أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » على السريع

عمي الاستاذ عبده الجندي هل أنت وراء إيقاف نزول مقالاتي في أكثر من300 صحيفة وموقع اليكتروني

- د.طارق الحروي
مما تجدر الإشارة إليه بهذا الشأن أني كنت مع مرور الوقت منذ النصف الثاني من العام الماضي قد نجحت إلى حد ما في بناء شبكة من العلاقات غير مكتملة الأركان مع عشرات المواقع الالكترونية والصحف المحلية التي من خلالها بدأت ككاتب ومحلل سياسي وإستراتيجي أنشر الكثير مما أنتجه من أفكار وروى وأطروحات وصولا إلى ما أعلنه من توجهات ومواقف بين الفينة والأخرى في هذا الاتجاه أو ذاك تحت سقف الثوابت الوطنية وأولويات المصلحة الوطنية العليا، إلا أنه ذلك في حقيقة الأمر كان ومازال إلى حد هذا اليوم يسير بدون أية مقابل مادي أو معنوي أيا كان نوعه، جراء استمراء كافة المعنيين بهذا الأمر لهذا النوع من العلاقة الاستغلالية الانتهازية، في مجتمع أصبح للجانب المادي شأن كبير جدا بحيث يصبح من الصعب على أية شخص في بداية حياته العملية أن يكرس كل وقته لأعمال تطوعية؛ مثل التي أقوم بها لا يبغي منها سوى وجه الله تعالى ومرضاته والذي بيده الحل والعقد والفرج والمخرج ويستمر به هذا الحال قرابة الـ4 سنوات دون كلل ولا ملل.
  • ولعل ذلك كان مرجعه من وجهة نظري سبب أساسي مهم جدا هو أني عندما قررت ولوج هذا المضمار عام 2009م لم يكن أمامي سوى طريقين لا ثالث لهما إما الطريق التقليدي المتعارف عليه الذي يسلكه الكثيرين ببطاقة تعريف واتصال تلفوني يقوم بها أشخاص لهم شأنهم في البلاد وبذلك تتجاوز كافة صعوبات العلاقة المنقوصة دفعة واحدة فتعرف ما لك من حقوق وما عليك من واجبات وتفاجئ من أول يوم وأنت تتصدر واجهات الصحف والتهاني وباقات الثناء والإعجاب تهطل عليك من كل حدب وصوب ولكنك بالكاد ستقضي جزء كبير من عمرك دون ان تعرف من أنت وما هي إمكانياتك التي منحك الله....الخ.
  •  أو الطريق غير التقليدي الأكثر صعوبة الذي قررت سلوكه بدون تردد قبل وبعد كل شيء مُتكلا على الله تعالى وحدة في بلد يضع مكانة مرموقة جدا لا تضاهى لثقافة الواسطة والظهر والمصالح المتبادلة (وهو عكس الطريق الأول تماما) بالاستناد على تلك المقولة التي كان وسيظل لها شأن يذكر في قاموس حياتي (ليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال هاأنذا..)، والذي لم عجزت لحد الآن تصحيح مجرى هذه العلاقة المنقوصة والمجحفة بحقي مع كافة الصحف بدون استثناء.  
  •  سيما في ظل ما أصبح ينتابني من شعور عارم مع مرور الوقت كاد أن ينال مني في أوقات كثيرة له علاقة وثيقة الصلة بظواهر عديدة كالاستغلال والانتهازية والبلادة ...، جراء ما أصبح عليه المجتمع اليمني من تدهور حاد في حياته طال المنظومة القيمية والأخلاقية والدينية...الخ، بحيث لم أجد طوال هذه الفترة حتى أية مؤشرات بحدودها الدنيا وما دونها لأية حالة استثنائية حرصت فيها أية جهة صحفية تعاملت معها على الانفتاح معي بصورة أخلاقية وقانونية من خلال التواصل معنا وحسم وضعنا القانوني بموضوعية وشفافية وصولا إلى إتاحة المجال واسعا لقرائها الأعزاء التواصل معنا بمبادرة وتسهيلات منها...، على خلفية أن المجتمع بمجموعه وشرائحه المثقفة منه- بوجه خاص- قد انغمست وتشربت مفردات الاستغلال والانتهازية والتبلد...الخ بكل أشكاله من رأسها إلى أخمص رجليها، كي يصبح ثقافة ومهنة للاسترزاق المشروع وغير المشروع على حساب الآخرين تحت مسميات كثيرة كـ(الشطارة، الحنكة،.....).      
  • على أساس أني عندما قررت استئناف كتاباتي فجاءه على حين غرة في الوسط الصحفي ككاتب ومحلل سياسي واستراتيجي عام 2011م بعد فترة انقطاع دامت قرابة الـ14 شهرا على وجه التقريب، قد جاء بدون أية ترتيبات مسبقة تذكر تؤسس لإعادة تصحيح لهذه العلاقة على ما سبق من تجربة مرة مع الصحافة، في ضوء ما فرضته علينا كما غيرنا طبيعة ومستوى ومن ثم حجم إرهاصات الأزمة السياسية- الأمنية الاستثنائية الخطيرة التي عاشتها اليمن دولة وشعبا منذ مطلع العام 2011م بدون سابق إنذار، من مهام وطنية جسيمة كان يجب ان أضطلع بها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من حياة الأمة بتكليف من نفسي التي مازالت تضع فيها لمنظومة القيم والأخلاق مكانا مرموقا له شأنه، باعتباري واحدا من أبناء اليمن الذين تم تأهيلهم (أو نجح في تأهيل نفسه إلى حد ما) في أعلى المستويات العلمية ليس هذا فحسب، لا بل وأصبح لديه رؤية شبه متكاملة الأركان ولها شأنها في كل ما يدور حولنا من إرهاصات عجز الكثيرين إلى حد كبير عن استيعابها.
  • سيما بعدما بدأت تتكشف أمامي حقيقة أبعاد المؤامرة القديمة- الجديدة  التي حاكتها مكونات التيار الانفصالي الستة (التيار التقليدي المحافظ والمتطرف وشركائه القدماء- الجدد) بألبستها الجديدة ضد التيار الوحدوي الوطني المعتدل الممثل الشرعي والوحيد لمشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا- مستغلة في ذلك- إرهاصات سيناريو الفوضى الخلاقة والانفلات الأمني التي اندلعت فصوله في بعض الدول الواقعة في نطاق حدود الحلقة الرئيسة الأولى من المنظومة الاستراتيجية الثلاثية الأبعاد للمشروع الأمريكي- الغربي وحلفائه في المنطقة؛ التي تمثلها منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا المقترحة.
  • نعم دخلتها وأنا رافعا رأسي متوكلا على الله تعالى، بالرغم مما كنت ومازلت أعانيه إلى حد كبير من استمرار  تنامي حالات الإجحاف بحقي من قبل كل المسئولين في الدولة وخارجها بدون استثناء، فالمعركة كانت ومازالت مصيرية بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني ودلالات ومؤشرات لها شأنها، ولم يكن أمامي سوى خيار الانخراط الفوري في معركة اليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا التي غلب عليها إلى حد كبير طابع المعركة السياسية- (الإعلامية- الدعائية) والتي فرضت عليها بدون سابق إنذار، في تطور سياسي- أمني خطير جدا لم يكن في الحسبان في أخر فصل من فصول المواجهات المحتدمة رحاها منذ عقود مضت بين التيار التحديثي التحرري والتيار التقليدي المحافظ والمتطرف، والتي أعددت نفسي لها بما أصبح لدي من روى وأطروحات تفضل بها الله علينا وهو صاحب الفضل الأول والأخير أخذت مني زهاء 21 عاما من الدراسة والبحث والتخصص الذي كنت ومازلت أدعيه.
  •  دخلتها بدون أية مقدمات ولم أخذ عند دخولي الوسط الصحفي الذي يغلب عليه الطابع الانتهازي الاستغلالي والذي لم تشفى جراحي منه، أية احتياطات تذكر تجنبني ما عانيته في العام 2009م ليس هذا فحسب، لا بل وكي أصدقكم القول أني دخلتها ولم يكن لي أية حسابات خاصة مشروعة وغير مشروعة، ولم أفكر بالعواقب كما كان الكثيرين يرددونها حولي بل شحذت أطراف قلمي مع فرسان فيلق الإعلام الوطني المجهول في معركة الحق ضد الباطل وأهله، ثم معركة الحياة في سبيل الله،  كي أدافع عما أمنت به بغض النظر عما يؤمن به غيري، كتبت ومازلت لليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا، كتبت للماضي والحاضر والمستقبل، ولحركة التغيير الوطني العملاقة ورموزها وعناصرها......الخ.
  •  ولا أخفيكم سرا أيضا أنه منذ فترة قصيرة كان لي وقفة مهمة مع نفسي أراجع فيها أمورا كثيرة منها استمرار اختلال العلاقة في الوسط الصحفي، في محاولة للإجابة عن سؤال واحد فقط لا غير لكنه مهم جدا بالنسبة لي وماذا بعد ذلك يا دكتور طارق ؟ أي بمعنى أخر هل ستستمر في هذا الوسط الانتهازي الاستغلالي المتبلد الذي لم ولن يحدث فيه أية تغييرات لها شأنها في المدى القريب، تفضي إلى إعادة تصحيح العلاقة معي كي أحصل منها على حقوقي كاملة (ماديا ومعنويا)، سيما في ظل بقاء نفس تلك العقلية ولغة المصالح التقليدية ذات الطابع الانتهازي الاستغلالي التي لا تعرف سوى كيف تضمن تحقيق مصالحها الخاصة المشروعة وغير المشروعة فقط ليس هذا فحسب.
  • لا وبل في ظل وجود أيادي خفية معروفة لها شأنها في الوسط الرسمي والحزبي وصولا إلى الصحافة المستقلة، أصبحت تقف لنا بالمرصاد في كل همسة وقول وفعل منذ فترة ليست بالقصيرة، على الرغم من وجود العديد من المؤشرات التي توقعت بموجبها أن يفتح أمامي المجال واسعا بهذا الشأن مادامت الصحافة ليست خسرانه شيئا في الجانبين المادي ولا المعنوي جراء بقاء العلاقة فيما بيننا مختلة إلى حد كبير، بالاستناد على ما أصبح لنا من مكانة لها شأنها في هذا الوسط اكتسبتها بفضل الله تعالى وبالجهد والإخلاص والتفاني والصبر على مدار 4 سنوات، وصولا إلى ما أصبح عليه هذا الوسط من انفلات غير مسبوق على كافة الأصعدة.
  • في محاولة منها لاحتوائنا والتضييق علينا ومن ثم إيقافنا تماما عن استكمال ما بدناه كيفما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لدرجة وصل بها الأمر فجاءه إلى تقليص حاد للمساحة المتاحة أمامنا لنشر كل ما نكتبه بصورة غير متوقعة بدون أية مبررات منطقية ومقنعة وتقييد حركتي بشكل نهائي في وسائل النشر الورقية والإبقاء على عدد محدود جدا من المواقع الالكترونية (لا تكاد تذكر) التي ظلت قريبة منا، بحيث أفقدني هذا الأمر إمكانية مخاطبة جموع الرأي العام الذي تسيطر عليه أنماط وأفكار تخدم جهة بعينها، فحتى الصحف الورقية المحدودة جدا التي فتحت لي أبوابها لم تستطيع الاستمرار معي إلا لأسابيع، لدرجة فقدت معها أية وسيلة حقيقة تبقيني قريبا من الرأي العام بالرغم من وجود هذا الركام من الصحف التي ما انزل الله بها من سلطان، حتى أني في أوقات بعينها خاطبت بعض الصحف والأشخاص بقولي أعجز الرحم الصحفي برمته أن يلد صحيفة واحدة فقط لا غير تحتوى ما أكتبه !!!                     
  • وعند هذا الحد من الطرح قد يسأل سائل وله الحق في ذلك ما وجه الربط بين كل ذلك وبين عمك الأستاذ عبده الجندي ؟ استطيع أن أرد على ذلك بالقول أن هذا الأمر لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن كشفت عن طبيعة العلاقة التي تربطه بي على الملا ومن على صدر صحيفة 26 سبتمبر- بوجه خاص- عندما خضت في مواضيع تلك المقالات التي وجهتها إلى الكثير من المعنيين في الدولة وخارجها من خلال مسمى (عمي الأستاذ عبده الجندي...!!)، الذي كان قد نال في تلك الفترة مسئوليات جديدة إلى جانب مسئوليته كنائب لوزير الإعلام مثل عضويته للجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام وناطقا رسميا لأحزاب التحالف الوطني....الخ.
  •  بمعنى آخر أنه بقدر ما يمثله هذا الأمر من دليل قاطع بيدي على أن الجندي وأناس أخريين يقفون ورائه أو يقف ورائهم قد وظف كل صلاحياته ونفوذه الرسمي في إيقاف نزول مقالاتي على مدار الأشهر السابقة وبهذه الصورة الفجة التي تصطدم شكلا ومضمونا مع كل معاني التغيير والمدنية والمواطنة والقبول بالأخر والرأي والرأي الأخر والأخلاق والقيم...الخ، وبصورة لا تنم إلا على أن الشخص الذي يقف ورائها (أو الأشخاص) يسيطر عليه نوازع لها علاقة وثيقة الصلة بتصفية الحسابات معي (ومع أقرب الناس إليه)- من جهة- ومع الأمة وتيارها الشبابي الوطني- من جهة أخرى- كـ(حب الانتقام، الحقد، الحسد، الكبر، الوهم...) التي تغلغلت وأكلت الكثير من القيم والأخلاق في أنفسهم كي يصبحوا مجرد أجساد خواء (ويعرف الجندي ما أقصده)، وإلا فكيف نستطيع أن نفسر هذا الإجحاف الحاصل بحقي (وبحق أقرب الناس إليه) وبحق الأمة التي يجب أن تحاط علما بحقيقة ما يجري حولها، حتى أني خاطبت بعض الصحف والجمهورية منها- بوجه خاص- قبل أن تنقطع علاقتي بها نهائيا، أني مستعد بقبول أية نقد ايجابي يقارع أطروحاتي مهما كان حتى لو وصل بها الأمر لنشر خمسين مقالة أمام كل مقالة لنا بس انزلوا مقالاتي، لماذا هذا الخوف غير المبرر مما أكتبه !!!.
  • سيما أن الصحافة برمتها إلا من رحم الله قد انحرفت بشدة عن طريقها متجاوزة كافة المحاذير لتصبح مجرد أداة هدم وتغرير وانتقام وتشهير وجلد لهذا الطرف أو ذاك ضمن إطار سيناريو تصفية الحسابات بين عناصر التيار التحديثي التحرري وعناصر التيار التقليدي، بصورة وصل بها الأمر إلى التجرؤ على تناول أدق تفاصيل الحياة الشخصية والعائلية للكثير من قيادات البلاد وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق علي الصالح حفظه الله ورعاه، دون رادع ديني وأخلاقي وقيمي في بلد مازال يضع لهذه الأمور مكانة مرموقة فكيف يعقل ذلك !!!  
  • ولعل مما لا يعرفه الكثيرين من القراء الأعزاء أني في الآونة الأخيرة قد وجهت برسائل كثيرة إلى عمي الأستاذ عبد الجندي وصلت أعدادها إلى ستة ضمن باقة متعددة الأبعاد والمعاني وعدته بنشرها من على صدر الصحافة المحلية وكنت صادقا معه عندما قلت له أنني لن أتوقف إلا بعد أن أقراء ردوده بالنيابة عن نفسه وعن أبناء جيله على كافة أسئلتي المثارة التي تهمني وتهم أبناء جيلي، أو أن يرفع لي ولهم الراية البيضاء، وهددته أو لنقل أني حذرته أن قدرته على تكميم صوتي وكلمة الحق التي ينطق بها قلمي قد ولت إلى غير رجعة، في ضوء انتشار مختلف وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والمستقلة (الصحف الورقية والالكترونية)، التي يزيد أعدادها بحسب المصادر الرسمية في وزارة الإعلام عن أكثر من 350 صحيفة !!!
  • وفي الختام يبقى سؤالي مطروحا على الأستاذ عبده الجندي ومن ورائه كافة المسئولين المعنيين ومنتظر سماع الرد منه ولكن لبرهة من الزمن لأني سئمت طول الانتظار والتردد الذي يعيشه الكثيرين، هل أنت وراء إيقاف نزول مقالاتي وما مصلحتك من وراء ذلك ؟ وما هي مبرراتك المنطقية ؟ بمعنى أخر هل للأمر علاقة بدواعي المصلحة الوطنية العليا للبلاد ؟ أم المصالح العليا الخاصة للقوى والعناصر النافذة في البلاد التي ساءها كتاباتي وأضر بها ؟ أم أن الأمر كله  ليس سوى مجرد فرد للعضلات تقف ورائها نوازع كثيرة لها علاقة بقواعد اللعبة الصفرية القذرة التي مارستها ضد أقرب الناس إليك (وتعرف من أقصد!!) التي تقول فيها أنه يستحيل فيها أن نكون مع بعض فإما أنت أو نحن ؟ وإن غدا لناظره قريب !! وللحديث بهذا الشأن بقية,,,,,,,,

                                                                                                 والله ولي التوفيق                                                                        

                                     

                                                                                                 

 



([1]) باحث في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية وكاتب ومحلل سياسي.

 

المصدر : الكاتب

Total time: 0.0448