قالت وزيرة الخارجية الأمريكية إنه "لم يفت الأوان" للأسد للتفاوض على مخرج والبدء بالتخطيط لانتقال سياسي، تزامن ذلك مع إعلان العميد مناف طلاس انشقاقه رسميا عن النظام السوري، فيما اتهم ناشطون دمشق بإطلاق النار على مصلين.

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلبنون اليوم الثلاثاء (24 يوليو/ تموز 2012) برغم مكاسب المعارضة فلم يفت الأوان بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد كي يبدأ التخطيط لانتقال سياسي. وقالت كلينتون للصحفيين "نحن نعتقد أن الأوان لم يفت بالنسبة لنظام الأسد كي يبدأ بالتخطيط لعملية انتقالية لإيجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم، " لافتة إلى أن "وتيرة الأحداث تتسارع في سوريا".

كذلك، خاطبت كلينتون مقاتلي المعارضة السورية "الذين باتوا أكثر تنظيما ويسيطرون على مساحات أكبر من الأراضي"، معتبرة أن على المعارضة "أن تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري". واتهم المعارضون السوريون الثلاثاء النظام بنقل أسلحة كيميائية إلى مناطق حدودية غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الأسلحة في حال تعرضها "لعدوان خارجي".

طلاس يعلن انشقاقه رسميا

سياسيا أيضا بثت قناة العربية الفضائية شريط فيديو أعلن من خلاله العميد مناف طلاس انشقاقه رسميا عن النظام السوري. ودعا طلاس في الكلمة التي بثتها قناة العربية إلى "العمل من أجل سوريا موحدة ومؤسات ذات استقلالية". كما دعا طلاس السوريين إلى التوحد في "سوريا ما بعد الأسد". يشار إلى أن طلاس كان من أشد المقربين للرئيس السوري بشار الأسد وأنها المرة الأولى التي يعلن فيها انشقاقه بالصوت والصورة، غذ سبق له أن اصدر بيانا تحدث فيه عن المرحلة الانتقالية.

إلى ذلك قال ناشطون إن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح عندما فتحت القوات النظامية السورية نيرانها مساء اليوم على مصلين أثناء دخولهم أحد المساجد في قرية شمال غرب مدينة حماة وسط البلاد. وأوضح الناشط السوري أبو رعد، المقيم في شمال لبنان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الحادث وقع قرب منطقة الشريعة، مضيفا أن منفذيه من القوات النظامية الموالية للنظام "الوحشي". يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

في تطور أخر، أفادت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية أن السفيرة السورية في قبرص لمياء الحريري أعلنت انشقاقها عن النظام السوري. فيما كشفت قناة "العربية" الفضائية التي تبث من دبي أن الحريري وصلت إلى قطر بعد انشقاقها، فيما لم يتم التأكد بعد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة. وتأتي الخطوة بعد أيام من انشقاق نواف الفارس السفير السوري في العراق وانضمامه إلى المعارضة وبعد أسبوع من فرار العميد مناف طلاس والذي كان مقربا من الأسد من سوريا.

موسكو تحذر مشق

في هذه الأثناء ذكرت وزارة الخارجية الروسية سوريا بأنها من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك غداة إعلان النظام السوري انه قد يستخدم هذا النوع من الأسلحة في حال تعرضه لاعتداء خارجي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "روسيا استمعت باهتمام إلى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز/ يوليو في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي". وخلص بيان الوزارة الى أن "الجانب الروسي ينطلق من مبدأ ان السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية".

وقد اقر النظام السوري الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيميائية مؤكدا أنه لن يستخدمها ضد الشعب لكنه هدد باحتمال استخدامها في حال اي تدخل عسكري خارجي.

وأثارت هذه التصريحات على الفور ردود فعل دولية محذرة خصوصا من الولايات المتحدة ومن ألمانيا ودول أوربية أخرى. فحذر الرئيس الأميركي باراك اوباما النظام السوري بأنه سيرتكب "خطأ مأسويا" سيحاسب عليه إن استخدم أسلحته الكيميائية. واعتبرت لندن هذا التهديد "غير مقبول". وأعلنت إسرائيل من جهتها أنها ستفعل كل شيء لمنع نقل أسلحة كيميائية وصواريخ وأنظمة مضادة للطائرات من سوريا الى حزب الله اللبناني.