الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها الشعب الإيراني، في تصاعد مستمر، فهذا الشعب الذي يتجاوز تعداد سكانه 71 مليون نسمة، يعاني من الفقر –المدقع- فكيف هو حاله بعد العقوبات الدولية المفروضة على دولته؟ حتى الآن لا يستطيع خبراء الاقتصاد تشخيصها بسبب سرعة تدني الوضع، وهنا أقول: قلوبنا مع الشعب الإيراني المظلوم، فالعائدات النفطية وحدها بحسب ما أعلنه النظام الإيراني للعام الماضي، بلغت 105 مليارات دولار، مع ذلك كلها تُنفق على تصدير الإرهاب لدول الخليج العربي، وعلى إشاعة التطرف والشقاق المذهبي، وتُصرف على قتل الشعب السوري، الذي يموت أمامنا كل يوم في مشهد يكرر نفسه، رافعاً سبابته في وجه (العرب) تأكيداً على ضعفهم! الشعب الإيراني –المقهور- هو غير محسوب ضمن الأفرع الاقتصادية لنظام الملالي، ومن هنا فإن الانفجار الشعبي بات وشيكًا، بل إنه خطا مشواراً ليس بالقصير في إظهار كل ما يستطيع فعله من احتجاجات سلمية، تُجابَه للأسف بالقتل والاعتقال الذي يتم خلاله استخدام وسائل التعذيب ضد كل من يقول (لا) في وجه الجور والظلم.. هذا الأسلوب هو نفسه الذي يستخدمه أحد أضلع النظام الإيراني في المنطقة العربية، الأسلوب الأسدي الذي يعمل على البطش والتنكيل بالشعب السوري دون تمييز بين امرأة ورجل، ولا طفل ومسن، بل هو يقوم بيدٍ طائشة لا تُميز بين أحد ولا آخر، ولا تتلمّس إلا خرير الدماء. ينبغي هنا الإشارة إلى الحوار الذي أجراه الزميل أسامة مهدي، في صحيفة إيلاف الإلكترونية، مع محمد محدثين، مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يؤكد من خلاله هذا المسؤول أن الربيع الإيراني بات وشيكاً، وأن الأرضية لهذا الربيع تتهيأ يوماً بعد يوم أكثر فأكثر، وذلك بالحد الذي لن يستطع –الملالي- أبداً احتواءه ومنعه إلى الأبد.. إن هذا التصريح ليس قراءة لخبير سياسي أو إقليمي لما يدور في المنطقة، بل إنه صادر عن أحد أقرب المصادر للشعب الإيراني وبقراءة مُقربة. إن الظلم الذي يعيشه الشعب السوري، وسفك الدماء دون رادع، يعيشها كذلك الشعب الإيراني وإن كان هذا ليس بالصورة الموسعة في سوريا، إلا أنها لا تقل بطشاً وإجراماً، لذا فإن الإعلام بكل وسائله عليه أن يسلط الضوء على مأساة الشعب الإيراني، لأن الطائفية المتزايدة في المنطقة العربية ما زالت تعيش داخل عقلية متقوقعة لا تستطيع التمييز بين الشعب الإيراني المظلوم، وبين زمرة –الملالي- الحاكمة. أيضاً الطائفية المذهبية التي يبث سمومها دعاة «الشو» والفتنة، جعلت الناس تنساق بعاطفتها دون تمييز لتحول هذه الحرب إلى الاتجاه الطائفي، دون وعي إلى أن أغلب مكونات الشعب الإيراني «سنة وشيعة» هم ضد نظام الملالي الجائر.. لذا فإن النقل الإعلامي دون توعية وصد رزين للفتنة وزارعيها، لن يكون في صالح ضحايا الملالي، سواء في إيران أو ما جاورها!