أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

أما أيتام اليمن فلا بواكي لهم (قصة اليتيمة مريم) قصة كانت السبب في إنشاء دار الرحمة لليتيمات

ليتيمة ذكرى شرح الله جعلتني أسهر الليل لأكتب قصة اليتيمات في اليمن - الانباء
أيها التويتريون..

أيها الفيسبكيون..

أيها الانترنتيون..

أيها المواطن الكريم..

أيها المقيم العزيز..

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها..

هل سمعتم بأيتام اليمن الذين لا معيل لهم إلا الله ثم أنتم؟

هل امتثلتم لقول الله سبحانه وتعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر)؟

هل تريدون مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة؟

هل سمعتم بمؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية؟

هل أحببتم صورة هذه اليتيمة ذكرى؟ وهل تحبون ان تعرفوا قصة اليتيمة مريم التي توفيت؟

بالتأكيد تريدون ان يتحقق لكم «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين».

وبما عرف عنكم من كرم وفزعة لرعاية اليتيم تحبون ان تحققوا له الترابط والتكافل الاجتماعي وتقدموا له المساعدات ليواجه المشكلات التي تعترض استقرار هؤلاء الأيتام.

الحمد لله أولا

نحن في الكويت في نعمة عظيمة لا يعلم مداها الا الله (بلدة طيبة ورب غفور).

لذا، ونحن نعرض قصة وملف الأيتام لنحمد الله باذل العطاء والجود، ربنا المعبود، ونصل ونسلم على حبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود.

تعالوا معي  في جولة ورقية وعلى موقعنا الالكتروني كي نستعرض ملف أيتام اليمن الذين لا بواكي لهم وكم هم اليوم في حاجتكم.

 

قصة مريم

بقي أعزائي القراء أن أذكر لكم القصة التي كانت سببا في التفكير بإنشاء دار الرحمة لليتيمات كأول دار للفتيات اليتيمات في اليمن، وأرجو بعد قراءة القصة ان ندعو ونبتهل ونضرع للسيدة رقية الحجري، هذه السيدة المعطاءة المثال النموذج للمرأة العاملة في المجال الخيري، وأترككم مع القصة: وقبل ان تتعافى الأم رمقت طفلتها المولودة بنظرة وداع حزينة... وأدبرت بالهروب وتركت طفلتها تبكي.. وتبكي، حتى رقت لحالها احدى الممرضات وعزمت على ان تحفظ طفولة مريم من الضياع، وبعد عشر سنوات اصيبت الممرضة بورم خبيث ظلت تصارع آلامه حتى ماتت، فأصبحت مريم طفلة صغيرة لا تعرف من أبوها.. ولا تدري اين امها الحقيقية؟ أشفق احد الجيران عليها، وأخذها للعيش وسط بناته، واشتعلت المشاكل بينه وبين زوجته واخيرا صاحت الزوجة بزوجها: اما انا او «ابنة الزنى» وأجهشت الصغيرة ببكاء حار.. وظلت مريم تنتحب بالبكاء حتى ارسلت الشمس ضوء النهار، فعادت مريم تهيم على وجهها في الشوارع حتى المساء، ثم انضمت الى مجموعة من الفتيات للسفر معهن الى صنعاء والبحث عن عمل هناك، وصلن الى صنعاء فتركنها في محطة النقل، وبعد ان اعياها البحث الطويل عنهن وسط آلاف الوجوه البشرية، شعرت الطفلة بالإرهاق الشديد بعد ان ظلت تمشي من محطة النقل الى ميدان التحرير، وهناك دخلت احد الازقة، وعلى باب احد البيوت اغمي عليها فدخلت في غيبوبة عميقة، وظلت الرياح تحثو التراب على وجه الصغيرة وكان صفير الرياح يصرخ... طفلة في هذا السن تصاب بغيبوبة السكر، أجهدها القهر والبكاء والتشرد والحيرة وعاشت في المستشفى وكادت احدى المرافقات لإحدى المريضات أن تأخذ مريم معها الى البيت الا ان والدة هذه المرافقة قالت قد تكون هذه ابنة زنى ولن اسمح لك بأخذها، وهاجت امواج الدموع المتلاطمة في عيني مريم الملونتين.. ما اشد قسوة البشر عندما يحاسبون الابرياء على ذنب لم يرتكبوه ويحاكمونهم على ما اقترفه الآخرون، وأخذت تضرب نفسها وهي تهرول في الممر الطويل وترمي بنفسها من جدار الى جدار حتى اشفق عليها احد رجال الامن وأوصلها الى احدى الجمعيات الخيرية التي قامت بنشر قصتها في احدى المجلات فتقدم لكفالتها ورعايتها مجموعة، ثم اختير الأكفأ منهم، وانتقلت مريم للعيش مع اسرة جديدة، الا ان مريم لم تتعود على قوانين التربية السليمة وضوابط الطاعة والاحترام للكبير، فقد تعودت على حرية التجوال والتصرف بطبيعتها كما تشاء وعند إلزامها بأي شيء يزيد طبع العناد فتمتنع عن تناول الأدوية الخاصة بمرض السكر، وتكثر من تناول السكريات فكانت قطعة صغيرة من الحلوى الانذار الاخير لمريم: ارتفاع حاد في السكر، نزيف في الاذن... جحوظ مرعب في العينين، وعندما قرر الاطباء اخراجها من العناية المركزة، كان قد سبقهم قرار آخر.. انه الموت الذي لا يتقدم ساعة ولا يتأخر... وتخرجت مريم من هذا العالم... وكانت تمضي في حفل تخرجها من بين الجموع المحتشدة وفي يدها شهادتان: الأولى كانت تحكي قتل الطفولة البريئة... والأخرى كانت صور بصمة كبيرة طبعتها مريم في جبين هذه الإنسانية الملوث بالشهوات والكبرياء والطغيان.

مشكلة بشرية

اليتم مشكلة بشرية دائمة ليست وليدة اليوم ولكنها ولدت مع البشرية ومادامت هناك حياة وموت هناك «يتيم الأب أو الأم أو معا» بمعنى ليس هناك أحد من البشر الا وسيجرب مشكلة ومعاناة وكارثة اليتم وما أدراك ما اليتم؟

أنتم العوض

أيها القراء الكرام في كل مكان ثقوا بأن الله عز وجل عندما حرم هذا اليتيم الأب أو الأم أو الاثنين معا عوضه بالمتبرعين الكرام وهم لا تحدهم جنسية ولا دين ولا مذهب لأن كثيرا من الدول أقامت مؤسسات ودورا لهؤلاء الأيتام وهم من غير المسلمين ورعت هؤلاء الأيتام من جميع النواحي، فما بالكم بالمسلمين وهم الذين أوصاهم خالقهم خيرا بالأيتام وتوعد من يسيء لليتيم بعذاب النار ووعد المحسنين والمتبرعين للأيتام برفقة رسولنا صلى الله عليه وسلم في الجنة، اقرأوا وتمعنوا في لفظ الحديث «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار باصبعيه، يعني السبابة والوسطى».

وفي تعويض اليتيم بالمحسنين الكرماء أمثالكم أراد الله سبحانه وتعالى ان يعوض اليتيم هذا برعايتكم وفضل احسانكم في قوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى ـ النساء: 36).

أبشر بعطاء الله الواسع فالحسنة بعشرة أضعافها.

مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية

لأنها غير ربحية أكتب عنها ومقرها اليمن وقد تأسست بتاريخ 23/10/2001 كأول مشروع لرعاية اليتيمات في الجمهورية اليمنية وحصلت على الموافقة الحكومية لا بل على شهادة الجودة في عام 2010 أي بعد 9 سنوات من العمل المؤسسي لصالح اليتيمات.

رقية الحجري الرائعة

لقد كرمت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت رقية الحجري هذه السيدة الفاضلة الرائعة كرائدة من رائدات العمل الاجتماعي التي تقود مؤسسة تعمل في المجال الاجتماعي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسر تكريمها انها فازت بأفضل مشروع لرعاية وايواء الايتام على مستوى اليمن في عام 2008 وفي عام 2009 حصلت «رقية الحجري» على شهادة التميز للاعمال الانسانية من منظمة «تسكو» لمناهضة الفساد.

انا شخصيا أحيي من الكويت هذه السيدة الفاضلة صاحبة هذه القامة الشامخة لانها بصراحة نجحت في ايواء مئات اليتيمات اليمنيات وهذا ما لم يفعله كبار رجالات اليمن في المجتمع والدولة.. ما سمعتوا ما يجيبها إلا نسوانها؟

 

ابتسامة للحياة
--

لماذا تميزت مؤسسة الرحمة؟

هذا هو السؤال الذي راودني وأنا أقرأ تاريخ وملف هذه المؤسسة الخيرية الانسانية ووجدت ان سر تفوق هذه السيدة رقية عبدالله الحجري ـ انها طبقت على اليتيمات نظام الأسرة وجعلت من المشرفات أمهات بديلات كل منهن تعمل على تطبيق اللوائح والأنظمة الخاصة بالمؤسسة وبنظام المجموعات والتدريب والتأهيل والدمج الاجتماعي.

نظام فريد للأيتام

أيتام مؤسسة الرحمة
في اليمن

نجحت رقية الحجري فيما اخفق فيه الآخرون لأنها طبقت قوانين على الأيتام تجعلهم كأنهم في أحضان أسرهم فهناك نظام كفالة كالآتي:

349 يتيمة مكفولة في السكن الداخلي الخاص بالمؤسسة.

354 يتيمة مكفولة في أحضان أسرهن.

207 أيتام غير مكفولين لكنهم اخوة الأيتام المكفولين.

186 أسرة مكفولة.

وهذا يتضمن الكسوة كاملة + الاغراض المدرسية ولوازمها والمواد الغذائية.

أنواع الكفالات

ما أجمل ان يقوم المتبرع بعمل في الدنيا يكون رصيدا لآخرته وميدان الايتام واسع لذا من فينا لا يريد صحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أليس رسولنا الكريم عاش اليتم فما اجمل ان يكون الله خير حافظ على ذريتك ويكون بيتك من خير بيوت المسلمين لذا لا تتردد في نصرة اليتيم.

اعجبني جدا كعامل في المجال الخيري والتطوعي ان اجد هذا النظام الخيري لكفالة الايتام الذي اقامته ونجحت به السيدة الرائعة زوجة الشهيد رقية الحجري.

لقد حددت الكفالة العامة بمبلغ 6000 ريال لكفالة اليتيم الواحد وهنا في الكويت المبلغ المعتمد اذا لم تخني الذاكرة من (10 ـ 15) ديناراً.

صفقة رابحة

بارك الله في كل متبرع التفت الى هؤلاء الأيتام فوالله هذه هي الصفقة المباركة والموفقة في الحراك الخيري.

وأعلم عزيزي المتبرع ان هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات التي تشرف على شريحة الأيتام تحاول جاهدة توفير الطعام والتعليم والكساء والدواء وجميع الاحتياجات ونأمل أن يأتي اليوم الذي يقتنع فيه المتبرع الكريم بتقديم حوافز مالية لمسائل الترفيه البريء لهؤلاء الأيتام ونسأل الله عز وجل ان يتقبل من الجميع تبرعهم.

صورة ذكرى

 

يتيمة تصلي

هذه اليتيمة ذكرى أرى عزيزي القارئ في عينيها بريق نظرة تسلب الألباب ويرق لها القلب، فهي والله كمن يقول لكم لا تنسوني وأخواتي اليتيمات، وينطبق عليها قول الشاعر:

واكفلوا الأيتام فيه واعلموا

ان كل الصيد في جوف الفرا

أيها المثري ألا تكفل من

بات محروما يتيما مصبرا

أنت ما يدريك لو أنبتّه

ربما أطلعت بدرا نيرا

ربما اطلعت (جمالا) آخرا

يحكم القول ويرقى المنبرا

كل من أحيا يتيما ضائعا

حسبه من ربه أن يؤجرا

ناشطات كويتيات

هذا «الملف اليتيم» تسلمته من إحدى الناشطات الخيّرات الكويتيات اللاتي جمعن المال والألعاب لتلك اليتيمات وأبحرن الى اليمن دون اعلام وضجيج وهدفهن نصرة اليتيمات بعد ان سمعن ان «يتيمات اليمن لا بواكي لهن».

لقد ارادت هذه الكوكبة الخيرية الكويتية من الناشطات في المجال الخيري ان يوصلن رسالة بأن الكويت معطاءة وأن شعبها كريم، وشعارهن كما سمعن وقرأن في الآيات والسور والأحاديث وقد رفعن شعارا أيضا قول الشاعر:

والله أوصى باليتيم ووصله

برا، وأوصى بالفقير المعدم

هذان في الدنيا شريكانا بها

في مأكل، في مشرب، في مغنم

آخر الكلام

أنا بعد أن قرأت وكتبت قصة «مريم» بكيت، وأنت عزيزي القارئ أرجو ان تبكي ان اردت فنحن البشر قلوبنا تنخلع لسماع قصة يتيم، غير ان من الواجب النصرة المالية، ولمزيد من المعلومات ادعوك لزيارة موقعهم الإلكتروني www.alrahmafoundation.org.

بقي أن ندعو الله عزّ وجلّ أن يكرمنا بكفالة اليتامى في سورية وبورما وتونس ومصر وفلسطين واليمن ويعيننا على رعايتهم، وهنيئا لكل من رعى وكفل يتيما، واعلموا ان كفالة اليتيم ورعايته من اخلاق ودأب آبائنا وأجدادنا، والعالم كله يشهد لأمة الإسلام بأنها من أصّلت في الشعوب البشرية هذه القيم الراقية.

 

احتفال المؤسسة بيوم اليتيم العالمي 2009

y.abdul@alanba.com.kw

 

المصدر : نقلا عن جريدة الانباء الكويتية

Total time: 0.0528