اخبار الساعة - متابعات
وكشفت مصادر يمنية عن اتساع هوة الخلاف بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورئيس المؤتمر (علي عبدالله صالح) رغم المساعي لقيادات مؤتمرية الجمع بينهما إلا أنها سرعان ما تفشل بسبب اتهامات متبادلة من أن قرارات الأول تصب في صالح علي محسن وحزب الاصلاح، بينما يتهم الثاني بأنه لا يكف عن وضع العراقيل في طريق المبادرة ومحاولته للبقاء كمؤثر في المشهد السياسي اليمني، وتبقى مسألة اصرار صالح على رئاسة المؤتمر هي المعضلة التي لم يوجد لها حل حتى الآن، وبالذات حين ينقل عنه تمسكه بها وعدم تخليه عن الرئاسة إلا من خلال انتخابات ما زال يجري التحضير لها وهو ما يخشى معه انقسام المؤتمر. وقالت وزارة الداخلية اليمنية، ان الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن، جنوب اليمن، ضبطت خلال مداهمتها منزلًا مشبوهًا في مدينة دار سعد خمسة اشخاص يشتبه بانتمائهم لما يسمى بأنصار الشريعة.
وأوضح بيان للوزارة أن عملية المداهمة اسفرت عن إصابة سادس، فيما تمكن 4 آخرين من الفرار على متن سيارة نوع دينا.. مشيرة إلى أن عملية المداهمة تمت بالتنسيق مع النيابة العامة وبمشاركة 3 أطقم مسلحة بالإضافة إلى مدرعة من الأمن المركزي، ولفتت إلى أنها ضبطت بداخل المنزل عددًا من قطع السلاح «بنادق آلية» وأجهزة كمبيوتر محمول وأقراصا مدمجة وهواتف محمولة إلى جانب سيارة باص من نوع «هايس»، فيما قامت بإسعاف المصاب من العناصر المضبوطة إلى المستشفى وتحفظت على المشبوهين الخمسة لإجراءات التحقيق، وانها تواصل عملية بحثها عن المشبوهين الفارين.
وفيما يجري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، لقاءاته بالقيادات والمسؤولين اليمنيين لاستكمال تنفيذ التسوية السياسية والترتيب لعقد مؤتمر الحوار الوطني المقرر اجراؤه اواخر الشهر الجاري، قال مصدر حكومي يمني لـ»المدينة» إن أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، سيصل إلى صنعاء غدا الأحد في زيارة رسمية تستغرق بضعة أيام، مؤكدا ان المبعوث الخليجي سيلتقي مع كبار المسؤولين في الدولة والحكومة لبحث وتقييم الخطوات التي تم إنجازها في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، بالإضافة الى الاطلاع على الترتيبات النهائية لعقد مؤتمر الحوار الوطني، ودور الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في دعم جهود اليمن في المرحلة الانتقالية.
وأشار المصدر إلى أن الزياني سيبحث أيضًا تفعيل مكتب التمثيل الرسمي لمجلس التعاون في صنعاء ومناقشة تفاصيل التعهدات الخليجية في مؤتمري الرياض وأصدقاء اليمن في نيويورك، وأهمية تسريع الالتزامات المشتركة لتوسيع الاستفادة السريعة من المبالغ التي تم التعهد بها.
الى ذلك قال مصدر مؤتمري لـ»المدينة» ان حدة الخلافات بين هادي وصالح، تصاعدت عقب اقدام قناة (اليمن اليوم) المملوكة لحزب المؤتمر والتي يديرها نجل صالح، بمغازلة قيادات في المعارضة واستضافة شخصيات تقف في صف الرئيس هادي واستمالتها الى صف صالح بهدف دفعها الى التمرد على الرئيس هادي واعاقة التسوية السياسية. وشن موقع «المؤتمرنت» الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح، هجوما لاذعا وحادا على قناة (اليمن اليوم) التابعة لنجل صالح, على خلفية المقابلة التي اجرتها القناة مع حسين الاحمر, وسخر الموقع من القناة التي قال انها حاولت استجداء أسف حسين الاحمر على تفجير جامع دار الرئاسة اليمنية العام الماضي، مضيفا بالقول: «ظهرت قناة (اليمن اليوم) في نشرة أخبار الرابعة والنصف تستجدي أسف الشيخ حسين الأحمر على حادثة دار الرئاسة التي أصيب بها رئيس الجمهورية السابق وكبار رجالات الدولة وقيادات المؤتمر الشعبي العام.
ووفق مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام، فضل عدم ذكر اسمه، اكد لـ»المدينة» أن حزب المؤتمر باع 51% من حصته من شركة شبام للإنتاج الإذاعي والإعلامي التي تعد المالكة لكل من قناة (اليمن اليوم) وإذاعة (إف إم) وصحيفة (اليمن اليوم) لشركة (أفشور) الذي تم تسجيلها في لبنان دون علم الرئيس هادي-أمين عام المؤتمر.
وقال المصدر إن الشركة المذكورة تمثلت مساهمتها بأرض في العاصمة صنعاء اقيمت عليها هناجر استديو القناة والتي تم تثمينها بثلاثين مليون دولار، مع أن الأرض تم منحها بداية هذا العام مجانا لجمعية الصالح، الذي يرأس مجلس إدارتها نجل صالح، قائد الحرس الجمهوري والمشرف على شركة شبام الاعلامية.
وأكدت إن الرئيس هادي ابدى غضبه حين علم بالبيع من قبل وزير الاقتصاد والتجارة حيث استدعى قيادات في المؤتمر الذين أكدوا عدم علمهم بأمر البيع واستبعدوا ذلك، وهو ما دعا الرئيس لتكليف الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام للالتقاء برئيس المؤتمر الذي نفى نفيا قاطعا علمه بعملية البيع ووجهه بالتأكد من قائد الحرس الذي بدوره أكد عملية البيع.
واعتبر مراقبون عملية البيع الوهمية التي حدثت القصد منها تملك رئيس المؤتمر وعائلته النصيب الأوفر من حصة شبام لبناء امبراطورية إعلامية خاصة تتفرد بالإدارة وبالتحكم بالسياسة الإعلامية بعيدا عن موجهات وسياسة المؤتمر الذي هو من سيقوم بالصرف على هذه الوسائل خاصة، وأن المؤتمر ما زال مطلوبًا منه دفع ما يزيد على (14) مليونا لكي يتمكن من الحصول على نسبة الـ41% بالإضافة إلى (15) مليون دولار كان قد وجه رئيس الجمهورية بصرفها لصالح شركة شبام بناء على طلب مؤتمري في وقت سابق،
ويأتي تطور مثل هذا بعد أن كان تجاوز المؤتمر أزمة الأسبوع الماضي نشبت بين هادي وصالح عقب علم الأول بتحضير الثاني ومعه عارف الزوكا لمؤتمر تشاوري جنوبي، وهو ما جعله يستدعي النائب الثاني لرئيس المؤتمر والأمينين العامين المساعدين الشيخ سلطان والدكتور بن دغر الذي سألهم عما إن كان مؤتمر كهذا أقرته اللجنة العامة، فأجابوا بالنفي، مما دفعه للغضب والرفض، معتبرا أن مسألة إقامة مؤتمر تشاوري جنوبي والذي وجه بإقامته صالح أشبه بما قامت به فروع الحزب الاشتراكي حين أعلنت مجلس تنسيق لها في الجنوب، قائلا: إن ذلك يشجع على الانفصال وهو ما دعا القيادات إلى اقتراح حل بديل يقضي بالدعوة لمؤتمرات مماثلة في المحافظات الشمالية.. مبررين من أن دعوة المؤتمرين الجنوبيين قد تمت بالفعل، وهو ما وافق عليه الرئيس، ولهذا تم التحضير لدعوة مؤتمر صنعاء على عجل حيث عقدت اللقاءات التشاورية الموسعة لقيادات ورؤساء فروع المؤتمر الشعبي الخميس الماضي في ثلاث مدن يمنية (صنعاء والمكلا وعدن)
ومن المنتظر أن يتم الخميس القادم بقية المؤتمرات التي ستضم كلا من (إب، وتعز، وذمار، والبيضاء، والجوف، وصعدة، ومأرب، وصنعاء) والذي رصد لقيامها أكثر من (70) مليون ريال بحسب المصدر، وبحسب المصادر ذاتها فإن مشكلة أخرى كادت تفشل اللقاءات التشاورية حين قرر صالح إلقاء كلمة توجيهية بمقابل كلمة رئيس الجمهورية -الأمين العام- والذي رفضها الأخير بشدة قبل أن تتدخل القيادات الوسيطة وتتمكن من إقناع صالح بالعدول عن قراره والاكتفاء بكلمة الرئيس والكلمة الافتتاحية للنائب الثاني لرئيس المؤتمر الدكتور عبدالكريم الإرياني، والتي تعد كلمة هادي هي الأولى لقيادات وكوادر حزبه منذ توليه الرئاسة، كما تعد المرة الأولى التي يغيب فيها رئيس المؤتمر عن فعالية من فعاليات حزبه.
المصدر : صحيفة المدينة