" الوصابي " أنموذجا.. الثورة تبحث عن شبابها المخفيين قسريا..
بتاريخ 2012-11-19T00:39:48+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (2741) قراءة
اخبار الساعة - محمد عبدالله الجماعي
في الخريطة تشبه وصاب قبضة يد عنيفة، يرهبها من ينظر إليها..
وفي الواقع ينظر اليمنيون إلى وصاب كعمق جغرافي منيع، دونه أكباد الإبل، وكقوة بشرية مذهلة، ومورد اقتصادي وبشري، لا حدود لانتشاره وتمدده..
وفي ميدان العلم والقانون والصحافة وغيرها تتبارى وصاب – كمديرية- مع كبرى المحافظات اليمنية ثقافة وعلما وتخصصا وكادرا تعليميا مؤهلا..
في ساحات الثورة وميادين الحرية، وتحديدا ساحتي التغيير بصنعاء وذمار، تشكل وصاب أكبر التكتلات الشبابية والثورية، وقدمت من أبنائها عشرات الشهداء ومئات الجرحى..
قبضة وصاب تتواجد في شتى مناحي الحياة ومفاصل الدولة، ويتميز أبناؤها بالتفاني والوطنية والعمل بجد وإخلاص..
يمكن لأي حدث يستهدف أحد أبناء وصاب أن يقيم ثورة لو شاء أبناء هذه المنطقة الطيبة مترامية الأطراف.. دورهم في الثورة وغضبهم لأجل الوطن كل الوطن، أثبت شيئا من ذلك، ويغضبون فعلا في مدلهمات تتناوشهم بين الحين والآخر، غير أنهم لا يحقدون ولا تتوسع دائرة كرههم..
ما سبق من ممارسات ضد أي وصابي في العهد البائد، كانت ترمي إلى خفض سقف تطلعات أبنائها، وإجبارهم على الانكماش إلى أقل من مراكز التأثير وصناعة القرار، وذلك دون ما تحلم به جمهرة متعلميها وعلمائها وأعيانها في كل ميدان..
تبرز قضية اختفاء الشاب حمود فارع بركات، المختطف منذ الرابع من يوليو 2011, عندما كان برعم الثورة ينمو بخطوات وئيدة، يحدوها شباب وصاب، في كل مسيرة، ويتربعون كل نشاط ثوري.. تبرز كقضية جالبة للمرارة مثيرة للسخط في أوساط كل الثوار..
فبعد خروجه من ساحة التغيير بصنعاء, عقب نشاط ثوري اختطف بركات الذي يدرس في المستوى الرابع قسم أدارة أعمال بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء, ولا يعلم أحد منذ ذلك الحين أي مصير انتهى إليه مصير ذلك الشاب..
والتساؤل الذي يحدونا كناشطين ضمن شباب الثورة وقد آلت الأمور إلى ما آلت إليه، هل لا تزال ثمة جهات تتربص بأبناء وصاب وثوارها، أم أن نشاط قيادات الثورة قد أفل بحيث لم يعد بإمكانه الكشف عن مصير أحد من المختفين..