ومضة
بالصفحة ستون كتبت أحلام في (عابر سرير):
)المر أه الأوربية كالأبواب الزجاجية للمحلات العصرية التي تنفتح حال اقترابك منها , بينما تشهر العربيات في وجهك وقارهن كأبواب خشبية لإيهامك أنهن منيعات ومحصنات وثمة من ـ حتى لاتستسهلهن ـ يتبعن بطء الأبواب اللولبية للفنادق التي تدور بك دورة كاملة كي تجتاز عتبة كان يمكن اجتيازها بخطوة , وأخريات يحتمين بباب عصري مصفح كثير الإقفال والالسنة ولكنهن يتركن لك المفتاح تحت دواسة الباب كما من غير قصد( *
في الغرفة العلوية من بيت انيق وعلى سرير خشب لماع استلقى الزوج .فوق فراش ناعم كانت تخترقه لحظة تامل فتوقف عن القراءة .
خلل النور الساقط بدلال وغنج تمعن جسد زوجته المستلقية جنبة, تحسس الجدران المصقولة, السقف يرسل ظلا على حواف الأثاث بنعاس وطراوه . الجو ممطر بارد في الخارج, و جسدها المتمدد يفيض حمم شهوات غامضة تنثها سيقانها الملتفة كثعبان مع اللحاف, كان ظهرها البض يرسم خريطة عضلات براقه ويحدد عظام مرتبكة النهايات , تنهد اثر شهيق طويل فكلمات ( أحلام ) تتموسق في أذنه بليونه وشجن, تململ محركا رأسه لبدء الاجتياح.
رمى الكتاب بعيداً, زم شفتيه ,لعن سقراط ونظرية نشوء الكون , أطفأ النور , اندس بلا بوصله كعصفور مبتل يرتجف طالبا لجوء . تحول لقنينه دفء بجوف عارم , التصق الاثنان بشغف ثم تحول الجسدان لعجينة من لحم وحرارة ولهاث, ما لبث إن تولدت رعشة فلذة انتهت لهدوء تام
لحظات و أدار كل ظهره للأخر , غطا في شخير عميق فالصفحة ستون لازالت في سكون
نشأت المندوي
ديترويت امريكا