نشرت صحيفة " اليوم السابع" القاهرية على موقعها، التفاصيل الكاملة لمجزرة الأسرة السعودية بالقاهرة، والتى راح ضحيتها رجل أعمال سعودى يحمل الجنسية القطرية، وأخته من أمه المصرية، وإصابة أخته الأخرى.
وقالت الصحيفة: ان العقار المكون من 5 طوابق بشارع خطاب جوهر بمنطقة أرض اللواء بحى العجوزة في القاهرة، كان مسرح الجريمة التى راح ضحيتها مهندسة سعودية حاصلة على الجنسية المصرية، قتلا بالرصاص على يد أخيها السعودى، بينما نجت شقيقتها الأخرى من الموت على يديه، بعدما تمكنت من الهرب إثر إصابتها بآثار طلق نارى بوجهها، وتبين من التحريات أن الخلافات التى دفعته للتخلص منها متعلقة بالميراث الذى تركه لهم والدهم.
قصة الجريمة بدأت تفاصيلها فى الساعة التاسعة صباح الخميس، عندما رن جرس الهاتف بمنزل عفراء جابر وشقيقتها جواهر، وتبين أن الاتصال من أخيهما من الأب "محمد" رجل الأعمال السعودى، والذى يحمل الجنسية القطرية أيضا، وصاحب الأملاك والذى كان يعمل بالشرطة السعودية وأخبرهما بالاتصال أنه حضر من السعودية إلى القاهرة ويرغب فى زيارتهما وأنه الآن متواجد بأحد الفنادق، وعلى الفور كانت فرحتهما بخبر زيارته لهما وأخبرا خالهما الشيخ عاطف وطلبا منه التوجه لاصطحابه من الفندق، وبالفعل توجه الشيخ عاطف إليه وعاد به إلى المنزل وكانت الشقيقتان فى هذه اللحظات قد أعدتا له طعام الإفطار، وعقب وصوله استقبلاه استقبال الأخ الغائب منذ ما يقرب من سنة، وكانت فرحتهما به لا توصف كما استقبلته والدتهما، والتى تعد زوجة والده أيضا، وتبادلا الكلمات والسلامات.
وعقب انتهائه من تناول الإفطار دخل إلى الحمام لغسل يده، إلا أنهما فوجئا به يخرج سلاحا ناريا ويطلق النار على أخته عفرا التى كانت جالسة بصحبة أطفالها الثلاثة، ما أدى إلى مصرعها فى الحال وقبل إطلاقه النار على أخته الأخرى جواهر كانت قد تمكنت من الاختباء وأطلق عليها أيضا النار فأصابها بآثار طلق نارى بوجهها.
عقب تنفيذه الجريمة حاول الهرب مسرعا على السلم إلا أن خال الشقيقتين الشيخ عاطف طارده واستغاث بالأهالى الذين تمكنوا من القبض عليه، وتوالت الاعتداءات عليه بعدما علموا بجريمته حيث اعتدت شقيقة والدتهما عليه بالحجارة، كما قام أحد الأهالى بطعنه بمطواة أصابته بصدره حتى تم إبلاغ اللواء محسن حفظى، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة، بالواقعة وأمر بسرعة انتقال رجال المباحث بقيادة اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وفور وصولهم ألقوا القبض على المتهم وانتقل عبد الرحمن حزين رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة إلى مكان الواقعة وأجرى معاينة للجثة ولمكان الحادث، وتم اصطحاب المتهم السعودى إلى مستشفى إمبابة العام لإجراء الإسعافات له نتيجة تعدى الأهالى عليه، وتم إخضاعه لجراحة البسيطة داخل غرفة الاستقبال بالطابق الأرضى بالمستشفى.
تولى الطبيبان: الدكتورة حنان والدكتور أحمد على من أطباء الطوارئ إجراء الإسعافات والخياطة ومداواة الجروح التى أصيب بها القاتل، إلا أن المفاجأة التى أذهلت الجميع كانت بتسلل إبن خالة المهندسة السعودية القتيلة وهو مصرى يدعى "محمد شعبان"إلى غرفة علاج الجانى السعودى " محمد" حيث أشهر مطواة كانت بحوزته وانهال عليه بالطعنات حتى فارق الحياة، وتمكن من الهرب فى حينها، وسط حالة الذهول التى أصابت المتواجدين واستغاثت الطبيبة بأفراد الأمن وتمكن رجال مباحث الجيزة من ضبطه أمام باب المستشفى الرئيسى قبل نجاحه فى الهرب .
وفي مقابلة لصحيفة "اليوم السابع" مع الحاجة "نعمة" 58 عاما، الزوجة المصرية ووالدة القتيلة السعودية، والتى كانت فى حالة يرثى لها وذكرت أنها وقت الحادث كانت جالسة على درجات سلم المنزل وفوجئت بصوت الطلقات النارية ومحاولة "محمد" نجل زوجها الهرب وعلمت بعد ذلك من شقيقها الشيخ عاطف بالجريمة ورفضت بعد تلك الكلمات استكمال حديثها لعدم قدرتها على مواصلة الحديث.
أضاف محمد فوزى، نجل خالة الضحيتين، أنه لا يعلم سبب الجرم الانتقامى الذى ارتكبه المتهم وأنه لا يوجد بينهم أى خلافات تدفعه لفعلته، وقال إن والدة الضحيتين كانت متزوجة من الشيخ جابر السعودى الجنسية رجل الأعمال صاحب شركة لتصنيع منتجات البترول، وكان محل إقامتهم بمنطقة حفر الباطن بالسعودية وأنجبت منه عفرا وجواهر المجنى عليهما وعقب وفاته منذ ما يقرب من 20 عاما عادت بهما واشترت هذا المنزل الذى يقيمون به وتزوجت عفرا من المحاسب أحمد بينما تزوجت جواهر وطلقت بعدما أنجبت طفلة.
وأضاف شقيقه طارق، أن سبب ارتكاب الجانى لجريمته أنه كان يرغب فى تزويج أختيه من أصدقائه له يحملون الجنسية السعودية ومع رفضهما لطلبه نشبت بينهم الخلافات التى أدت إلى حقده عليهما، بالإضافة إلى خلافات الميراث التى ذكر أنه يشك أن تكون سببا أساسيا فى ارتكاب جريمته.
وفي المستشفى التقت الصحيفة بأحد الأطباء المعالجين للجانى السعودى الذى قتل، وقال الطبيب الذى شهد الواقعة: أن الجانى السعودى حضر إلى المستشفى مصابا بـ3 جروح قطعية بالصدر، بالإضافة إلى جرح غير نافذ بالبطن وعدد من الجروح بمنطقة الذراعيين والساعدين تابع حديثه قائلا إنه أثناء مشاركته فى إسعافه فوجئ بشخص مجهول يقتحم الغرفة ويتعدى عليه بمطواة ويفر هاربا ولم يتمكن أحد من اعتراضه خوفا من المطواة التى كانت بيده حتى تم ضبطه وتبين أن عدد الطعنات بلغت 5 طعنات بالبطن والصدر وطعنتين بمنطقة الكبد.
أما "محمود رمضان" فرد أمن بالمستشفى وشاهد أيضا على الواقعة، فقال إنه أثناء تواجده على باب المستشفى للتأكد من هوية مرتادى المستشفى وأثناء تواجد المتهم السعودى لتلقى العلاج حضر أحد الأشخاص وادعى إصابته بمرض فى بطنه وطلب الدخول لتوقيع الكشف الطبى عليه وبعد ما يقرب من دقيقة شاهد ذات الشخص يخرج مسرعا من الباب وقام أمين شرطة تابع لقسم شرطة العجوزة بملاحقته وضبطه.
وكشفت تحريات رجال مباحث الجيزة أن المتهم السعودى يحمل الجنسيتين السعودية والقطرية كما أن الشقيقتين تحملان أيضا الجنسية السعودية والمصرية.
وقد أمر عبد الرحمن حزين، رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، بحبس "محمد شعبان" 4 أيام على ذمة التحقيق، لاتهامه بقتل رجل الأعمال السعودى داخل مستشفى إمبابة العام، كما أمر بتشريح جثة المجنى عليه وانتداب المعمل الجنائى لتشريح جثة اخته التى قتلها وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.