تراجع في مستوى الخدمات الطبي جراء المماحگات الحزبي في مستشفى الثورة العام بتعز
بتاريخ 2012-10-09T02:57:15+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (4170) قراءة
اخبار الساعة - لقاء :أحمد البخاري
مستشفى الثورة بمدينة تعز أحد المستشفيات الهامة على مستوى الجمهورية شهد عمليات مد وجزر في تقديم خدماته الطبية على مدى السنوات الماضية وتعاقب على إدارته عدد من القيادات الصحية البعض منها نجحت في تحسين مستوى الخدمات الطبية فيه والبعض أخفقت إما بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة أو بسبب ضعف القيادة..
كان مستشفى الثورة بتعز خلال السنوات الماضية في عهد الدكتور/ عبدالملك السياني قد شهد تحسناً كبيراً في مستوى الخدمات الطبية والصحية حيث تمكن من ربط علاقات صداقة مباشرة بين إدارة المستشفى وجمعيات طبية المانية وكورية وصينية والتي قدمت دعماً كبيراً للمستشفى ومن ذلك قيام جمعية ( هارفورم ) الألمانية بتمويل انشاء مركز الحروق وتجهيزه بكافة المعدات الطبية وكذا تجهيز خمس غرف عمليات وابتعاث فرق طبية على مدى العشر سنوات الماضية قامت بإجراء ثلاثة ألآف عملية جراحية للتشوهات الخلقية في المستشفى وكذا إجراء عمليات جراحية للتشوهات الخلقية لعدد الف وخمسين طفلاً في المانيا على نفقة الجمعية بالإضافة إلى إقامة عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية للكادر الطبي والتمريضي.....
كما قدم الأصدقاء الكوريون الجنوبيون مساعدات طبية متمثلة بفتح القسم اليمني الكوري للجراحات الخاصة وتوفير كافة المعدات الطبية اللازمة وتد
ريب عدد من الأطباء والممرضين وابتعاث ثمانية أطباء إلى كوريا الجنوبية للتدريب وكذلك الأصدقاء الصينيون دعموا المستشفى بتجهيز غرفتين للعمليات بكامل المعدات بالاضافة إلى إهداء المستشفى اثنين أجهزة حديثة للعيون ومعدات وأجهزة طبية أخرى تبلغ تكلفتها مائتي ألف دولار. كما عمل الدكتور عبدالملك السياني خلال قيادته للمستشفى على إنشاء وحدة الكلية الصناعية وقسم الأطراف الصناعية وتوسعة قسم الطوارئ وتمكن من تأهيل كافة أقسام المستشفى ليتم اعتماده كهيئة طبية (هيئة مستشفى الثورة العام بتعز) أسوة بهيئة مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء ولكن يبدو أن هناك من لم يعجبهم نجاح الدكتور السياني فاستغلوا موجة الأحداث التي شهدها الوطن العام الماضي فعمدوا إلى التحريض ضده والمطالبة بتغييره فكان لهم ما أرادوا وتم تعيين الدكتور/ وليد شرف خلفاً له لرئاسة هيئة المستشفى ولكن التغيير كان إلى الأسواء وليس إلى الأفضل حيث تدهورت الخدمات الطبية في جميع أقسام المستشفى إلى أدنى مستوى جراء المماحكات الحزبية الأمر الذي دفع بالأخ محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي الأستاذ/ شوقي أحمد هائل إلى اتخاذ قرار مطلع الاسبوع الماضي بإقالة رئيس هيئة المستشفى ونوابه وتكليف مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور/ عبدالناصر الكباب للقيام باستلام المستشفى والبحث عن شخص مناسب ليتولى إدارة المستشفى وقد تمت عملية إجراء الاستلام والتسليم ثم بعد ذلك بثلاثة أيام تم تكليف الدكتور/ يحيى درهم الشيخ للقيام بأعمال رئيس هيئة المستشفى والذي باشر مهامه في ظل ظروف صعبة..
(تعز) التقت الدكتور/ يحيى درهم الشيخ وطلبت منه أن يضع القراء الكرام في الصورة لوضع المستشفى والخدمات الطبية والعلاجية فيه فرحب بذلك رغم أنه لم يمض على تسلمه إدارة المستشفى سوى ايام قلائل حيث قال: هيئة مستشفى الثورة العام إحدى المؤسسات الخدمية الهامة وهي تعاني ما يعانيه القطاع الصحي في الجمهورية اليمنية ككل وإن كانت لها أوضاع خاصة بها، فهيئة مستشفى الثورة العام بتعز كما تعلمون تم نقلها من وضع مستشفى إلى »هيئة« وهذا يتوجب علينا الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم للمرضى سواء سكان مدينة تعز وعموم مديريات المحافظة أو الوافدين من المحافظات الأخرى ونحن نأمل أن تكون الظروف مهيأة في المستقبل القريب كي نصل إلى المستوى الأفضل لتقديم الخدمات الطبية الممتازة للمرضى .
> وعن الخلل الموجود حالياً في مستوى الخدمة التي يقدمها المستشفى للمرضى تحدث قائلاً: أنا الآن منذ ثلاثة أيام أقوم بالمساعدة لتسيير أعمال هيئة المستشفى وهذا لا يعفيني من معرفة أوضاع الهيئة لكوني أحد الأطباء القدماء بالهيئة وعملت في العديد من الأقسام وهناك مشكلات عديدة منها ما هو متعلق بالوضع العام والأوضاع الإدارية ومنها ما هو متعلق بضعف التجهيزات الفنية والأجهزة الحديثة ونقص في الكوادر الطبية والتمريضية المتخصصة ونحن في الفترة الحالية نعيش في الوقت الضائع فالكثير من الأقسام مهددة بالإغلاق لعدم وجود أخصائيين وأطباء عموم كما هو الحال في قسم الولادة ووصل الحال إلى عدم قدرتنا على استقبال حالة من الحالات الإسعافية وذلك لعدم وجود الإخصائيين الذين يقومون بمساعدة الأطباء في هذه المهمة ولا يوجد كذلك العدد الكافي لتغطية الاستلامات العادية وقسم الولادة يعتبر من الأقسام الإسعافية الخطرة جداً في أي مستشفى من المستشفيات.
> ويضيف: أتقدم باسم كافة العاملين بمستشفى الثورة إلى الإخوة المسؤولين وفي مقدمتهم محافظ المحافظة الأستاذ شوقي أحمد هائل الذي نثق ثقة مطلقة بأنه سيدعمنا بصورة عاجلة لانتشال المستشفى من الوضع الذي آل إليه والعمل على إيجاد الحلول العاجلة لقسم الولادة والأقسام الأخرى والمشكلة الكبرى هي عدم وجود شخص قيادي يمتلك الصلاحيات الكاملة لتسيير خدمات الهيئة بمختلف النواحي وهذا يعيق العمل والخدمات التي تقدم للمرضى وهذا يسبب لنا عجزاً للقيام بأعمالنا بالإضافة إلى عدم توفر الامكانات سواء البشرية أو المادية ونأمل أن يقف الجميع معنا لتجاوز المرحلة الحالية.
> وحول التقارير المقدمة إلى الأخ المحافظ لتقييم العمل في هيئة مستشفى الثورة تحدث الدكتور درهم الشيخ قائلاً: لم نقدم أي تقرير للأخ المحافظ والجميع يعلم بأن المستشفى تعرض للعديد من الإضرابات والمطالبة بالتغييرات والأخ المحافظ والمسؤولون من الوزارة يعلمون المشكلات في الهيئة وقد أخذ المحافظ مؤشرات أن الهيئة أكبر مؤسسة طبية في المحافظة فقرر عقد المؤتمر الصحي الأول لمعالجة الاختلالات في الوضع الصحي ككل وكذلك كلف لجنة لتقييم الوضع الصحي بالهيئة والمستشفى اليمني السويدي والمستشفى الجمهوري ومكتب الصحة وتوجد مؤشرات للعمل الإيجابي من قبل المحافظ كما أن وصول الخبير الهندي الذي يمثل شركة كبدي للقيام بتقييم الهيئة من مختلف النواحي يعد مؤشراً جيداً يبعث على التفاؤل.
> وعن عدم وجود أخصائيين في التخدير قال: بالنسبة للأطباء المتخصصين في التخدير فلا يوجد أطباء متخصصين وحالياً يوجد فنيون مؤهلون.. وفي حقيقة الأمر في العالم أجمع العمل الطبي يوجد به أخطاء غير مقصودة وهي تعتمد على حالة الشخص المريض وخارجة عن الإرادة.. والأخطاء المقصودة هي الناتجة عن إهمال المرضى.
> وبخصوص عدم التزام الأطباء بالعمل قال: هذه إحدى السلبيات الموجودة في العمل خلال الفترة الماضية وبمختلف المؤسسات وأنا مع تصحيح الأعمال ابتداء من تحمل كل إنسان لواجباته في مكان عمله وعلى الرغم من أن صلاحياتي محدودة لكنني أعطيت توجيهات للموارد البشرية بإلزام جميع الأطباء والممرضين والموظفين بالدوام وأداء كل المهام المناطة بهم وضرورة التزام كل موظف بالمكان المحدد للعمل به وفي حالة التقصير سيخضع إلى العقوبة القانونية.
> وبخصوص البعثة الألمانية ومدى التنسيق بين الإدارة السابقة تحدث قائلاً: الأصدقاء الألمان والصينيون لهم حقوق ويجب علينا القيام بها وحقوق الضيافة تعكس أخلاقيات الشعب اليمني حول ذلك وكذلك الأمر الفني وهذا يخضع لاتفاقيات بين هذه البعثات الصديقة وهيئة مستشفى الثورة ووزارة الصحة وغيرها من الوزارات ذات العلاقة، واحترام الاتفاقية بالشكل الكامل سيعطي لنا الفرص بالعمل في ظل أوضاع إيجابية.. وخلال لقائنا مع البعثة الألمانية ناقشت معهم الزيارة القادمة بكيفية انتقاء واستقبال المرضى والاستفادة من حضورهم خلال الفترة الزمنية القصيرة والأغلبية من المرضى حالتهم المرضية نستطيع معالجته داخلياً ومن وجهة نظري أنه يجب أن نقوم بعملية الفرز وتقديم الحالات الصعبة والتي لا نستطيع معالجتها للبعثات الطبية.. كما أنه يجب فتح مجال لتأهيل الكوادر المتواجدة بالمستشفى كما أن الازدحام الشديد للمرضى وأسرهم يشكلون عدم قدرة للجنة للقيام بأعمالها وحالياً تم إرجاع تكاليف بعض العمليات التي لم يتمكنوا من علاجها والبعض من المقرر عرض ملفاتهم في الزيارات القادمة.
> وعن التغييرات من فترة لأخرى هل يعيق عمل المستشفى قال: إدارة الدكتور عبدالملك السياني توقفت بالاتفاق مع المحافظة والوزارة نتيجة للأحداث التي كانت بالمستشفى والمطالبة بالتغيير وتم تعيين الدكتور وليد شرف خلفاً للدكتور السياني ولكن تم يوم السبت 92 سبتمبر الماضي توقيفه مع نواب رئيس هيئة المستشفى من قبل الأخ المحافظ وتكليف الدكتور عبدالناصر الكباب مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة باستلام إدارة هيئة المستشفى ولعدم تواجده شخصياً تم تكليفي من قبل السلطة المحلية ونأمل التوفيق بذلك.. وفي الحقيقة نحن نواجه صعوبة من حيث الإعفاءات للمرضى وتقدير حالات المواطنين ناهيك عن قيام بعض الأطباء بأخذ مبالغ مالية من المرضى من أجل الحصول على الإعفاء وهذه من أخطاء الماضي وإن شاء الله نقدم المساعدة للمستحقين وبصورة مباشرة للمريض.. ونأمل أن تقام بالمرحلة القادمة حملة توعوية للمواطنين وبمساعدة الوسائل الإعلامية للتوعية بكافة الجوانب الصحية. واختتم الدكتور يحيى درهم الشيخ القائم بأعمال رئيس هيئة مستشفى الثورة العام حديثه لصحيفة تعز قائلاً: نرجو من المرضى والمواطنين تقدير الوضع الراهن للهيئة ونحن لا نمتلك الامكانيات الكاملة لتلبية الاحتياجات الخاصة ونأمل من الجهات المعنية إعطاء كافة الصلاحيات سواء لي أو لغيري لعدم التمكن من إيجاد حلول للمواطنين ونحن لانمتلك الصلاحيات الخاصة بذلك نأمل من كافة المعنيين العمل باتجاه واحد لخدمة المريض بالشكل الأفضل وتصحيح الاختلالات الفنية والإدارية في الهيئة لنتمكن من تقديم خدمات مواكبة لما هو موجود في دول العالم.. والجميع يعمل حالياً في ظل إطار خدمات بجودة عالية ونأمل أن تكون الظروف مهيأة بذلك والأمل كبير في ظل قيادة المحافظة والممثلة بالأستاذ شوقي هائل بمواصفاته الإدارية والأخلاقية وأحاسيسه الكبيرة بما تعانيه المحافظة بالذات بالقطاع الصحي