أفهم تماما عندما ترفض سلطنة عمان الانضمام للعملة الخليجية الموحدة وترفض الدخول في السوق الخليجية المشتركة وترفض العديد من القرارات التي تصدرها الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تنعكس في مجملها على دول المنطقة وتدفع باتجاه مصالحها, وهذا الامر يفسر وجه نظر الاخوة في السلطنة وهم أحرار في هذا الامر, وغالبا ما تكون الاسباب بسيطة ولا تستحق ذلك الرفض الجامح والصوت العالي في تفاصيل الرفض, انما الذي يثير الدهشة والتعجب حقا اعلان سلطنة عمان أن يوم غدا الخميس هو أول أيام رمضان الكريم منشقة بذلك عن جميع دول المجلس التعاون والتي تعيش في جغرافيا وتضاريس تفصيلية واحدة, كيف نستطيع تفسير هذا الخروج عن الاجماع خاصة ان الموضوع يمس شعيرة من شعائرنا والتي يفترض انها تجمع وتوحد وتساعد كذلك على الانصهار والاندماج, ثم اليس غريبا ان يصوم معنا جميع دول العالم العربي والافريقي وسلطنة عمان الواقعة على طراف جزر الواق واق لها رؤيتها الخاصة عجبي?."ولهذا كان ولا يزال التقارب العماني الفارسي هو ربما الاقرب للاجندة العمانية ويفسر ذلك الصمت العماني الدائم ازاء اي تهديد فارسي لدول المنطقة وكأن مسقط خارج الحدود وغير معنية بهذا الامر" لا من قريب ولا من بعيد", ولعل هذه الاستراتيجية العمانية التي تلتقي مع الاستراتيجية الفارسية في أمور شتى سببها الرئيسي في تصوري هو مساندة الفرس لسلطان عمان لمواجهه تمرد ثوار ظفار الذين كانت تساندهم اليمن الشعبية, وقد مكن السلطان قابوس هذا الامر من التغلب على هذه الحركة التمردية والحفاظ على سلطانه, وكانت نتيجة ذلك الدعم الفارسي لعمان في الاتفاقية التي تم توقيعها في عام 1975م ويقضي بقيام الدولتين بانشاء نظام للاشراف البحري المشترك بينهما على مضيق هرمز".
رئيس تحرير صحيفة النبأ.