اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
يوم الخميس الماضي أصيب المواطن الفرا وزوجته وابنتاه مرام ذات السنوات الثلاث، ومريم التي لم تتجاوز السنتين من عمرها، بحروق بالغة، كانت أخطرها حروق مريم التي كانت من الدرجة الثالثة.
الحادث المأساوي هذا، أثار تعاطف مواطني المدينة الذين يتوافدون على منزل عائلة الفرا للاطمئنان.
سرد حسين الفرا (37 عاما) من على سرير الشفاء في مستشفى ناصر الطبي لـ'وفا'، الحادثة فقال 'كالعادة مع انقطاع التيار الكهربائي ليلا أشغل المولد بنفسي، وبعد انقطاع التيار الكهربائي مساء الخميس، توجهت إلى شرفة المطبخ- المكان المخصص لتشغيل المولد- وأثناء تشغيله لاحظت أنه بحاجة إلى بنزين، فطلبت من زوجتي إحضار جالون البنزين وكانت الطفلتان معها'.
وتابع: ساعدت زوجتي على ملء خزان المولد، وأثناء سكبه اشتعلت النيران وشبت بزوجتي، ونتيجة الخوف ألقت زوجتي جالون البنزين على الأرض فاشتعلت النيران في المطبخ.
وأردف: في هذه اللحظة ومن شدة النيران، أحضرت زوجتي بطانية كانت موجودة في الشرفة وألقتها على النيران محاولة إخمادها، إلا أن النيران ازدادت اشتعالا، وأصبت بحروق بالغة وأخذت أصرخ بشكل هستيري مستنجدا.
عقب ذلك خلّص الفرا زوجته وابنته مرام من بين النيران بصعوبة بالغة وأخرجهما من المطبخ، وبعد ذلك سمع صراخ مريم منبعثا من داخل المطبخ. 'نظرا لكثافة النيران لم أرها'. فلم يتمالك نفسه واقتحم النيران لنجدة ابنته التي كانت تشتعل فاحتضنها وأخرجها إلى خارج المطبخ والنيران مشتعلة بهما.
قال الفرا، وملامح الحزن بادية على محياه، 'عندما خرجت من المطبخ وجدت أحد جيراني أمامي يخمد النيران المشتعلة بنا، ثم تناول مني ابنتي مريم وأسرع بها إلى سيارات الإسعاف التي وصلت إلى المكان'.
توقف الفرا عن الكلام لأن موجة من البكاء تملكته، فواصل شقيقه إبراهيم الحديث: بعد وصولنا المستشفى نقل حسين إلى قسم جراحة الرجال لتلقي العلاج، وكان وضعه في بداية الأمر صعب جداً، أما زوجته أسماء (32 عاما) وابنته مرام فنقلتا إلى قسم جراحة النساء. ووصفت حالتهما بـ'المستقرة'.
وأضاف إبراهيم: الأطباء في مستشفى ناصر الطبي أكدوا أن وضع مريم سيء للغاية ونقلت على الفور إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ووضعت في قسم العناية المركزة، ومن المتوقع نقلها اليوم الأحد إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية.
زوجته أسماء الفرا، التي تحلت بالصبر، قالت 'كان زوجي دائما يشير علي بشراء مولد كهربائي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وكنت دائما أرفض الأمر، خاصة بعد تكرار حوادث مأساوية نتيجة انفجارها'.
وأضافت: قبل نحو أسبوعين وافقت مجبرة على شراء المولد، بعدما أكد لي أنه سيكون حريصا جداً عند تشغيله، إلا أن ما كنت أخشاه قد حدث.