أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » لقاءات وفعاليات

ألفلاحات يرعى حفل إفطار جماعة الإخوان المسلمين في مخيم حطين

- عباس عواد موسى

 

ألفلاحات يرعى حفل إفطار جماعة الإخوان المسلمين في مخيم حطين 
عباس عواد موسى
 
رعى المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات حفل الإفطار المركزي الذي أقامته الجماعة في مخيم حطين وحضره جمع غفير من شيوخ ومخاتير ووجهاء المنطقة في ذكرى معركة بدر الكبرى .  وقال فضيلته إن الإصلاح تم في هذه المعركة المباركة التي نصر الله العلي القدير المسلمين فيها مشيراً إلى أن الجماعة التي انطلقت منذ سبعة وستين عاماً وهي تدعو للإصلاح الذي يبدأ بالفرد والأسرة فالمجتمع وصولاأ للحكومة فالدولة برمتها . ومن هنا فإننا نطالب أن يكون الشعب هو مصدر السلطات وصاحب القرار فإن قرر الحرب فليحارب مؤكداً على ضرورة محاربة من باعوا مقدرات الوطن من الفاسدين المفسدين .وقال : 
في مثل هذا اليوم كانت بدر الكبرى  غزوة الفرقان  حيث كانت نقطة التحول  الكبرى في التاريخ الاسلامي  مع أنها متواضعة  العدد والعدة من الطرفين  حيث لم يزد مجموع الجيشين  عن الف  وثلاثماية رجل . ولم تستغرق سوى يوم واحد  او بعض يوم  الا انها مدرسة  دروس كبرى  لايحصيها  عاد وهذا طرف منها :ــ
 
دروس من القرآن الكريم   وما أكثرها   من دروس  إذ يقول الله تعالى :ـ
 
*( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم  فئة فاثبتوا  واذكروا الله كثيراً لعلكم  تفلحون ) درس الثبات والصبر
 
*ودرس آخر  ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم)  الإلتفات إلى أن الصادقين ليسوا وحدهم  إنماهم في  معية الله   تعالى
ألفلاحات يرعى حفل إفطار جماعة الإخوان المسلمين في مخيم حطين
 
* ودرس القلة والكثرة  حيث يقول الله تعالى (  إن يكن منكم  عشرون صابرون يغلبوا مائتين   ) *ودرس لبيان عموم المسؤولية وشمول النتيجة جميع أبناء المجتمع الواحد  حيث يقول الله تعالى (  واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم  خاصــــــة ) 
 
* ودرس من النبي القائد عليه الصلاة والسلام , حيث كان يعتقب بعيراً  هو وعلي بن أبي طالب  وأبو لبابة   ولما كانت تأتي نوبته للركوب   كان يقول لهما :ـ ما أنتما بأقوى  على المشي  مني   وما أنا أغنى  عن الأجر منكما , فلا يجعل له ميزة على أي من المسلمين  فأين قادة اليوم !!!
 
*ودرس ثان  منه ايضاً  حيث كان يسوي صفوف أصحابه استعداداً للمعركة  فتقدم  سواد بن غزية رضي الله  عنه / عامداً عن الصف/ فوكزه الرسول الكريم بسواك معه  فقال  أوجعتني  يا رسول الله ,فقال له  استقد يا سواد  أي خذ حقك بالمثل وكشف عن بطنه  الشريف  فقبله سواد ,وقال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جسدي جسدك  ,    فيا للعدل  وأين ستجده إلا في هذه التربية   ؟
 
*ودرس في الشورى الملزمة والتزام رأي الشعب , حيث استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج والقتال بعد  نجاة القافلة , وهو يردد أشيروا عليّ أيها الناس  ويستمع للمهاجرين  يبدون  استعدادهم  للحرب  ولكنه يريد رأي الانصار  الذين لم يبايعوه من قبل  على قتال عدو  فيقوم  خطباؤهم قائلين : إمض بنا يا رسول الله  لما أمرك الله ........ هذا المبدأ العظيم في الديمقراطيات الحديثة  , نجده في الإسلام قبل ألف وأربعمائة عام أو تزيد حتى مع النبي الذي يوحى إليه  فهل من  معتبر ؟
 
 *ودرس آخر لأهداف المعسكرين معسكر الشرك والظلم والاستعلاء  ومعسكر العدل والكرامة وحب الله وعباده , حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ'أللّهمّ هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تُحادُّك وتحادّ رسولك، أللّهمّ فنصرك الّذي وعدتني''
 
*ودرس عظيم  في تقديم الأقارب للمغارم والمخاطر من طرف القائد , وليس اختصاصهم بالمغانم والمنافع  حيث  أمر في بداية الغزوة أبناء عمه الثلاثة  عبيدة بن الحارث , وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب  لمنازلة كبار فرسان قريش على خطورة الموقف
ألفلاحات يرعى حفل إفطار جماعة الإخوان المسلمين في مخيم حطين
 
 ودرس من أبي بكر رضي الله عنه  حيث قال له ابنه عبد الرحمن لقد رايتك يوم بدر ولو اردت قتلك  لقتلتك  فقال له أما أني لو رأيتك لقتلتك  , وقد قتل  أبو عبيدة أباه لما رأى منه الإصرار على معاداة الله ورسوله
 
•   وموقف غاية في الأهمية من عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  حيث يقول كنت اقرأ قول الله تعالى  سيهزم الجمع ويولون الدبر فأقول  أي جمع  هذا سيهزم ؟ فلما كانت بدر  رأيت الرسول صلى الله عليه يثب في الدرع  ويقرأ  سيهزم الجمع ويولون  الدبر  فمهما كانت جموع  الظلم فإنها إلى زوال  (  ولا يغررك تقلبهم في البلاد  )
 
•   انها بدر في التاريخ  والمبادىء الانسانية  وبدر بخروج القبائل المتناحرة التي كانت تعيش في ذيل القافلة الانسانية لتبني حضارة انسانية لا مثيل لها
 
•   إن المقدمات البسيطة ليس بالضرورة أن تكون محسوبة تماماً  في حجم النتائج في المنهج الرباني  حيث تتجلى الصورة في بدر  في العدد والعدة  غير المتكافئة مقارنة مع قريش   وحتى في الأهداف المتواضعة  في بداية الخروج  والتي كانت الإستيلاء على القافلة فقط فكانت النتيجة أعظم وأكبر حيث انهزم معسكر الظلم والكفر إلى غير رجعة  وهذا ما  يجب ان يعيه  الناس اليوم .
 
•   إن البشر هم البشر يعتريهم الضعف والنقص  وحب السلامة  لكن التوعية والتربية بالعمل والممارسة  تهذب النفوس وتصلحها وتجعلها تعيش لغيرها  وللمصلحة العامة (  وتودون ان غير  ذات الشوكة تكون لكم )  حتى  قال احد البدريين :ــ فينا اهل بدر نزلت سورة الانفال  عندما ساءت فيه أخلاقنا )
 
•   وأخيرا إن ميزة الطلائع البادئين المبادرين  على من سواهم كبيرة  فالذين ينهضون في البدايات  وفي وقت استبعاد إمكانية النصر وفي ظل  قوة الخصم  وخيلائه  يختلفون عمن ياتي وقد عبدت الطرق  وزال الوهم  فالمبادرة المبادرة  وهكذا  قال الرسول  صلى الله عليه وسلم :ــ لعل الله اطلع  على أهل بدر فقال افعلوا ما شتتم  فقد  غفرت لكم ,  وكان عمر يخصهم بالعطاء والاستشارة  ويقدمهم على من سواهم . واستخلص أخيراً الدروس المُستفادة من غزوة بدر الكبرى مُبيناً إن ما تعيشه الأمة من ذلٍّ وهوان سببه يكمن في سلب الإرادة الشعبية , داعياً الجميع للعمل من أجل الإصلاح . وخيم حطين أو مخيم ماركا كما تسميه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هو ثاني أكبر مخيمات اللاجئين في الأردن .
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0558