أخبار الساعة » فنون وثقافة » ابداعات ادبية

إبنة الوادي (قصيدة شعرية)

- شعر - مطهر علي الإرياني

لو كنتَ يا عاذلي عذيري
أما وقد جُرتَ كلَّ جَورِ
لأن حُبّي من الظهورِ
لا شيء أخفيهِ من أموري
أحبُّها –أيْ نَعَمْ- وغيري
أزحت عن سرها ستوري
أحببتها بَرزة الحضورِ
سمراء فواحة العبيرِ
عريقة الأصل والجذورِ
وصالُها ليس بالعسيرِ
تُدعَى فتأتي بلا فتورِ
وقد تُوافِيكَ في السّريرِ
سافرةً غاية السّفورِ
ولا بثوبٍ ولو قصيرِ
تدنو وتُدني بلا نفورِ
ثغراً لدى الموقف المثيرِ
ترشف من عذبِهِ النميرِ
محبوبتي أنتِ ولتثيري
يا "قهوة البن" لا تعيري

من كلِّ ما نِلْتُ في مسيري
ما نِلْتُ أدعى إلى الحبورِ
وراحةِ الروح والضميرِ
وذكرياتي لدى الحضورِ
وادٍ على بنِّه الوفيرِ
أقسِمُ بَرَّاً –وليس غيري
ما ذقت شيئاً بلا نظيرِ
تُرْشَفُ صُبحاً على الخريرِ
والبُنُّ في مجلسي ظهيري
وفي قرارٍ من الغديرِ
بُنٌّ، على غرسه النضيرِ
بنٌّ بإبريقيَ الصغيرِ
يا روعةَ المجلس الأثيرِ

للبُنِّ في رحلة العصورِ
ظلّ دهوراً إلى دهورِ
يَحنو على سرِّه المثيرِ
سرٌّ من المبدع القديرِ
حتّى أتى موعد الظهورِ
فأُلِهم البن بالعبورِ
لخيمةِ الشاذليِّ سيري
في لحظةٍ من وميضِ نورِ
قال لها الشاذليُّ: غُوري
ولتنبتي وازهري وصيري
وساعدي حلْقة الحضورِ

وازدَهَر البُنُّ في الكثيرِ
وفاض للعالم الكبيرِ

يا
((بنتَ وادي حوار)) سيري
وافتخري باسمك الشهيرِ

لَحْفنَةٌ من قرى (حضورِ)
ومن ثرى (ريمة) المطيرِ
اسمى وأغلى من الكثيرِ

قوافلُ المُرِّ والبخور
يا بنت هذا الثرى الطهورِ
بالله مجراك في البحورِ
لله مرساك في الثغورِ
فازري بفنجانكِ الصغيرِ
حظُّ ابنةُ الكرمِ في ضمورِ
وبورك البُنُّ من سفيرِ
سمراءُ فواحةُ العبيرِ

لما تَمَادَى بنا النفارْ
فإنّ لي عِندك اعتذارْ
كالشّمسِ في روعَةِ النهارْ
أحْبَبْتُها –هكذا- جهارْ
يلومُ.. فلينطحِ الجدارْ
خلعت في حبها العذارْ
أحببتها سهلة المزارْ
من منبتٍ طيبِ القرارْ
في موطنِ العزِّ والفخارْ
فلا صدودٌ ولا ازورارْ
وما على فعلِها غبارْ
يسبقُها عطرُها المُثارْ
فلا قناعٌ ولا خمارْ
ولا وشاحٌ ولا إزارْ
إليكَ ثغراً له افترارْ
يعلو لأنفاسِه بخارْ
لمىً ينسِّيكَ ما العُقارْ!
بالوصلِ من شاء أن يُثارْ
من لامَ في حبِّك اعتبارْ

إلى الثمانين. باقتدارْ
وفرحةٍ ما لها ابتسارْ
من قهوةِ البُنِّ بالبهارْ
تَشُدُّ قلبي إلى "حوارْ"
دارت حياتي على مدارْ
أعني- وكلٌّ له اختيارْ
كقهوةِ البُنِّ في "حوارْ"
لجَريَةِ الماء في الجوارْ
وعن يمينٍ وعن يسارْ
خيال غرسٍ بها الثمارْ
بُنٌّ، على الماء في القرارْ
بنٌّ بكوبٍ لهُ بُخارْ
للبُنِّ من حوله إطارْ

صيرورةٌ قُدِّرت فصارْ
في البرِّ ينمو وفي القفارْ
يُرخي على كُنْهِهِ ستارْ
يجري بحبّاتِهِ الصغارْ
للسرِّ في لحظة اختيارْ
بذراً إلى هذه الديارْ
فالسرُّ في ذلك المسارْ
صوفيّةُ الفيض والقرارْ
في رحم الأرض يا بذارْ
غرسا عَقِيقيَّةَ الثمارْ
في حضرة الله، بادِّكارْ

من أرضنا.. الغيل والعقارْ
فيضٌ تلقاه بانبهارْ


الى (المخا) واعبري البحارْ
(موكا) على كل ذي افتخارْ


ومن (حرازٍ) قرى (مسارْ)
وسفح (نعمان) و(المنارْ)
يأتي من العالم المعارْ


عادت بسحريَّة الثمارْ
لأنْتِ أسمى من الضرارْ
غربا وشرقا بلا عثارْ
والناس في لهفة انتظارْ
بالدنِّ والزّقِّ والجرارْ
وقهوة البن في انتشارْ
يدعو الى أجمل الحوارْ
من مَنْبت العزّ والفخارْ
 

 

Total time: 0.1912