أخبار الساعة » السياسية » اخبار السعودية

حين تذرف أوروبا دموع التماسيح الدبلوماسية.. إنها المأساة أيها الربع!

- عبدالعزيز الخميس
أنها المأساة أيها الربع!
 
 أوروبا، تلك القارة العريقة التي كانت تُقسم العالم كما تُقسَّم كعكة الميلاد، أصبحت اليوم تبكي لأنها لم تحصل على مقعد في مفاوضات السلام بالرياض! كيف حدث هذا؟ كيف تجرأت السعودية على استضافة الروس والأمريكان دون أن تستأذن من العرّاب الأوروبي؟ أليس من المفترض أن يُرفع هاتف في باريس أو برلين قبل أي اجتماع دولي، ليسأل الأوروبيون: *"هل سُمح لكم بالتفاوض أم لا؟"
 
لكن المفارقة الساخرة أن أوروبا، التي تنوح الآن على "تهميشها"، لم تجد أي مشكلة في أن تجلس مع إيران وحدها، في جلسة سريّة، تناقش معها أمورًا تهم الشرق الأوسط دون دعوة أي دولة خليجية! وكأن الخليج بالنسبة لهم مجرد **ديكور صحراوي جميل** يضعونه على كتيّبات السياحة، بينما حين يحين وقت القرارات الكبرى، يكون الحديث فقط بين "اللاعبين الكبار".
 
والأدهى من ذلك، أن الاتفاق الإيراني-الأوروبي كان من الأساس *مجموعة وعود وهمية*، تمامًا كوعود الأوروبيين لأوكرانيا بأنهم سيدافعون عنها حتى الرمق الأخير… لكن من بعيد! الخليج حذّر مسبقًا من أن هذا الاتفاق لن يصمد، لأنهم تجاهلوا الكثير من القضايا الجوهرية، لكن الأوروبيين كانوا غارقين في نشوة توقيع الاتفاق، يبتسمون أمام الكاميرات، وكأن توقيعهم على الورق أهم من الواقع نفسه.
 
ثم ماذا حدث؟ الاتفاق تفكّك كما تتفكك السيارات الأوروبية حين تواجه حرارة الخليج، وجاءت أوروبا الآن تصرخ: **"لماذا نحن خارج المفاوضات حول أوكرانيا؟!"** حسنًا، لأن العالم تغيّر، ولم يعد الأوروبيون هم الوسطاء الحصريين في كل أزمة، ولأن السعودية والخليج باتوا يلعبون أدوارًا لا يمكن تجاوزها، تمامًا كما لا يمكنك عقد اتفاق مع إيران ثم تتفاجأ لاحقًا بأن الخليج لم يكن راضيًا عنه.
 
لكن دعونا نكن واقعيين، ربما الحل الوحيد لإرضاء أوروبا هو أن يقترح أحدهم تنظيم مفاوضات حول أوكرانيا في *باريس ديزني لاند*، حيث يمكنهم ارتداء بدلاتهم الرسمية، والتقاط الصور أمام القصور البلاستيكية، وإلقاء الخطب الرنانة عن الديمقراطية، بينما تستمر الدول الفاعلة في اتخاذ القرارات الحقيقية… في مكان آخر!

Total time: 0.0358