أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

(5) البحر بوابة اليمن للنهوض القادم قرارا يجب ان ينبع من إرادة وطنية لليمن دولة وشعبا !!

- د.طارق الحروي
                         
  • تأتي أهمية هذا الأمر لا بل وضرورته القصوى الذي يجب أن ينتبه إليه كافة المعنيين بأمر الأمة داخل السلطة وخارجها ومن عناصر حركة التغيير الوطني منها- بوجه خاص- بالرغم من أهمية لا بل ومحورية الإرادة الخارجية بهذا الشأن كما أوضحنا الكثير من مؤشراتها الرئيسة في مقالاتنا المنشورة مسبقا، باعتباره المحدد الأساسي الحاكم لإمكانية حدوث هذه النقلة من عدمه، فإرادتنا حكاما ومحكومين هي التي يجب أن تقرر طبيعة ومستوى ومن ثم حجم هذا التحول، لأنها القادرة لوحدها على الإجابة عن أهم تساؤل بهذا الشأن، ماذا يريد اليمنيون أن يكونوا عليه في المستقبل من الآن وليس بعد ذلك ؟ أما لماذا ؟
  • نرد بالقول على ذلك بالمثل لأن إرادتنا وليست إرادة الآخرين هي القادرة على تحفيز ودفع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية إلى إعادة استيعاب رؤيتنا وتوجهاتنا الجديدة ومن ثم طموحاتنا المشروعة في أجندتها المتبعة مادمنا نراعي فيها مصالحها الحيوية، فنحن أصحاب الشأن القادرين على فرض أجندتنا على الآخرين بدلا من أن تبقى مواقفنا ورؤيتنا وطموحاتنا مكبوتة بداخلنا ومرهونة بإرادة الآخرين فنحن أدرى بأهدافنا ومصالحنا وهم لن يعترضوا كثيرا إلا في نطاق تلك الحدود التي لهم تضمن حفظ مصالحهم وسوف يتفهموا ذلك ويتجاوبوا معه كخيار استراتيجي يصعب تجاوزه أو تجاهله- في نهاية المطاف- بالتعاون والتنسيق ومن ثم الشراكة وصولا إلى التحالف.  
  • فالثابت بهذا الشأن أن اليمن لن يتسنى الخوض فيه والوصول إليه بالشكل المطلوب المنشود إلا من خلال ما سوف تثبته من دلائل تاريخية لها شأنها في أرض الواقع تجسد حقيقة طبيعة ومستوى ومن ثم حجم النوايا والإرادات ومن ثم الاستعدادات التامة لأبنائها حكاما ومحكومين في المرحلة الحالية بطابعها الانتقالي ومؤتمر الحوار الوطني الشامل منها- بوجه خاص- شكلا ومضمونا، سواء باعتباره قرار وطنيا يجب على اليمنيون حكاما ومحكومين على حد سواء أن يتحملوا تبعات مسئولية اتخاذه وترجمته في صيغة وطنية طموحة جدا؛ تأخذ هيئة البرامج التنفيذية المزمنة على مدار الأربعين عاما القادمة ومن ثم إنفاذه على أرض الواقع.
  • أو باعتبارها البيئة الحقيقية الأكثر ملائمة للخوض في إرهاصات حيثيات هذا الأمر من أوسع أبوابه في حال قررت اليمن دولة وشعبا وشركائهما الخوض فيه كخيار استراتيجي آن أوانه، في ضوء استمرار تنامي حالات التجاذب والتقارب الحاصلة بين الإرادة الداخلية والخارجية، على خلفية استمرار تنامي كافة المعطيات الظرفية للبيئتين الداخلية والخارجية الحاضنة والمحفزة و الدافعة له، التي مهدت أمام اليمن وشركائها الطريق واسعا إليه من خلال أول واهم وثيقة تاريخية في المنطقة قاطبة مثلتها (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة)، بصورة يمكن عدها  نقطة الارتكاز الأساسية التي بدونها يصعب وجود أية احتمالية لإمكانية ولوج مثل هذا الطريق من الأساس بمراعاة عامل الوقت والسرعة والكلفة.
  • وعودا إلى بدء ضمن هذا السياق فإن المشكلة ليست في أن يعمدا الأخريين إلى التفكير معنا بالتخطيط والإعداد والتنفيذ لحياتنا حاضرا ومستقبلا- وفقا- لأولويات تمليها مصالحهم المتنامية في اتجاه الاستفادة منهم ومن تجاربهم بخبراتهم وعلومهم ومعارفهم المتراكمة، على أساس أن سمة التداخل والتشابك ومن ثم التعقيد بين الأهداف والمصالح والتمازج بين الأجناس، قد أصبح أمرا اعتياديا بحكم استمرار تنامي حالات التجاذب والتقارب الحاصلة فيما بينها، لكن المشكلة الحقيقية تتمحور بالدرجة الأساس في أن نترك الآخرين يفكرون نيابة أو بدلا عنا فنحن وحدنا القادرون على تحديد أولوياتنا ومصالحنا وأهدافنا؛ بما نمتلكه من أرث تاريخي مادي ومعنوي روحي عظيم جدا متجذر إلى حد كبير في عمق التاريخ الإنساني والعربي والإسلامي، يستند إلى طبيعة ومستوى ومن ثم حجم مقدار ما قدمناه من إسهامات مادية ومعنوية- روحية مهمة جدا لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها بصورة ارتقت بواقع هذه الأقوام إلى ما أصبحت عليه الآن، فكل ما نحن بحاجة إليه هو فرصة حقيقية نستطيع من خلالها استعادة مسارنا ودورنا ومكانتنا في محيطنا العربي والإسلامي والإنساني,,,,,,,,,,,,,,,,                                                          

                                                                                                  والله ولي التوفيق وبه نستعين

 



([1]) باحث في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية وكاتب ومحلل سياسي.

 

المصدر : الكاتب

Total time: 0.0588