مطر يخرّب إذاعة عدن وقوارض تهدّد الكادر الإبداعي فيها
بتاريخ 2012-11-22T01:06:21+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (3315) قراءة
اخبار الساعة - عدن/ نشوان الحميري
" كـــــل شـيء تمام ؟؟" سؤال يردده المسئول الأول في إذاعة عدن لمرؤوسيه عند مباشرته العمل في طريقه إلى مكتبه صباحاً ومروره باستوديوهات وإدارات الإذاعة بعد السلام عليهم ،وهي عادة تميّز بها ،وتلقى ارتياحاً بين أوساط الموظفين ،بينما تسبب الاجابة على سؤاله " كـــــل شـيء تمام ؟؟" إن كانت "لا" ضيقاً له مع إبدائه علامات الاستغراب والتعجب في أمور سلبية يشاهدها ويلمسها ويعايشها يومياً ،الأمر الذي جعل الموظفين مع تكراره للسؤال في غالب الأيام ،وعدم جدواه أن تكون أجابتهم "كل شيء تمام يا زعيم" ،ومفردات زعيم ووحش وغيرها تعوّد المسئول الأول في إذاعة عدن مناداة ومخاطبة زملاءه من موظفي ومبدعي الإذاعة بها ،ولعلّ اللافت للنظر والتعجّب في آن واحد من أن مثل هكذا " عادة أو سلوك " لأكثر من أربع سنوات من قبل رئيس الإذاعة لم تثمر إلا مزيداً من "التطنيش" وغياب الحلول لجملة من المعاناة والهموم والمشكلات التي يتم طرحها من قبل الموظفين ، أو المبادرات والمقترحات المطروحة لمعالجتها ، خدمة للعمل وإيجاد البيئة الملائمة للنهوض بواقع الإذاعة المتردي .
لقد عمل "يسلم مطر" رئيس الإذاعة على انزلاق الإذاعة إلى مستوىً غير لائق بها ، كإذاعة عريقة بسبب سوء إدارته وقيادته ، فلم يعد غريباً مثلاً أن لا تسمع الإذاعة أبعد من محافظة عدن قليلاً ، أو تكرار انقطاع إرسالها ، أو تعطل استوديوهاتها ، كما هو الحال أيضاً بالنسبة لهبوط مستوى غالبية برامجها (إعداداً وتقديماً وإخراجا) ،والحال ينطبق كذلك على ما تقدمه من خدمة إخبارية ( نشرات وتقارير) ، فقد وصلت المادة الإخبارية والسياسية المقدمة للجمهور المستمع في غالب الأوقات إلى مستوىً ضعيف , وتراجعت الخدمة الإخبارية كثيراً على ما كانت عليها سابقاً ، حتى تضن نفسك أحياناً وأنت تستمع لمادة إخبارية ،وكأنها تقدم من إذاعة محلية مبتدئة أو إذاعة مدرسية متطورة ،فلا تغطية ميدانية للأحداث والفعاليات المحلية حتى على مستوى محافظة عدن ، ولا متابعة جادة للأحداث والأخبار المحلية الجديرة بالاهتمام ، ولا ولا ولا ولا جديد ،غير السير إلى الخلف ، في ظل قيادة ترى في نفسها المثل الأعلى في الهدم والتخريب والتهميش واللامبالاة ،ومحاربة كل من تسوّل له نفسه الحديث عن الإبداع ، أو تقديم النصح والمقترحات البناءة ، أو نقد طريقة أداءها الضعيف وأسلوبها الخاطئ في تسيير أمور وشئون الإذاعة ، مستفيدة ومستغلة ومتكئة في استمرار تصرفاتها وممارساتها غير المسئولة ، من غياب المحاسبة والمتابعة من قيادة المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام .
إن المتتبع لأوضاع إذاعة عدن عن قرب يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى ، كم هي الإذاعة اليوم بحاجة إلى تغيير كامل قيادتها المهترئة والمترهلة والفاقدة لأدنى مقاييس ومميزات ومتطلبات القيادة الإعلامية المسئولة ، فمطر "رئيس الإذاعة " وبعض مدراء العموم وبقية الحاشية من المسئولين ، وما أكثر مسمياتهم يمثلون الخطر الحقيق والداء الناهش بقوة في جسد الإذاعة ومبدعيها ، فهم لا يفهمون إلا في الإبداع الذي تمارسه القوارض في القرض على الدوام ، فهي تقرض في كل الفصول ولا تميّز بين الألوان .