من الملاحظ أن الثورة الشبابية في اليمن التي جاءت في إطار ثورات الربيع العربي تختلف في منحاها عن تلك الثورات العربية ، فالأحزاب المشاركة بل الداعمة لها قد خذلتها من خلال التنصل عن الكثير من الأهداف التي كان من المؤمل تنفيذها حتى ولو بشكل تدريجي حيث إن المتابع بل المواطن البسيط لم يلمس أي تغير في أسلوب التعامل الإداري في مؤسسات الدولة الغائبة عن الواقع ، فالتغير شمل الوجوه السياسية من خلال اقتسام السلطة الحكومية ، والمجلس النيابي ظل كما هو بنفس صوره يعني إن التشريع سيظل كما كان عليه تفصيل القوانين واللوائح على مقاس الحاكم إضافة إلى ذلك لازال الفساد قائم كما كان عليه بل أكثر بحكم إن القسمة أصبحت على اثنين ولازالت سلطة التحالف القبلي هي السائدة في أمور تسير الدولة على الرغم من محاولة السلطة السياسية ممثلة بالرئيس
عبد ربه منصور هادي الخروج من عباءتها من خلال الدعم الإقليمي والدولي لكنه يواجه صراع التحالف القبلي في نصيب اقتسام الكعكة أو إعادة اقتسام الكعكة إن صح التعبير وكذلك يواجه المطلب الجنوبي في فك الارتباط وإعادة الدولة وهذا يتناقض مع إعادة اقتسام الكعكة ولذلك أصبح الرئيس هادي بين المطرقة والسندان ، وبالمقابل فان المدة القصيرة من سلطة الرئيس هادي وحكومة الوفاق لايمكن تقيمها في ظل التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق والتناقضات التي تسود المجتمع بشكل عام إضافة إلى قيام مايسمى بأنصار الشريعة بالإخلال الأمني والسيطرة على مناطق إستراتيجية في محافظتي أبين وشبوة بعد أن كانت هامدة أو قابعة في دهاليز المتنفذين في السلطة السياسية والعسكرية لتخرج لتؤدي دورها المرسوم .. اضافة الى ذلك نجد ان ساحات التغير انقسمت الى فريقين فريق مساند للسلطة وفريق يشعر انه خدع وان النظام لازال كما هو و ان دماء الشهداء لن تذهب هدرا وسيتم مواصلة المسيرة حتى تحقيق كامل اهداف الثورة الشبابية ..
ومن هنا نتساءل هل ستكون هناك رياح تغير في المستقبل القريب أم أن الأمور سوف تتأزم وتزداد سوء ؟
وهل اليمن ستتجنب الحرب الأهلية التي كانت بالفعل بوادرها موجودة على الواقع أم أن الحكمة السياسية والتعاون الإقليمي والدولي سيوقفها ؟
وهل سيتم هيكلة الجيش ليكون جيش جديد بعيد عن الولاء للفرد والأحزاب ؟
وهل سينحسر دور القبيلة في المستقبل وسيدخل اليمن في طور المدنية الحقيقية ؟
وهل سيستتب الامن من خلال تحديث وهيكلة اجهزة الامن ؟
هذه أسئلة وغيرها من الأسئلة تحتاج لأجوبة ليست على الورق بل على الواقع المعاش حتى يلمس المواطن بالفعل تغير حقيقي