وصفت مصادر مقربة من السفارة الأمريكية بصنعاء الضربة الجوية التي نفذتها طائرة من دون طيار واستهدفت منزلاً بصعدة كان يتواجد فيه أربعة من أعضاء تنظيم القاعدة بأنها “اضطرارية”.

وأكدت المصادر أن تنفيذ الضربة الجوية تم عبر طائرة من دون طيار وأنها تمثل “استثناء”فرضته اعتبارات الكشف عن إحداثية موقع يتواجد فيه مطلوبون من عناصر القاعدة بينهم سعوديون . وأشارت المصادر إلى أن الضربة الجوية نفذت بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، وأنها استهدفت منزلاً يتواجد فيه على وجه اليقين مطلوبون من القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة بينهم ضابطا اتصال سعوديين تابعين للتنظيم . ونوهت المصادر بأن تنفيذ الضربة الجوية لن تكون مقدمة لتنفيذ ضربات جوية مماثلة بطائرات عسكرية أمريكية .

وعلمت “الخليج”أن هناك استياء حكومياً يمنياً من تنفيذ الضربة الجوية الأمريكية خارج نطاق مثلث “مأرب  شبوة  أبين«، وأنه جرت اتصالات يمنية  أمريكية عقب الكشف عن نتائج الضربة الجوية خلصت إلى الاتفاق على عدم تكرار مثل هذه السابقة، وترك مهمة تنفيذ الضربات الجوية الاستباقية المستهدفة مناطق تمركز جديدة للقاعدة في كل من صعدة والبيضاء لسلاح الجو اليمني .

وقد أثارت السابقة عاصفة من المخاوف والجدل حيال إمكانية تحول المحافظة التي تخضع بشكل تام لسيطرة جماعة الحوثيين إلى ساحة جديدة للحرب المتصاعدة التي تخوضها الحكومة اليمنية بدعم أمريكي علني ضد تنظيم القاعدة، ولتصفية الحسابات مع الحوثيين .

وأكدت مصادر قبلية بصعدة ل “الخليج”أن أربعة أشخاص قتلوا جراء تعرض المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه لصاروخ موجه أطلقته طائرة عسكرية لا تحمل ألوان العلم اليمني الذي يميز الطائرات التابعة لسلاح الجو، مشيرة إلى أن الأشخاص الأربعة ليسوا معروفين للكثير من سكان المنطقة التي يقع فيه المنزل المستهدف، وأنهم ربما كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة، وهي الرواية التي تم تداولها في أوساط سكان المنطقة

ونفت المصادر أن يكون هناك تواجد مشهود لتنظيم القاعدة في صعدة، مشيرة إلى أن ما تردد عن وجود معسكر تدريب لمقاتلي التنظيم في المحافظة “في الأغلب مجرد شائعات لا تستند إلى الصحة وسربت من قبل السفارة الأمريكية بصنعاء لتبرير الضربة الجوية التي نفذتها طائرة من دون طيار أمريكية في صعدة .

من جهته استنكر زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي الغارة الأمريكية، واعتبر بيان صادر عنه الغارة بأنها تأتي “ضمن سلسلة الاعتداءات والاستهداف الشامل الذي يمارسه الطيران الأمريكي على الشعب اليمني في مختلف المحافظات وتطال النساء والأطفال«، كما وصفها بأنها ضمن “الحملة الأمريكية المسعورة على الشعب اليمني للسيطرة على أرضه والهيمنة على شعبه وإحكام القبضة على كل مقدراته وخيراته وتحت غطاء ما يسمى بمكافحة الإرهاب الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة لاحتلال الشعوب وإذلالها”. واتهم البيان حكومة الوفاق الوطني ب”مشاركة الطيران الأمريكي في جرائمه وقتله وعدوانه على الشعب اليمني«، قائلا إنها “من تعطي للأمريكيين الغطاء السياسي وتمنحه المبررات كي يمارس العدوان بحق الشعب اليمني”.

واعتبرت مصادر مقربة من زعيم الحركة الحوثية في تصريح ل “الخليج”سابقة تنفيذ طائرة من دون طيار أمريكية ضربة جوية بصعدة بأنها تمثل استمراراً لسيناريو الخروقات الأمريكية السافرة للسيادة اليمنية متهمة الولايات المتحدة ب “السعي إلى استهداف الجماعة لمواقفها المناهضة للتدخلات الأمريكية في الشؤون اليمنية من خلال التسويق لمسوغات من قبيل وجود حضور لتنظيم القاعدة في صعدة وارتباط التنظيم والحوثيين بعلاقة تنسيق على قاعدة “عدو عدوي صديقي”.