قيل أن رجلا دفن جيفة كلبه في مقبرة المسلمين. وثار الناس عليه واقتادوه إلى قاضٍ دجال فأمر بحرق الرجل. وطالب الرجل أن يقول كلمة. وسمح له القاضي. قال الرجل عندما وصل أجل الكلب فوجئت بأمر غريب فقد بدأ الكلب بمخاطبتي باسمي ووصى وكأنه انسان يتحدث قائلا: “اخفيت قطعتين كبيرتين من الذهب قد ورثتهما عن اجدادي تحت فلان حجارة بفلان صحراء، ارجو قبل أن افارق الحياة أن تسرع إلى المكان وتأخذ القطعتين وتأتي بهما وعندما أودع الدار الفانية ادفن جثتي في مقبرة المدينة وقدم قطعة من الذهب إلى احد قضات الإسلام ليصرفها في امور الخير كي يخفف من ذنوبي وتكون لي ذكرى الخير”، واستمر الرجل: وعندما شاهدت هذه الخارقة وكلام الكلب صدقته وذهبت إلى المكان ووجدت قطعتي الذهب..، قال القاضي الدجال طامعا بقطعة الذهب الثانية : سبحان الله؛ إن لهذا الكلب كان شبها من احفاد كلب اصحاب الكهف وليس هناك أي حرج من دفن نسبا شريفا مثله في مقبرة المسلمين ولست مذنبا بل حرا، ويكمل القاضي قائلا وماذا تفضل المرحوم بعد؟!. اما ما كان من امر الرجل فبعد ان اطمئن الى قرار القاضي الذي حكم باطلاق سراحه.. قال: أيها القاضي، عندما عدت إلى البيت كان الكلب يلفظ انفاسه الأخيرة، رآني وقال: “إياك،إياك أن تعطي من ميراثي إلى قاضي هذه المدينة لأن ايمانه ضعيف وأخاف أن يصرف هذا المال كسائر الوجوه في هواءه وملذاته ويثقل علي ذنوبي”.
وها هو النظام الإيراني بفعلته ومطالبه يورد الى اذهاننا هذا القاضي الدجال بائع الدين. ولا أريد ان اتحدث عن كلام سفيره في العراق الذي اثار شجب واستنكار القوى الوطنية العراقية بل ساتطرق إلى موضوع آخر. وهو أن هذه الديكتاتورية ومنذ سبع سنين ونصف هي القوة المحتلة الرئيسة في العراق وقامت بنهب ثرواته بكل ما امكنه واختص السوق العراقي كأكبر مستهلك لبضائعه. حيث وحسب قول السفير نفسه أي “دانائي فر”: “إنه وفي الوقت الحالي تصل التجارة الثنائية بين البلدين إلى نحو 7 مليار دولار وستتزايد في المستقبل القريب” (وكالة الصحافة الفرنسية 10أغسطس 2010) وطبعا “التجارة الثنائية” تعني تصدير البضائع التافهة الإيرانية الصنع إلى السوق العراقي، ولم تكتفي الديكتاتورية في ايران بذلك بل ووصلت سرقاتها من نفط الجنوب العراقي إلى مليارات الدولارات وما زالت لم تكتفي بعد وممتعظة غير راضية.
والمضحك لدى هذه الديكتاتورية بعد كل هذا النهب أنها تريد أخذ ثمن اعتدائها على العراق والحرب التي أوجدتها في طريق هذا البلد وخلفت في طرفها الإيراني فقط أكثر من مليوني قتيل و معوق وأكثر من 4 ملايين مشرد بالإضافة إلى حجم كبير من المفاسد الاجتماعية، بحيث اعترف رفسنجاني الذي كان آنذاك رئيسا للجمهورية بأن الخسائر المادية التي لحقت بإيران جراء الحرب تبلغ أكثر من ألف مليار دولار. وتريد النظام الإيراني قلب الموازين في تقليد متدن محتال رابطة مطالبها الطغيانية ببلجيكيا التي تم احتلالها إبان حكم هتلر في آلمانيا حيث قررت المحكمة بعد الحرب العالمية الثانية أن تؤمن آلمانيا كهرباء هذا البلد لفترة مائة عام.
وها هي البروباغاندا الحمقاء: في خبر بثته يوم 7 من أغسطس الحالي وكالة “يوناتيتدبرس” يطالب النظام الإيراني العراق بدفع مليون برميل من النفط العراقي يوميا على مدى خمسين سنة ليعوض “جزءا” (يا للوقاحة) من اضرار تلك الحرب. واعلن عضو في برلمان النظام يدعى “عوض حيدربور”: “أن عمل جار في المجلس لإعداد مشروع قرار يلزم الحكومة بمتابعة قضية طلب تعويضات عن الحرب العراقية على بلاده”. وحقيقةً ليس للوقاحة عندهم حدود.
وتغفل الديكتاتورية الحاكمة في إيران أن الأمر قد وصل إلى نهايته وطفح الكيل وفاض.. حيث بات الشعب العراقي يدرك جيدا أن هذه الديكتاتورية دخلت مرحلة السقوط والانهيار كما أن الاطراف الخارجية العربية منها وغير العربية تدرك أن قرارات المقاطعة بدأت تؤثر على هذا النظام و يريد النظام بوقاحته تلك أن يخفض جانبا من الضغوطات الداخلية عليه. ويدرك الشعب الإيراني بدوره أيضا وهو يتحمل تأثيرات قرارات المقاطعة هذه .. يدرك جيدا أن النظام في مرحلة الانهيار والسقوط ويقوم بتوسيع انتفاضته الباسلة لتعجيل سقوط النظام.
وعليه تفضل “المرحوم”: أنه وبالرغم من أنك متمكن من الاستمرار في سرقة اموال العراقيين ونهبها حتى اليوم الأخير من عمرك ..وها قد وصلت إلى نهاية عمرك، ولن يصلك مليون برميل بل لن تصلك قطرة واحدة من النفط العراقي وفق مبتغاك الوقح...
و يكرر الشعب الإيراني ما قالته مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل مقاومته العادلة بأن “خسئتم ..خسئتم.. إخسئوا وإذهبوا من إيران”.
* خبير ستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com