مدير عام تربية تعز عبدالكريم محمود: سيتم إجراء تغيير شامل في مختلف التگويـنات والمستويات التربويـة لإحداث نقلة نوعية تبشر بعام دراسي متميز
بتاريخ 2012-09-05T01:56:21+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (3127) قراءة
عبدالكريم محمود
اخبار الساعة - تعز - احمد البخاري
- المحافظ شوقي هائل يولي قطاع التعليم كل الاهتمام وستكون هناك عملية تقييم لكل كوادر التربية والتعليم
- الكتب تصل تباعاً ولا يزال هناك نقص لحوالي 72 عنواناً لمختلف الصفوف
- التربويون هم الداء والدواء ولا بد من تصفية الشوائب والضرب بيد من حديد
- ها هو العام الدراسي الجديد 2102 ـ 3102م يهل علينا بعد عامين دراسيين لم تنتظم فيهما العملية التربوية والتعليمية بالشكل المطلوب وخصوصاً في مدينة تعز بسبب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة جراء التداعيات التي أفرزتها الأزمة السياسية العصيبة منذ مطلع العام الماضي 1102م حيث توقفت الدراسة في عدد من المدارس إما بسبب احتلالها من قبل المليشيات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون أو بسبب الإضرابات وأعمال الفوضى التي شهدتها العديد من المدارس.
جميع الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في عموم محافظة تعز يتطلعون إلى أن يكون العام الدراسي الجديد 2102 ـ 3102م متميزاً وتسير فيه العملية التربوية والتعليمية على خير ما يرام.
ولمعرفة الاستعدادات للعام الدراسي والإجراءات التي تم اتخاذها لضمان سير العملية التربوية والتعليمية دون حدوث أية اشكالات التقينا« الأخ عبدالكريم محمود صبري مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وخرجت بالحصيلة التالية:
لقاء/ أحمد البخاري
> مع بداية العام الدراسي الجديدي 2102 ـ 3102م نود إعطاء القارئ الكريم فكرة شاملة عن الإجراءات التي تم اتخاذها لضمان سير العملية التربوية والتعليمية بمحافظة تعز على الوجه الأكمل؟
ـ بداية نسجل خالص الشكر والتقدير لصحيفة تعز الغراء التي تحرص دائماً على مواكبة الفعاليات التربوية والتعليمية، وبالنسبة لنا في مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز فقد قمنا بالتجهيز والإعداد للعام الدراسي الجديد 2102 ـ 3102م وذلك من خلال توفير الكتب المدرسية وإعداد الخطط اللازمة لتوزيعها وكذا إعداد خطط الاحتياج الفعلي لمدارس المحافظة في مختلف المديريات سواء من المعلمين أو الأثاث كما يتم حالياً إجراء الصيانة والترميم لعدد من المدارس بدعم خاص من قبل الأخ محافظ المحافظ الأستاذ شوقي أحمد هائل ويبلغ عدد المدارس التي تجرى عملية
الصيانة لها أكثر من 77 مدرسة في مدينة تعز بمديرياتها الثلاث »صالة ـ القاهرة ـ المظفر وكذا مديرية التعزية« كما تم عقد ثلاث جلسات مع المجلس التربوي المكون من رؤساء الشعب بالمكتب ومدراء الإدارات وكذا مدراء مكاتب التربية بالمديريات وذلك لمناقشة متطلبات العام الدراسي الجديد والتهيئة له وتم إنزال العديد من التعاميم من مختلف الشعب والإدارات المختصة في مكتب التربية بالمحافظة إلى إدارات التربية في المديريات جميعاً.. ونحن نتفاءل هذا العام كثيراً بعام دراسي حافل بالإنجازات يتحسن فيه الأداء بإذن الله تعالى خاصة وأن قيادة السلطة
المحلية بالمحافظة ممثلة بالأستاذ شوقي أحمد هائل تولي التربية والتعليم اهتماماً بالغاً وتعمل جاهدة على معالجة الاشكالات وتذليل الصعوبات التي نواجهها في قطاع التربية والتعليم وهذا الأمر سيساعد إلى حد كبير في تحسين الأداء وتقديم العملية التربوية والتعليمية بقالب جديد ومتميز ولأول مرة ستكون هناك عملية تقييم شاملة لكل الكوادر التربوية بدءاً من المعلم والإدارة المدرسية ومدراء المدارس ووكلائها ومروراً بالإدارات التعليمية في المديريات والتوجيه والتفتيش وكل فئات وشرائح التربية والتعليم كلها ستخضع هذا العام لعملية تقييم حيث
انتهى المكتب من إعداد استمارات مخصصة لكل فئة من هذه الفئات وسيتم من خلالها تنفيذ عملية التقييم مع بداية العام الدراسي حيث ستستمر عملية التقييم طوال العام وسترافقها عملية تقويم للاختلالات والاعوجاجات أولاً فأولاً.
> محافظ المحافظة أشار في كلمته التي ألقاها في ملتقى تعز المحلي الأول أنه سيتم إعادة النظر في الهيكل التعليمي ومؤسساته القائمة في المحافظة وتنفيذ سلسلة من الإجراءات التصحيحية والتطويرية وتحسين البيئة التعليمية.. فهل لكم أن تضعوا القارئ الكريم في الصورة لما سيتم تنفيذه خلال العام الدراسي الجاري؟
ـ هذا صحيح.. فالأخ المحافظ أصدر العديد من التوجيهات التي من شأنها إحداث عملية تغيير للحالات التي لم تتمكن من أداء مهامها كما يجب ومع عملية تنفيذ التدوير الوظيفي سيتم من خلال ذلك إحداث التغيير المطلوب على ضوء التقييم الذي سيرفع من كل الفئات ومن رؤساء الموظفين في مختلف تكويناتهم كما قلت بدءاً من المدارس ومروراً بالإدارات التعليمية ومكتب التربية بالمحافظة.. ويؤكد الأخ المحافظ ألا تقتصر عملية التدوير على مناقلة التربويين سواء كانوا مدراء مدارس أو إدارات تعليمية أو قيادة في مكتب التربية والتعليم بل إنه لا بد من تغيير كل العناصر
التي أثبتت فشلها ولم تتمكن من أداء واجباتها كما يجب، وهناك أفكار ورؤى يطرحها الأخ المحافظ وأفكار ورؤى أيضاً رفعت من مكتب التربية والتعليم كلها تصب في تحسين الأداء وتجويد العملية التعليمية على وجه الخصوص كما سيتميز العام الدراسي الجديد بدعم مختلف الأنشطة التربوية سواء الرياضية أو الفنية أو الاجتماعية أو الكشفية وسيسهم أبناؤنا الطلاب والطالبات في كثير من الفعاليات والحملات العامة منها حملات النظافة والمبادرات الشعبية التي ستجعل من الطالب أو المواطن مشاركاً في خدمة بيئته على الأقل »الإطار السكني الذي يعيش فيه أو يتعلم فيه«.
> هل سيتم تنفيذ التدوير الوظيفي لمديري ومديرات المدارس ومديري التربية بالمديريات خلال العام الدراسي الحالي؟
ـ كما أسلفنا وكما سمعتم أيضاً فقد أقر مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي اللائحة التنفيذية للتدوير الوظيفي وأكد على سرعة بدء التنفيذ مع نزول هذه اللائحة ولا بد من تنفيذ القانون وفق القوانين والرؤى المطروحة في القانون أو اللائحة التنفيذية وسينفذ بمعايير مهنية صرفة بعيداً عن أية مؤثرات أخرى أياً كانت هذه المؤثرات ومن أي مصدر كان لن ينظر لها طالما وهي تتعارض مع المعايير العلمية الإدارية والقانونية التي وردت في عملية التدوير الوظيفي، وكما قلت لن يقتصر العمل على تدوير الموظفين بشكل عام بل لا بد أن ترافقه عملية تغيير في مختلف
التكوينات بدءاً من مستويات الإدارة المدرسية أو الإدارة التعليمية في المديريات أو الإدارة التعليمية في مكتب التربية بالمحافظة وهذا التوجه لا بد أن يحدث نقلة نوعية ويخلق حالة جديدة تبشر بعام دراسي متميز إن شاء الله.
> ماذا تم بشأن الاشكالات التي شهدتهما مدرستا نعمة رسام وأسماء للبنات.. فهل سيتم تنفيذ قرار المجلس المحلي الخاص بالمدرستين؟
ـ عموماً فيما يتعلق بهاتين المدرستين فقد صدر قرار المجلس المحلي بتوقيف تنفيذ القرار السابق الذي كان قد تم اتخاذه والأمر الآن مرهون بموقف قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ويمكن أن يطرح السؤال على السلطة المحلية ونحن نؤكد بأن هاتين المدرستين أو غيرهما ستخضعان لمعايير تحسين الأوضاع وجودة التعليم وفي حالة أن هاتين المدرستين أو إحداهما أو كلاهما تبين فيها عدم القدرة والفشل في العمل سيتم أيضاً إحداث التغيير من خلال العملية الشاملة في إطار المحافظة.
> تعاني جميع المدارس في محافظة تعز وخصوصاً في مديريات المظفر والقاهرة وصالة »مركز المحافظة« من ازدحام كبير في الطلاب والطالبات فهل تم إنشاء مدارس جديدة أو فصول إضافية لاستيعاب الطلاب والطالبات الجدد هذا العام؟
ـ هذا صحيح.. الازدحام قائم منذ سنوات وللأسف الشديد بعض المديريات أصبحت مغلقة على نفسها ولا توجد فيها مساحات تسمح بإنشاء مدارس جديدة والبعض الآخر مفتوحة باتجاه واحد إما باتجاه الشمال أو باتجاه الغرب وهو ما سيجعل عملية التوسع في مديريات المدينة توسعاً أفقياً باتجاه معين وهي المناطق الجديدة التي تسمح بإنشاء مؤسسات تعليمية فيها.. أما الأحياء والحارات والشوارع القديمة داخل المدينة فستظل للأسف الشديد تعاني من هذا الوضع إلى أن نتمكن من خلال دعم الوزارة والسلطة المحلية باستئجار مبانٍ تسمح بتنفيذ العملية التعليمية وتكون عاملاً
مساعداً في تخفيف حالة الازدحام الشديد التي تعاني منه مدارس مدينة تعز.
وبالتأكيد فقد أسهمت المدارس الأهلية بشكل أو بآخر في رفد العملية التعليمية والتربوية وفي التخفيف من عملية الازدحام على وجه الخصوص في كثير من الأحياء لكنها لم تقض على هذه الظاهرة ولا تزال الظاهرة قائمة وتحتاج منا إلى وقفة جادة حيث إن معظم أحياء ومناطق المديريات الثلاث في المدينة لا يمكن معالجة ظاهرة الازدحام فيها إلا من خلال استئجار مبانٍ لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات.
> الكثير من المدارس لم تلتزم بقرار إعفاء الطلاب والطالبات في مرحلة التعليم الأساسي من الرسوم.. كما أن معظم المدارس تفرض مبالغ مالية على الطلبة تحت مسميات عدة.. فما هي إجراءاتكم تجاه هذه المخالفات؟
ـ أولاً أود أن أؤكد أن ما أشير إليه يخص حالات محدودة فهذه الحالات دائماً يتم استدعاؤها للمساءلة ويتم التحقيق معها ويتم اتخاذ إجراءات مشددة حيالها بالرغم من أن هذه المدارس تعمل بدون موازنات سنوية تساعدها على تشغيل هذه المرافق ولو بالحد الأدنى.. فالرسوم المدرسية محدودة وللأسف الشديد تصر الجهات المالية والسلطة المحلية على توريدها للمالية مائة في المائة لصالح السلطة المحلية الأمر الذي يجعل كل المدارس محرومة من أي اعتماد لتشغيلها لكن هذا لا يعني أن نترك أبناءنا وبناتنا طلاب وطالبات المدارس عرضة للابتزاز من قبل بعض مديري ومديرات
المدارس مرضى النفوس الذين إن شاء الله سيلمس الناس أن حركة التغيير ستشمل هؤلاء المدراء والمديرات وهناك عملية تقييم بدأت ومن خلالها سيتم اتخاذ الإجراءات الرادعة الكفيلة لعدم حدوث أية تجاوزات أو اختلالات.
> هل تم توفير الكتب والمستلزمات الدراسية وتوزيعها على المدارس أم أن ذلك سيظل مشكلة تتكرر كل عام؟
ـ حتى يومنا هذا لا تزال هناك العديد من الكتب متأخرة لم تصل إلى المحافظة ويصل عددها إلى ما يقارب 73 عنواناً في مختلف الصفوف من الأول وحتى الثالث الثانوي وهذه الكتب تصل تباعاً وهناك بعض الكتب وصلت ولكن ناقصة عن الخطة والأعداد المحددة بخطة الاحتياج المرفوعة للوزارة ولا يزال الوقت كافياً أن تصل بقية الكتب خلال الأيام القليلة القادمة.. فنحن باستمرار نستقبل قاطرات تحمل الكتب لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ونتمنى ألا يبدأ العام الدراسي إلا وقد اكتمل وصول الكتب بإذن الله تعالى.
> من خلال عملكم الطويل في قطاع التربية والتعليم ووجودكم اليوم على قمة هرم هذا القطاع في محافظة تعز التي تعد أكبر المحافظات في عدد الطلاب والطالبات.. لا شك أنكم قد لامستم عن قرب مجمل القضايا والهموم التربوية والتعليمية.. فمن وجهة نظركم أين يكمن الخلل في العملية التربوية والتعليمية؟ هل في المعلم أم الإدارة المدرسية أم الإدارة التعليمية؟ وكيف يمكن معالجة هذا الخلل؟
ـ يؤسفني أن أقول أن الاختلالات قد شملت كل الشرائح المشار إليها سواء في الإدارة التعليمية أو الإدارة المدرسية حتى الطلاب والتوجيه كل شرائح وفئات التربية والتعليم تعاني من اختلالات ويجب أن نكون واضحين ولكن تظل هذه الاختلالات محل رصد واهتمام ومتابعة وفق الإمكانات المتاحة ووفق الظروف التي تعيشها البلد، ولا نريد القول أن هذه الأمور سيتم معالجتها في جرة قلم أو بإصدار قرارات تصبح في وقت من الأوقات كما يقول المثل »حبراً على ورق« نحن أعددنا ملفات متكاملة.. وهناك ملف للإدارة المدرسية وسيتم الاستفادة منه كثيراً عند عملية التدوير
والتغيير.. وأيضاً هناك برامج لتحسين وتجويد عمل الإدارة المدرسية والتعليمية ونتمنى أن ينعم الله سبحانه وتعالى بالأمن والاستقرار على وطننا وليس هناك مستحيل، فمحافظة تعز تزخر بالكفاءات التربوية والقدرات التي لا تتوفر في أية محافظة وبالتالي كما يقال لا يرتقي شعب إلى أوج العلى ما لم يكن بانوه من أبنائه.. فالتربية والتعليم على استعداد بكل كوادرها وشرائحها أن تخوض عملية التغيير والتحسين ومطلوب الدعم المستمر والمتواصل باتجاه عملية التغيير والمطلوب أن يكون هناك حياد تام من كل الجهات والأحزاب والتنظيمات السياسية والوجاهات
والشخصيات الاجتماعية وكذلك مطلوب منا في قيادة التربية والتعليم العمل بمهنية صرفة بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية وأنا أثق كل الثقة إذا توافق الجميع وأيدوا هذه الاتجاهات فإننا سنوجد بيئة مدرسية جيدة لا نريد أن نقول خالية من كل الشوائب لكن تكون قد تحسنت إلى حد كبير وقضت على كثير من الاختلالات التي ظهرت ولا تزال تظهر هنا وهناك.. ونحن دائماً في التربية والتعليم نقول بأن التربويين هم الداء وهم الدواء في نفس الوقت ولا يمكن لأي كان من مراكز القوى أن تمارس الفساد بشكل أو بآخر إلا من خلال تربوي ولا يمكن أن يمارس الغش في الامتحانات إلا إذا
تواطأ معه تربوي وسهل عملية إعداد الإجابات النموذجية وإدخالها وإيصالها.. وكل هذا يستدعي تصفية هذه الشوائب والضرب بيد من حديد على هذه الحالات التي تسيء للتربية والتعليم وتسيء للوطن.. كما قلت كل الناس وكل المجتمع إذا عرفوا أن التربية قد عزمت على تصحيح المسار وبدأت بالفعل لا يمكن إلا أن تقف إلى جانب التربويين وتساعدهم وتمكنهم من تنفيذ واجباتهم على الوجه الأكمل.. وبالتأكيد نحن في محافظة تعز جزء من الجمهورية اليمنية وجزء من النظام العام في البلد ولا يمكن أن ندعي أننا في التربية والتعليم سنكون عالماً آخر أو سنتحول إلى مجتمع مثالي
بعيداً عن البيئة التي نعيش فيها وعن الأوضاع العامة السائدة التي يعايشها التربويون والمجتمع بشكل عام فبقدر أهمية التغيير في قطاع التربية والتعليم الذي يجب أن تكون البداية منه فلا بد أن تكون عملية التغيير شاملة ومؤيدة للاعتماد على المعايير والقوانين بحيث يكون دائماً وأبداً معيار الكفاءة هو المعتمد في اختيار الأفضل في المكان المناسب.
> في ختام هذا اللقاء ما هي الكلمة التي تودون قولها؟
ـ ما أود أن أقوله هو أن قطاع التربية والتعليم لا يمكن إطلاقاً أن يتحسن أو يتغير ما لم يكن للسلطة المحلية ولكافة أفراد المجتمع أدوار مباشرة في تحسين هذا الأداء كل في مجاله.. وكم يحز في نفوسنا عندما نجد آباء وأولياء أمور وبأعداد كبيرة جداً لا يعرفون ماذا يعمل أولادهم طوال العام وكيف يتعلمون ولا نجدهم إلا مع نهاية العام الدراسي أثناء الامتحانات في عمليات همجية حيث تتعرض الكثير من المراكز الامتحانية للاقتحامات وممارسة الغش بالقوة .. ونأسف كل الأسف أن نقول مثل هذا الكلام حيث أصبحت هذه الحالة التي كانت عبارة عن حالات محدودة في
محافظتنا أصبحت ظاهرة مستفحلة وبالتالي كم نتمنى أن يتواجد الآباء وأولياء الأمور مع أبنائهم في المدارس ولو ليوم واحد في الشهر لمعرفة مستوى أبنائهم ومشكلاتهم والتواصل مع الإدارة المدرسية والأخذ بيد أبنائهم على مستوى المنزل والمدرسة وتوفير الأجواء التي تمكنهم من أن يذاكروا ويتعلموا ويستفيدوا.. فالعملية التربوية والتعليمية ليست مسؤولية التربويين وحدهم وإنما مسؤولية كل المجتمع لأنها تعني الجميع وعلماء التنمية يقولون إذا أردت أن تعرف مستقبل أمة فعليك أن ترى ماذا يتعلمون وكيف يتعلمون وبالتالي ستعرف هذا المستقبل من خلال ما يدور
وينفذ في المؤسسات التعليمية.. فالتغيير والتطور لا يأتي إلا عبر المدرسة ولا يمكن إطلاقاً أن ندعي أننا سنطور هذا البلد أو سنحدث فيه نقلات نوعية إذا لم نبدأ من التربية والتعليم فيجب أن تكون البداية من المدرسة أولاً فنعطيها حقها من الوسائل والامكانات والمعلمين المؤهلين الذين يؤدون مهامهم بكفاءة .. وكذلك الإدارة المدرسية التي يجب أن تُختار وفق معايير محددة فللأسف الشديد أن هناك مدراء مدارس لا صلة لهم بالتربية والتعليم ولا بالإدارة المدرسية وهكذا في المستويات الأعلى فمعظم مدراء الإدارات التعليمية والمسؤولين فيها لم يعينوا وفق
المعايير التي يجب أن تكون وبالتالي ما الذي يجب أن ننتظره.. أقولها بصراحة أن البداية من التربية والتعليم.. وأياً كان من يدعي خلاف هذا فمع تقديري واحترامي فهو يجانب الحقيقة ويجانب الصواب وسيكون أي إنفاق خارج هذه الرؤية هدراً وعبثاً ولا يمكن على الإطلاق أن نحقق ما يصبو إليه الشعب وما نرجوه جميعاً لوطننا الحبيب.