الأمين
العام للمجلس الإسلامي العربي يتهم طهران باستغلال نظرية ولاية الفقيه
الحسيني
لـ"السياسة": نظام إيران يجند خلاياه النائمة وأحزابه لاحتلال دول الخليج
حرام على أي شيعي عربي اللجوء إلى العنف في تعاطيه مع سلطات بلده
·
الشيعة
في الدول العربية أدركوا بوعيهم التاريخي أين تكمن مصلحتهم
·
أن
ولاية الفقيه هي مجرد نظرية فكرية من صنع بعض رجال الدين, وليست من صلب العقيدة
الشيعية
·
تصدينا
لمسألة المرجعية نتيجة للفراغ في المنطقة العربية الذي ملأه الولي الفقيه الإيراني
ونجحنا في تثبيت مرجعيتنا العربية
·
سياسة
تصدير الثورة الإيرانية ما زالت مستمرة بأشكال مختلفة وطهران جعلت الاستقرار في الدول
العربية رهينة لملفها النووي
·
الهدف
الإيراني في العراق تفكيك هذا البلد وجعله منصة لاستهداف دول الخليج
·
واجهت
إيران حائطاً مسدوداً أمام التغلغل المذهبي في الكويت فلجأت إلى تجنيد بعض ضعاف النفوس
لتشكيل خلايا تخريبية
·
المحكمة
الدولية واقع إرادته الحكومة اللبنانية ونحن نلتزم كل ما يقرره مجلس الوزراء
بيروت- "السياسة":
أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي
العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني, المرجع السياسي للشيعة العرب, أن كل دول الخليج
مستهدفة بمخططات النظام الإيراني, من خلال زعزعة الاستقرار فيها تمهيداً لاحتلالها
أو إخضاعها لوصايته.
وقال في حديث لـ"السياسة"
إن طهران حركت في الآونة الأخيرة عدداً من الساحات العربية في اليمن والبحرين ولبنان
رداً على العقوبات الدولية الأخيرة على خلفية الملف النووي, وإنها حركت أيضاً خلايا
تخريبية في عدد من الدول الخليجية ومنها الكويت.
ولفت إلى أن الهدف الإيراني في
العراق واليمن إبقاء هذين البلدين في حالة تفكك وفوضى لجعلهما منصة لاستهداف المملكة
العربية السعودية وسائر دول الخليج. أما في البحرين فإن الأطماع التاريخية للنظام الإيراني
ما زالت قائمة, بانتظار احتلال المملكة على غرار الجزر الإماراتية الثلاث.
وأكد العلامة الحسيني أن المواطنين
الشيعة في الدول العربية يرفضون الانجرار إلى مخططات ملالي طهران تحت ذريعة "ولاية
الفقيه" لأن هؤلاء فضلوا منذ زمن بعيد الرابطة القومية على الرابطة المذهبية,
مشيرا إلى انه قدم أطروحة فقهية تبين الأساس الشرعي لهذا الانتماء القومي.
وحرم السيد الحسيني على أي شيعي
عربي اللجوء إلى العنف في تعاطيه مع سلطات بلده, ودعا جميع الشيعة إلى التزام النظام
العام والقانون, وإطاعة أولي الأمر في بلادهم, والحوار معهم لنيل المطالب إذا وجدت.
غالباً ما نقرأ لكم مقالات ومقابلات وتصريحات إعلامية
تتناول الدور الخطير الذي تقوم به إيران في المنطقة العربية عموماً, وتركز على التدخلات
الذي تقوم بها أجهزة النظام الإيراني, لزعزعة الاستقرار في بعض الدول العربية. لماذا؟
نحن من ارض لبنان العربية ولدنا فيها, ونشأنا بين
أبنائها, ولمسنا خلال سنواتنا الأولى مدى ما يتعرض له بلدنا من مخاطر نتيجة تفكك أوصاله,
وتحوله إلى ساحة لقتال الآخرين ولتصفية الحسابات الإقليمية والدولية على حساب شعبه.
وقد تصدينا منذ عقود لهذا الواقع المرير, وأسسنا المجلس الإسلامي العربي في لبنان منذ
ما يقارب خمس سنوات, تتويجاً لهذا الجهد, وسعياً لتوحيد المجتمع اللبناني. لقد وجدنا
أن الوضع في لبنان بدأ منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي يأخذ منحى معقدا للغاية
مع الدخول الإيراني على الساحة اللبنانية, وتحول إيران من قوة داعمة لبعض الأطراف في
هذا البلد إلى لاعب أساسي, يسخر لبنان وأهله لغاياته التوسعية, وللعبة النفوذ الإقليمي
التي يخوضها.
كما أننا, ومن خلال متابعتنا للوضع
العربي عموماً, لاحظنا أن التدخل الإيراني بدأ يزحف نحو دول عربية أخرى, بعد نجاح مسعاه
في لبنان, للأسف الشديد, محاولاً تكرار الأمر نفسه, من خلال إنشاء أحزاب تابعة له في
البلاد العربية, على غرار الأحزاب التي يدعمها في لبنان. كما وجدنا أن الذريعة الوحيدة
التي يتذرع بها النظام الإيراني لشبك حبائله في أي مجتمع عربي يستهدفه, هي الذريعة
المذهبية, أي باستغلال الرابطة الشيعية التي تجمعه مع بعض المواطنين العرب, لتسخيرهم
وتجنيدهم في مشروعه.
كما وجدنا أن نظام الملالي في
طهران, استغل إلى ابعد الحدود غياب المرجعية العربية للشيعة العرب, أو ضعفها, طوال
عقود من الزمن, فسخر الإمكانات المالية الضخمة لشراء الوسائل الإعلامية وإنشاء الحوزات
الدينية, لترويج نظريته عن ولاية الفقيه, لإخضاع الشيعة العرب, بحجة فقهية, بالإضافة
إلى صرف الأموال الهائلة على التابعين, وإلى إثارة النعرات المذهبية والتحريض على الفتن
بين المسلمين.حركة عربية
كيف واجهتم كل ذلك؟
بداية, كان نشاطنا سياسياً ودعوياً, وتطور مع تطور
المواجهة مع النظام الإيراني وأتباعه. كان تأسيس المجلس الإسلامي العربي نقطة تحول
في حياة الشيعة العرب, إذ أننا أطلقنا حركة عربية خالصة حررت هؤلاء من أسر الأضاليل
التي يروجها نظام الملالي. وبينا أن ولاية الفقيه هي مجرد نظرية فكرية من صنع بعض رجال
الدين, وليست من صلب العقيدة الشيعية, وأن طهران تستغلها للترويج لولايتها
على المواطنين الشيعة في العالم العربي. ثم قدمنا أطروحة فكرية فقهية شرحت بإسهاب الأساس
الشرعي لانتماء هؤلاء المواطنين الشيعة لأوطانهم ودولهم, إذ أن الرابطة القومية تغلب
على الرابطة المذهبية, وفي الأخيرة تتحقق مصلحة الشيعة حيثما وجدوا. فالرابطة المذهبية
هي رابطة معنوية عاطفية, ولكن الرابطة القومية هي رابطة مصلحة ومصير وحياة. كما أنها
في نهاية المطاف التزام بديننا الحنيف, دين التوحيد والوحدة, بدلا من الدعوات إلى التفرقة
المذهبية.
كما قدمنا عرضاً تاريخياً يبين
كيف أن إخواننا الشيعة في كل الدول العربية أدركوا بوعيهم التاريخي أين تكمن مصلحتهم
الدنيوية, وأين يدلهم دينهم. فاختاروا في الكويت مثلاً, مبايعة آل الصباح مثلهم مثل
كل المواطنين الكويتيين منذ زمن طويل, وبايعوا آل سعود في المملكة العربية السعودية,
وبايعوا غيرهما في دول عربية أخرى, أي أنهم اختاروا أنظمة الحكم التي تحقق مصلحتهم.
وقد اتبعنا كل ذلك بإصدار وثيقتين
سياسيتين, هما أشبه بخارطة الطريق للشيعة العرب, كي لا ينجروا إلى الدعوات الإيرانية
المشبوهة لتأليبهم على أنظمتهم, وتحريضهم على التمرد والعصيان. ودعونا بكل قوة اخواننا
الشيعة في كل مكان إلى التزام النظام العام, والحفاظ على القانون, واتباع أولي الأمر
في بلادهم, واعتماد الحوار مع حكامهم لنيل المطالب إذا وجدت. والاهم من كل ذلك أننا
حرمنا على أي منهم اللجوء إلى العنف وسيلة لمطالباته.
لكن التحريم
يحتاج إلى مرجعية دينية صالحة, فهل تمثلون هذه المرجعية؟
في البدء لم تكن المسألة مطروحة.
ولكننا في خضم مواجهتنا للمشروع الإيراني المتستر بستار ديني عنوانه ولاية الفقيه,
تصدينا لكل المسائل الفكرية والفقهية, وأخرجنا عشرات المؤلفات التي كانت لدينا, وكل
الرسائل والأطروحات, فلاقت من أبنائنا الشيعة وغير الشيعة القبول والاستحسان. وبلغ
الأمر مبلغ مطالبتنا من قبل عشرات الآلاف من الشيعة العرب وغير العرب بتولي المسألة
المرجعية. وهكذا كان. والحقيقة أن تصدينا لمسألة المرجعية جاء نتيجة للفراغ المنطقة
العربية, والذي ملأه الولي الفقيه الإيراني. وقد بينا أن مسألة ولاية الفقيه هي موضوع
خلافي حتى في إيران نفسها.
ما الهدف الإيراني في المنطقة العربية؟
لم تكن العلاقات العربية-الإيرانية
في يوم من الأيام طبيعية بل كانت على الدوام علاقة صراع ونزاع, على الرغم من فترات
هدوء, بسبب السعي الإيراني الدائم للسيطرة على المنطقة العربية سواء عبر الحروب والاحتلال
العسكري أو عبر إذكاء حالات التمرد ودعم الأحزاب في الدول العربية المختلفة. هذا السعي
بدأ باكراً جداً ومنذ حاولت إيران السيطرة على المنطقة العربية بدلا من السلطنة العثمانية
ولكنها خسرت معركة غالديران عام 1514. وبعد سقوط الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية
الأولى (1914-1918) وحلول الاستعمار الأوروبي للدول العربية واصلت إيران مساعيها لقضم
أجزاء من الأرض العربية فاحتلت في العام 1925 إقليم الأحواز العربي على الساحل الشرقي
للخليج العربي. وعندما استلم رضا شاه الحكم في إيران حاول تغيير الأبجدية العربية للغة
الفارسية ولكنه فشل. وبعد تولي محمد رضا شاه (بهلوي) العرش الإيراني في العام 1941
بدأت مرحلة جديدة من الصراع وخصوصاً مع قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين,
فكانت إيران الداعم الأساسي لإسرائيل في المنطقة على حساب الحق العربي.
سقط نظام الشاه في العام 1979
ليحل محله نظام الخميني الذي حافظ على احتلاله للأرض العربية. ولكن أخطر ما خرج به
النظام الإيراني الناشئ شعار تصدير الثورة وكان الهدف الأول المنطقة العربية من البوابة
العراقية التي يجعل سقوطها لو حصل آنذاك إيران في قلب منطقة الخليج العربي. ومن العراق
انتقل التدخل الإيراني إلى سائر الدول العربية في الخليج والمشرق والمغرب.
إن سياسة تصدير الثورة الإيرانية
ما زالت مستمرة بأشكال مختلفة رغم من أن هذه الثورة باتت موضع شك داخل إيران نفسها,
وبينت الأحداث المستمرة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة حجم التمرد والانتفاضة على
النظام. واليوم فإن التدخل الإيراني في بعض الدول العربية يجري على وقع الصراع مع الغرب
وسائر دول العالم, وتخضع إيران الاستقرار في الدول العربية رهينة لملفها النووي تارة,
ولطموحاتها الامبراطورية تارة أخرى.
ما دليلكم على هذا الاتهام, وكيف يتحرك النظام الإيراني
في الدول العربية؟
أوجد النظام الإيراني أحزابا تابعة له في عدد من
الدول العربية, تتحرك حسب الطلب. وحيث فشل في إقامة أحزاب أو جمعيات ذات وزن, فإنه
زرع خلايا إرهابية تخريبية يحركها وقت يشاء. مثال على ذلك, ما جرى في عدد من الدول
عندما فرض مجلس الأمن العقوبات الأخيرة على نظام طهران. فوجدنا أن ساحات هادئة ومستقرة
تحركت فجأة. فخرق الحوثيون في اليمن الهدنة القائمة وباغتوا الجيش اليمني بهجمات غادرة.
وتحرك مجدداً حديث الفتنة المذهبية في لبنان, علماً أن جميع الفرقاء الأساسيين في البلد
هم داخل حكومة الوحدة الوطنية. وخرج بعض الشبان المغرر بهم في البحرين للقيام بأعمال
التخريب والسلب والنهب. وأخيرا أكدت السلطات في كل من الكويت والبحرين وجود تحرك ما
لخلايا نائمة هدفها التخريب. هل هي من المصادفات كل هذه الأحداث, أم أن هناك عقلاً
عدوانياً تخريباً خارج الحدود العربية, يحرك هذه الدمى والأدوات, لفك حشرة النظام الإيراني,
الذي جاءت العقوبات الدولية عليه لتزيد من مأزقه الداخلي بفعل الانتفاضة ضده.
إذا تناولنا
كل دولة عربية على حدة, ولنأخذ العراق بداية, ما هي قراءتكم للوضع هناك؟
في العراق تضيع على العراقيين بتحريض وتآمر من طهران,
فرصة تاريخية قد لا تتكرر بإقامة نظام سياسي متوازن يعبر عن طموحات الشعب, ويحقق تطلعات
كل مكونات المجتمع العراقي. فبعد سقوط نظام صدام حسين, تحول العراق إلى ساحة جاذبة
لكل التيارات المتطرفة, وليس من قبيل الصدفة, أن تأتي كلها من البوابة الإيرانية العريضة.
إن الشعب العراقي بطبيعة الحال
يرفض الوجود الأجنبي على أرضه لكنه في المقابل لا يقر أعمال العنف الطائفي والمذهبي
التي مورست باسم "مقاومة الاحتلال". لقد وجد النظام الإيراني فرصته في الفوضى
العراقية للانتقام من الشعب العراقي الذي تصدى لمحاولة تصدير الثورة الخمينية إلى بلاده.
فدعم كل القوى المتطرفة, بما فيها تنظيم القاعدة في العراق, وأمن لقادته الملجأ والحماية
على الأراضي الإيرانية. كما حاول النظام الإيراني السيطرة على الحكم العراقي من خلال
إيصال رموز موالية له.
واليوم فإن هذا النظام يحاول عبر
تعطيل تشكيل الحكومة إلغاء مفاعيل العملية السياسية التي لم تأت نتائجها لصالحه, علماً
أنه من الطبيعي أن يتولى رئاسة الحكومة هناك من حاز على أغلبية المقاعد النيابية, ولكن
بما أن القوات الأميركية هي في طور الانسحاب فإن مصلحة طهران هي في استمرار الفراغ
السياسي, على أمل أن يترك الانسحاب الأميركي خلفه فراغاً عسكرياً وأمنياً.
إن الهدف الإيراني في العراق يتلخص
بكلمة واحدة, هي تفكيك هذا البلد, وجعله منصة لاستهداف دول الخليج العربي كلها, بتعريضها
لكل شرور التنظيمات الإرهابية المقيمة على ارض العراق.
وبالنسبة للبحرين؟
إن الوقائع تؤكد أن ما يجري هناك ليس صدفة, وهو مرتبط
بتطور المواجهة بين إيران والغرب على الملف النووي الإيراني. لقد سبق للشعب البحريني
أن وافق بنسبة ساحقة على الميثاق الوطني لتنظيم الحياة السياسية في البلد, وكانت الأمور
مستقرة تماماً, إلى أن احتاج النظام الإيراني لورقة ابتزاز يحركها, فحرك بعض الفئات
المضللة لتخريب الوضع. لكن للوضع في البحرين خصوصية أن للنظام الإيراني أطماعاً تاريخية
في هذا البلد العربي العزيز. وحكام طهران يعتبرون البحرين أرضا إيرانية, تماماً كما
يعتبرون الجزر الإماراتية المحتلة أرضاً تخصهم. وإذا كانوا في وقت من الأوقات استطاعوا
السيطرة العسكرية على الجزر الثلاث, فإن الوقت لم يحن, في حساباتهم, لاحتلال البحرين
عسكرياً. وفي الانتظار فإنهم يمهدون لذلك بزعزعة استقرار هذا البلد الشقيق وتحويله
إلى ساحة للفوضى ليسهل لاحقاً احتلالها.الكويت مستهدفة
ذكرتم أن الكويت مستهدفة أيضاً. كيف ذلك؟
نعم كل دول الخليج مستهدفة من النظام الإيراني وعلينا
أن نعي هذا جيداً ونرجع إلى إقرار مير موسوي رئيس وزراء إيران سابقاً, حيث اعترف بالعمليات
الخارجية للحرس الثوري في البلاد العربية ومنها الكويت والسعودية والبحرين. في الكويت
يجد النظام الإيراني صعوبة بالغة في زرع أحزاب أو جمعيات تابعة له, لان شيعة الكويت,
مثلهم مثل إخوانهم من المذاهب الأخرى, مخلصون لآل الصباح, الذين كرموهم ومنحوهم كل
حقوقهم على قدم المساواة مع جميع أبناء الشعب الكويتي. وكلنا نعرف أن للشيعة نواباً
في مجلس الأمة, ووزراء في الحكومة, وحرية العبادة مؤمنة لهم على أفضل وجه. وإزاء هذا
الحائط المسدود أمام التغلغل المذهبي الإيراني, لجأت طهران إلى تجنيد بعض الأفراد من
ضعاف النفوس, وشكلت منهم خلايا تخريبية لتحريكها وقت الحاجة.
وفي المملكة العربية السعودية؟
في المملكة الوضع شبيه بالكويت من حيث استقرار وضع
الشيعة هناك, ولكن يبقى أن هؤلاء سيظلون على الأجندة الإيرانية. وما يعبر عن عجز طهران
عن المس بأمن المملكة من الداخل, هو المحاولة الفاشلة التي خاضها الحوثيون انطلاقاً
من الأراضي اليمنية للاعتداء على أرض وسيادة السعودية.
وماذا
يجري في اليمن برأيكم؟
نعرف أن في اليمن حروبا قبلية منذ عشرات السنين,
ولكنها لم تكن يوماً بالحجم الذي بلغته أحداث صعدة وجوارها. وما جرى هناك أن النظام
الإيراني حول نزاعاً قبلياً تقليدياً ومألوفاً في اليمن إلى صراع مذهبي. والهدف إسقاط
النظام القائم وتحويل اليمن إلى منصة اعتداء على المملكة العربية السعودية. لقد فشل
هذا المسعى واستطاع الجيش اليمني أن يسحق التمرد الحوثي, ونجح الرئيس علي عبد الله
صالح في إطلاق عملية سياسية إثر الهدنة, ولكن عندما احتاجت طهران وسيلة ضغط لجأت إلى
بعض فلول الحوثيين لإشعال حرب جديدة هم أعجز من أن يخوضوها.
نصل إلى
لبنان حيث نسمع الكثير من الكلام عن المحكمة الدولية والقرار الظني في جريمة اغتيال
الرئيس الشهيد رفيق الحريري, فما موقفكم؟
نحن من أشد المطالبين بالحقيقة, لأننا نرفض الاغتيالات
السياسية في الأساس من منطلقات دينية وأخلاقية وسياسية. أما بالنسبة للمحكمة الدولية
فإن شأننا معها هو شأن كل اللبنانيين, بما هي واقع إرادته الحكومة اللبنانية, ونحن
في هذه المسألة نلتزم كل ما يقرره مجلس الوزراء. وقد لاحظنا, أنه حتى المعترضين على
المحكمة لجأوا في نهاية المطاف إلى الحكومة, وهذا أمر جيد.
نحن من موقعنا المرجعي الإسلامي
الشيعي العربي, ندعو كل المواطنين العرب, وخصوصاً الشيعة منهم, إلى الالتزام بما يقرره
حكامهم وحكوماتهم, وهذا ينطبق علينا في لبنان قبل غيرنا.التهديد بالفتنة
المصدر جريدة السياسة الكويتية:
http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/103395/reftab/76/Default.aspx