أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

صنعاء تنفي وجود وساطة روسية لحل الخلاف مع طهران، وتتوعد بإجراءات تصعيدية إذا لم تكف ايران عن التدخل بشئونها

- صنعاء - عادل الصلوي

كشفت مصادر سياسية يمنية مطلعة عن رفض الحكومة إجراء أي اتصالات مباشرة مع القيادة الإيرانية لتسوية الأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين، على خلفية اتهامات الرئيس عبدربه منصور هادي النظام الحاكم في إيران بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية .

 

ونفت المصادر ل”الخليج” صحة أن يكون اليمن طلب من روسيا التدخل كوسيط لتسوية الأزمة الراهنة في علاقاته مع إيران، وأشارت إلى أن “اليمن لم يطلب مثل هذه الوساطة وإذا عرضت عليه مثل هذه المبادرة فإنه لن يقبل إلا بتسوية شاملة على قاعدة الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية” .

 

وأكدت المصادر أن السلطات اليمنية تمتلك أدلة دامغة تثبت تورط إيران بتمويل جماعات مسلحة للقيام بأنشطة تخريبية داخل اليمن، مشيرة إلى أن الرد الإيراني الرسمي على اتهامات الرئيس هادي لطهران بالتدخل في الشأن اليمني كان “فظاً”، وعبر عن حالة من التعنت لدى القيادة الإيرانية وإصراراً على عدم وقف تدخلاتها في الشؤون اليمنية، ما سيضطر القيادة والحكومة في اليمن إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة في حال لم تبادر طهران بإبداء القدر المطلوب من الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية .

 

ولفتت المصادر إلى أن الخارجية اليمنية بادرت فعلياً باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور، وهو ما يتوقع معه قيام الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراء مماثل عملاً بمبدأ “المعاملة بالمثل” . وأشارت إلى أن صنعاء ترفض تسليم معتقلين إيرانيين متهمين بالتورط في تكوين شبكة تجسس في اليمن، وأن هؤلاء سيحالون إلى المحكمة الجزائية بعد استيفاء التحقيقات الأمنية معهم . كما نفت أن يكون ثمة ترتيبات لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني إلى صنعاء بناء على طلب من طهران لبحث سبل تسوية الأزمة الناشبة بين البلدين . وأكدت في هذا الصدد أن صنعاء سترفض استقبال أي مسؤول إيراني قبيل إبداء طهران موقفاً مغايراً يبرز جديتها في الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن .

 

ووصفت المصادر الإجراءات التصعيدية المضادة التي يعتزم اليمن اتخاذها لوقف التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية بأنها ستكون “مؤثرة وصارمة ووشيكة” . وأرجعت المصادر توقيت إطلاق الرئيس هادي لاتهامات صريحة لإيران بالتدخل في الشأن اليمني إلى ما وصفته ب”التمادي الإيراني في افتعال مثل هذه التدخلات”، نافية أن يكون التصعيد اليمني المباغت للأزمة السياسية الراهنة مع إيران مرتبط بمساع يمنية لإرضاء بعض الأطراف الإقليمية والدولية كالسعودية والولايات المتحدة في ظل ما تردد عن وجود حالة من الركود الطارئ في العلاقات الثنائية بين صنعاء والرياض توج بإغلاق السفارة السعودية بصنعاء وتعليق أنشطتها لما يزيد على شهرين .

 

وقالت المصادر إن “الاتهامات اليمنية لإيران بالتدخل في شؤونه الداخلية ليست جديدة، وتم إشعار القيادة الإيرانية عبر القنوات المختلفة باستياء اليمن من هذه التدخلات، لكن التصعيد القائم فرضه التمادي الإيراني في افتعال مثل هذا التدخلات السافرة وغير المقبولة” .


من جهتها، نفت السفارة الإيرانية في صنعاء، امس الأحد، أن تكون وزارة الخارجية اليمنية استدعت دبلوماسييها العاملين في إيران، موضحة أنه لا وجود لسفير يمني لدى طهران حتى يتم استدعاؤه . وقال المتحدث باسم السفارة الإيرانية في صنعاء “ننفى الشائعات التي تحدثت عن استدعاء وزارة الخارجية اليمنية السبت، عددا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية في صنعاء، أو أن تكون أبلغتهم أنه لم يعد من المرغوب تواجدهم في الأراضي اليمنية وأمهلتهم 72 ساعة لتسوية أوضاعهم ومغادرة البلاد” . أضاف أن “هذه الشائعات محض إفتراءات ولا أساس لها من الصحة ولا أساس لاستدعاء السفير اليمني لدى طهران، لأنه منذ قيام الثورة اليمنية العام الماضي، انتقل السفير اليمني لدى طهران جمال سلال إلى نيويورك ليكون سفيراّ لليمن لدى الأمم المتحدة، ولم يتم تعين سفير جديد لليمن منذ تلك الفترة” .

المصدر : الخليج

Total time: 0.0441