أخبار الساعة » السياسية » اخبار السعودية

سلمان الأنصاري يستشهد بمقابلة له سابقة نشرتها صحية الاهرام عن علاقة السعودية ومصر

استشهد الإعلامي السعودي البارز سلمان الأنصاري بمقاله له سابقة مع امريكية في واشنطن ونشرتها صحيفة الأهرام المصرية في عام 2017م، حول العلاقة بين السعودية ومصر حيث قال: 
إلى كل مواطن سعودي ومصري؛ هذه مقالة نشرتها في صحيفة الأهرام المصرية في عام ٢٠١٧؛ و يسعدني جدا إطلاعكم عليها:
 
(حينما سألتني الأمريكية عن السعودية و مصر )
 
سألتني صديقة أمريكية في واشنطن عن رأيي كسعودي عن مصر، ترددت لوهلة وتساءلت في نفسي، هل أتكلم عن السياق التاريخي أو أدخل مباشرة في مواضيع الوقت الراهن.
 
على كل حال، قررت أن أشرح لها تاريخيا من هي الرياض للقاهرة ومن هي القاهرة للرياض. بدأت إجابتي وقلت، السعودية ومصر على مر التاريخ وبالأخص من عام 1926 حينما وقعتا اتفاقية الصداقة وهما على وفاق استثنائي وغير مألوف في عالم العلاقات الثنائية، وهما كأي علاقة تمر بفترات تباين في وجهات النظر والتعاطي مع الملفات الإقليمية، ومايظهر كخلاف ولو كان خلافا سنجده يذوب كذوبان مكعب الثلج في كوب الشاي في حال كان هنالك تهديد وجودي لإحدى هاتين الدولتين.
 
وهذا ما تم إثباته حينما قامت مصر بالحفاظ على أمن واستقرار السعودية، ففي حرب الخليج، كانت القاهرة من أول عواصم العالم دعما للسعودية ودول الخليج ليس فقط سياسيا بل عسكريا، فمصر قامت بوضع سياج حدودي بشري على حدود السعودية مع العراق، وقامت بموقف عربي بطولي حينما عملت مع الرياض في حشد كل أنواع الدعم العربي والعالمي للحفاظ على أمن السعودية والخليج. مصر قبل كل ذلك أيضا كانت هي المساهم التعليمي العربي الأول للسعودية، بالإضافة أيضا إلى مشاريع البناء والإنشاءات التي ساهمت فيها فترة بداية نشوء السعودية، ولا ننسى أيضا أن الارتباط الوجداني والإسلامي لمصر كان مشرفا، فالقاهرة هي من كانت تقوم بإرسال موكب سنويا للعمل على كسوة الكعبة.
 
وفي المقابل السعودية وفرت كل أنواع الدعم لمصر في فترة العدوان الثلاثي في عام56 إلى درجة أن يقوم الملك سلمان والملك فهد حينما كانوا أمراء بالمشاركة شخصيا وميدانيا بالدفاع عن مصر، وقامت الرياض أيضا بدعم مصر في حرب يونيو 1967، ولقد جازفت المملكة بأهم علاقاتها الإستراتيجية مع دول الغرب في عام 1973 من أجل مصر.
 
 بطبيعة الحال، مصر كانت ومازالت وستكون دائما عظيمة بشعبها وقياداتها الأصيلة المحبة للخير والسلام ليس فقط للسعودية بل لكل العالم. فمصر هي أم الحضارات ولها إرث حضاري وإنساني ومباديء لا تحيد عنها. رجوعا للصديقة الأمريكية، قلت لها إنني أعلم بحكم اتقانك للغة العربية أنك قرأتي لدى بعض الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي بعض المشاحنات والرسائل السلبية الموجهة ضد علاقة الرياض بالقاهرة. وقلت لها إن هذه الرسائل السلبية لها نوعان لا ثالث لهما، النوع الأول يصنف كعتب منطقي وهادف مابين الأشقاء والأحباء، والنوع الآخر هو الذم الهدام الذي لم يوجد إلا خدمة لمصالح خارجية لا تريد لا لمصر ولا للسعودية خيرا. ولاختصار إجابتي؛ علاقة السعودية و مصر ليست علاقة تماثلية، بل علاقة تكاملية ترتكز على مفهوم واحد لا ثاني له وهو المصير المشترك. 

Total time: 0.0255