلحة في سوريا تواصل الضغط على قوات الاسد
بتاريخ 2012-07-19T13:22:51+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (2909) قراءة
مقاتل من الجيش السوري الحر يقف على دبابة في حلب يوم الخميس- رويترز
اخبار الساعة - رويترز
اشتبكت قوات المعارضة المسلحة مع القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد في دمشق بينما خلت اغلب الشوارع من المارة واغلقت المتاجر والمنازل خوفا من اعمال العنف بعد مقتل ثلاثة من كبار القادة الامنيين والعسكريين في تفجير وقع يوم الاربعاء.
ويبدو ان المحاولات الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي قد انهارت بعد استخدام روسيا والصين حق النقض لاحباط قرار لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يهدد السلطات السورية بعقوبات اذا لم تتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة واذا لم تسحب قواتها من المدن والبلدات.
وفي دمشق قال سكان ان المدينة اصابها الشلل بعد مقتل صهر الاسد ووزير دفاعه وضابط رفيع في انفجار قنبلة اثناء اجتماع امني. وتعرضت بعض احياء العاصمة لقصف عنيف.
وعرض التلفزيون السوري تحذيرا حذر فيه السكان من مسلحين متنكرين في ملابس الحرس الجمهوري ينتشرون في عدد من احياء دمشق المضطربة وقال انهم يخططون لارتكاب جرائم ومهاجمة الناس.
كما اصدر نشطاء تحذيرا مقابلا قالوا فيه ان قوات الحرس الجمهوري الحقيقية منتشرة بالفعل في حي الميدان. وقال الناشط سمير الشامي "تجسسنا على اجهزة اتصالهم... نحن نخشى وقوع مذبحة."
وقال دبلوماسي غربي يتابع الاحداث في سوريا "الجميع يراقبون الان مدى قدرة الاسد على الحفاظ على هيكل القيادة. كانت اغتيالات امس ضربة هائلة لكنها ليست قاتلة."
وقال سكان ان القتال الاعنف منذ بدء الانتفاضة السورية قبل 16 شهرا والذي دخل يومه الخامس الخميس لم يتراجع في العاصمة السورية ضد قوات الاسد.
ويخشى المسؤولون الغربيون ان ينتشر الاضطراب المتصاعد في سوريا الذي وصفه البعض بأنه حرب أهلية إلى خارج حدودها.
وقال سكان ان قوات الامن واصلت قصف أحياء في دمشق خلال الليل باستخدام طائرات الهليكوبتر وان الهجوم استمر يوم الخميس في دمشق. وقال بعضهم ان انفجارات وقعت في احياء شمال شرق وجنوب العاصمة.
وقال شاهد عيان ان المعارضة المسلحة هاجمت مركزا رئيسيا للشرطة في دمشق. وقال ساكن في حي القنوات القديم الذي يقع فيه مقر قيادة الشرطة في محافظة دمشق "اطلاق النار كان كثيفا خلال الساعة الماضية. انه يخف الان لكن الشوارع حول مقر قيادة الشرطة ما زالت خالية."
وخلت مناطق لم تشهد قتالا من اغلب سكانها. وقال سكان ان الطرق المؤدية إلى احياء جنوبية تشهد اشتباكات عنيفة قد اغلقت او انتشرت عليها نقاط التفتيش.
وخلت شوارع وسط المدينة بشكل شبه كامل ولم يكن هناك اي اثر للمعارضة المسلحة على الرغم من سماع اصوات اطلاق النار في عدد من المناطق. واغلقت معظم المتاجر أبوابها.
لكن المناطق التي شهدت اشتباكات -والتي تناثرت في شوارعها الجثث الملطخة بالدماء -كان السكان يشعرون بالقلق والتوتر.
وقال احد السكان بالقرب من حي الميدان المضطرب "كل من في الحي يسلح نفسه. بعضهم يتسلح بالبنادق الالية وبعضهم ببنادق الخرطوش. وبعضهم يتسلح بالسكاكين فحسب."
بينما قال احد السكان بالقرب من حي الميدان ايضا "لا يمكنني حتى ان اخبركم بما يجري في الخارج لأنني اغلقت النوافذ واوصدت الابواب. انا اسمع بين الحين والاخر صوت الرصاص الذي يبدو انه يطلق داخل غرفتي."
وقال دبلوماسي غربي ان دبلوماسيين من السويد والدنمرك والنمسا انسحبوا مؤقتا من دمشق بعد تفجير الاربعاء. وكانت البعثات الدبلوماسية للدول الثلاث تعمل بالفعل بعدد محدود من الدبلوماسيين لا يزيد على واحد او اثنين في كل سفارة. وقال الدبلوماسي انه يأمل ان يعودوا إلى العمل في مواقعهم الاسبوع القادم.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء ان "المعركة الحاسمة" تدور في دمشق.
وكان استخدام روسيا لحق النقض في مجلس الامن لاعاقة قرار يفرض عقوبات على سوريا الثالث من نوعه الذي تقوم به موسكو. ويرى الكرملين الذي يدعم الاسد ان العقوبات تستهدف حكومة الرئيس السوري بشكل غير عادل دون ان تستهدف المعارضة المسلحة.
وبدا التفجير الذي وقع يوم الاربعاء جزء من هجوم منسق على العاصمة تصاعد منذ بداية الاسبوع. ويطلق المعارضون المسلحون على هذا الهجوم اسم "تحرير دمشق" بعد اشهر من الاشتباكات العنيفة التي يقول نشطاء انها اسفرت عن مقتل 17 الف شخص.
وقال مصدر امني ان منفذ التفجير الذي وقع داخل المقر الامني كان حارسا شخصيا للدائرة الضيقة للاسد. واعلنت جماعات معارضة للاسد مسؤوليتها عن الهجوم.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تفجير دمشق وأبدى قلقه البالغ ازاء استخدام الأسلحة الثقيلة.
وقال "الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا. يجب أن تتوقف إراقة الدماء الان."
ويخشى زعماء غربيون ان يكون جهاديون من المؤمنين بافكار القاعدة قد انضموا للقتال في سوريا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا "هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة" وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي" للسلطة.
وقالت سيدة زارت حي التضامن - الذي شهد قتالا عنيفا - ان مركزا للشرطة قد دمر.
وقالت لرويترز عبر الهاتف "رأيت خمس جثث متفحمة وملقاة في الشارع واحرقت سبع سيارات للشرطة وبعض مساجد دمشق تدعو عبر مكبرات الصوت عن وجود ملاجئ للسكان الذين فروا من ديارهم."
وقال التلفزيون الحكومي السوري ان المشاهد التي نشرها نشطاء على الانترنت وبثتها شبكات تلفزيونية مزيفة. ومن الصعب التحقق من الانباء التي ينشرها نشطاء مع القيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل الصحافة الاجنبية.
وبدأ الفارون من ديارهم في البحث عن ملاجئ امنة ولجأ بعضهم إلى ساحة الجامع الاموي في المدينة القديمة في العاصمة.
وقالت امرأة من النازحين لساكن جاب المنطقة "حاولنا العثور على فنادق رخيصة لكنها جميعا مشغولة بآخرين فروا من ديارهم. لذا فقد جئنا هنا إلى المسجد وقلنا اننا ليس لدينا مكان اخر نذهب اليه وليس لدينا مكان ننام فيه."
وبينما تهز المعارك دمشق تدور الاشتباكات في انحاء اخرى في البلاد.
وقالت المعارضة المسلحة انها "حررت" بلدة عزاز في محافظة حلب الشمالية على الحدود مع تركيا. كما نشر نشطاء لقطات مصورة في بلدة تلبيسة في محافظة حمص بوسط سوريا وهي تتعرض لاطلاق نار من طائرات الهليكوبتر المحلقة فوقها.
كما اندلع القتال ايضا بالقرب من الحدود السورية الاسرائيلية وردت اسرائيل على الفور بأنها لن تقبل لاجئين.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك "في حالة سقوط النظام وهو ما قد يحدث... (فالقوات الاسرائيلية) هنا مستعدة وتتحلى باليقظة واذا اضطررنا لوقف موجات من اللاجئين فسوف نوقفهم."
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)