أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ومضة قصة قصسرة لنشأت المندوي

- ادريس علوش
قصة قصيرة-

ومضة

 بالصفحة ستون كتبت أحلام في (عابر سرير):

)المر أه الأوربية كالأبواب الزجاجية للمحلات العصرية  التي تنفتح حال اقترابك منها , بينما تشهر العربيات في وجهك وقارهن كأبواب خشبية  لإيهامك أنهن منيعات ومحصنات   وثمة من ـ حتى لاتستسهلهن ـ يتبعن بطء الأبواب اللولبية للفنادق  التي تدور بك دورة كاملة كي تجتاز عتبة كان يمكن اجتيازها بخطوة , وأخريات يحتمين بباب عصري مصفح كثير الإقفال والالسنة  ولكنهن يتركن لك المفتاح تحت دواسة الباب كما من غير قصد( *

في الغرفة العلوية من بيت انيق وعلى سرير خشب لماع استلقى الزوج  .فوق فراش ناعم  كانت تخترقه  لحظة تامل فتوقف  عن القراءة .

  خلل النور الساقط بدلال وغنج  تمعن  جسد  زوجته المستلقية جنبة,  تحسس الجدران المصقولة, السقف يرسل ظلا على حواف الأثاث بنعاس وطراوه .  الجو ممطر بارد في الخارج, و جسدها المتمدد يفيض حمم شهوات غامضة تنثها سيقانها الملتفة كثعبان مع اللحاف, كان ظهرها البض يرسم خريطة عضلات  براقه  ويحدد عظام مرتبكة النهايات , تنهد  اثر  شهيق طويل فكلمات ( أحلام ) تتموسق في أذنه بليونه وشجن, تململ محركا رأسه لبدء الاجتياح.     

 رمى الكتاب بعيداً, زم شفتيه  ,لعن  سقراط  ونظرية نشوء الكون  , أطفأ النور , اندس بلا بوصله  كعصفور مبتل يرتجف  طالبا لجوء  . تحول  لقنينه دفء  بجوف عارم   ,  التصق  الاثنان بشغف ثم تحول الجسدان  لعجينة  من لحم وحرارة ولهاث, ما لبث إن  تولدت  رعشة  فلذة  انتهت لهدوء تام  

 لحظات و أدار كل ظهره للأخر , غطا في شخير عميق فالصفحة ستون لازالت  في سكون

 

 

 

                                                                       نشأت المندوي

ديترويت امريكا

Total time: 0.0598