عشرات القتلى في عمليات بمناطق سورية عدة و “الجيش الحر” يعلن وقف تقدم القوات النظامية في حلب والقصف يستمر
بتاريخ 2012-07-29T07:33:36+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (8517) قراءة
اخبار الساعة - وكالات
أعلن مسؤول عسكري في “الجيش السوري الحر” أنه تم وقف هجوم الجيش السوري النظامي الذي بدأه صباح أمس، لاستعادة بعض أحياء مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، وأكد تواصل القصف المدفعي الذي يستهدف هذه الأحياء .
وقال قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في “الجيش الحر” العقيد عبد الجبار العكيدي إن “الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة”، مشيراً إلى “تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود، إضافة إلى انشقاق طاقمي دبابتين” .
وأكد العكيدي أن “الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية أي تقدم لا بل تراجعت إلى مواقعها السابقة في حي الحمدانية”، ولفت إلى أن الوضع مساء “كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية” .
وأشار إلى أن “استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي إلى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال إلى الحي الآخر” . ورأى أنه إذا استطاع الجيش الحر “أن يغنم عتاداً كافياً من القوات المهاجمة يمكن عندها أن نشن هجوماً شاملاً لتحرير حلب” .
من جهته، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “معركة حلب بدأت، وقد يكون وقف الاقتحامات إجراء تكتيكياً” من الجيش النظامي . واعتبر أن “توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء”، موضحاً أن “سياسة القوات النظامية تقوم على محاولة التقدم في حي ما وقصفه، ما يؤدي إلى نزوح المواطنين وبعدها يتم الاقتحام بشراسة أكبر” .
وقال عبد الرحمن إن هذا الأسلوب اعتمدته القوات النظامية في دمشق . وأضاف “إن الوضع في حلب حاليا أكثر هدوءاً مما كان عليه صباحا مع استمرار القصف المتقطع وانتشار القناصة” .
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن 63 شخصاً قتلوا في سوريا أمس، حيث بدأ الجيش السوري هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب . وقال عبد الرحمن إن “اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء” . وأشار إلى استقدام الجيش السوري “تعزيزات عسكرية إلى حي صلاح الدين” الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين ويقع جنوبي غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد . وتحدث عن “طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات على مداخل الحي الذي يتعرض للقصف”، وأشار إلى “مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور وأحياء أخرى” . وإلى “سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح” .
وأعلن المرصد مقتل 13 شخصاً في الاشتباكات في حلب . وقال في بيان “لقي مقاتلان حتفهما من الكتائب الثائرة المقاتلة، كما قتل ما لا يقل عن 10 وجرح العشرات من القوات النظامية وجرى إعطاب خمس آليات عسكرية ثقيلة، وقتل قائد كتيبة ثائرة مقاتلة إثر اشتباكات في حي الشيخ خضر، وشوهدت قافلة عسكرية متجهة من منطقة عيسى في محافظة الرقة إلى مدينة حلب” .
وأفادت معلومات جمعها مراسل “فرانس برس” أن المعارضين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر .بي .جي) . وقال إن المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه من فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز .
وقال ناشط معارض لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش السوري يستخدم قوات خاصة (كوماندوز) في هجوم شامل لاسترداد مدينة حلب . وأضاف بسام الحلبي أنه إضافة إلى استخدام قوات “كوماندوز من الجيش” جرى دعم القوات الحكومية بالدبابات والمقاتلات والمروحيات .
وأفاد عامر وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، أن “آلاف الناس خرجوا إلى الشوارع هربا من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض” . ولفت إلى أن “عدداً كبيراً من المدنيين لجأوا إلى الحدائق العامة، ومعظمهم احتمى في المدارس”، موضحاً أن هؤلاء “لا يمكنهم مغادرة المنطقة كما أن لا مكان آمناً تبقى لهم في سوريا” .
وذكر المرصد أن طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين، وقال في بيان إن طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه، مضيفاً أن هناك اشتباكات عنيفة أيضاً عند مدخل حي الصاخور . وقال ناشط إنه شاهد دبابات وناقلات جند مدرعة تتجه إلى صلاح الدين .
وعند مداخل حلب من الشمال كان العديد من القرويين يتسوقون أو يعملون في حقولهم . لكن أمكن أيضاً مشاهدة مقاتلين من الجيش السوري الحر، في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة . وقال رجل في الاربعينات من العمر كان ينقل أسرته على دراجة نارية إنه هارب من القتال، في طريقه إلى بلدة إعزاز القريبة من الحدود التركية . وأضاف “إننا نعيش في منطقة حرب . أنا وأقاربي نتحرك هنا وهناك في محاولة للبقاء بعيداً . غادرنا حلب عندما شاهدنا الدخان وطائرات الهليكوبتر تطلق النار” .
وفي الطريق الذي يقع إلى الجنوب من الحدود التركية المؤدي إلى حلب أقام جنود منشقون نقاط تفتيش تحمل لافتة كتب عليها نقطة التفتيش هذه تابعة للجيش السوري الحر .
في السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت مع “مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة وتقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب . وفي حي سليمان الحلبي صبت الجهات المختصة كميناً لمجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة” . وأفاد المصدر أن الاشتباك “أدى إلى القضاء على الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وتدمير السيارة” . وأورد أن الجهات المختصة “لاحقت مجموعة إرهابية أخرى في حي الأنصاري الشرقي وأسفر الاشتباك عن إلحاق خسائر فادحة في صفوف المجموعة ومصادرة أسلحتهم وسيارة وجهازين لاسلكيين وجهاز ثريا” .
إلى ذلك، حصدت أعمال العنف في سوريا 63 قتيلاً، حسب المرصد، هم 29 مدنياً منهم 12 في معضمية الشام بريف دمشق التي تعرضت لاقتحام القوات النظامية، إضافة إلى 18 مقاتلاً معارضاً، و16 من القوات النظامية .
في دمشق، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن حي كفرسوسة يشهد “حملة دهم واعتقالات في منطقة القاري من قبل قوات الأمن والشبيحة” . وفي حمص، قال المرصد إن أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء . وفي حماة (وسط)، اقتحمت القوات النظامية بلدة كرناز بعد القصف العنيف الذي تعرضت له وبدأت حملة مداهمات وإحراق منازل، حسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات في مدينة دير الزور (شرق) حيث يتعرض حيا الحميدية والشيخ ياسين للقصف .
وتحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة” تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي “تحاول اقتحام منطقة اللجاة في درعا (جنوب) بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات” .