أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

العقبات والفلول أمام حكام مصر

- الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان

ورث حكام مصر تركة ثقيلة خلفها عصر الاستبداد والقمع والفساد بشتى صنوفه وألوانه، هذا الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والأمني والإعلامي والقضائي متوغل في البلاد توغل الشرايين في الجسد، ومن وراء ذلك فلول النظام السابق المستحوذون على اقتصاد البلاد وإعلامه وهيئاته الممجدون والمسبحون باسم الرئيس السابق وأبنائه وأحفاده وأقاربه وأصهاره وأعوانه وكل من يمت إليهم بصلة.

كل هذه الأمور تمثل تحد خطير لنظام ما بعد الثورة، وهم مستميتون في إفشاله إلى حد الثمالة انتقاما لما أصابهم وأصاب أسيادهم وخوفا من المحاسبة الدقيقة التي قد تنالهم إذا صحح وضع مؤسسات الدولة وأسند الأمر إلى رجال أكفاء وأمناء.
ويقف خلفهم لوبي مارد من خارج البلاد كل همه وجهده حماية الصهيونية اليهودية المذعورة من مستقبل مصر الزاهر بإذن الله.

وهذا غير مستغرب في نظر العقلاء وإنما الاستغراب أن تسير الأمور دون عراقيل وعقبات، فجبال من الفساد وأجيال من النفعيين والمستهترين وأطماع ونفوذ خارجي ليس من السهولة تجاوز كل ذلك بسلام،وقد ظهر حجمهم الحقيقي خلال المظاهرات التي جمعوا لها كل ما بوسعهم وتكاتف على ذلك الليبراليون والعلمانيون والبلطجية والفلول فلم يتجاوز العدد عشرين ألفا، و يتباهون بهذه الأعداد بل ولا يخجلون من تسميتها بمليونية، وهي بلا شك ثورة لكنها ثورة مضادة لما ضحى من أجله الشعب المصري الصابر الذي خرج كرد عملي على دعاويهم بأعداد يصعب حصرها ويكذب الأبواق الإعلامية الموجهة والسياسين سابقي الذكر الذين لا يعرفون من الديمقراطية إلا اسمها ويريدونها مفصلة على حجمهم ومن يسير في فلكهم فحسب.

هذه ديمقراطيتهم العوراء والعرجاء معا يرفعون شعاراتها لكنها في الواقع تخيفهم وصناديق الاقتراع بالنسبة لهم قبور ينفرون منها رغم أبواقهم الإعلامية الموتورة الكثيرة التي حاولت بكل جهد أن تشتت الانتباه وتنتصر للنظام البائد المتعفن، وتفننت هذه الوسائل في السباب والشتائم والتلفيق والسخرية ممن اختارهم الشعب ممثلا لهم بدءا من الرئيس وانتهاء بأصغر موظف .
والغريب في الأمر أن أغلب هذه الأبواق كانت في السابق ميتة لا حراك بها وغاية ما يمكنها فعله هو الدوران حول طاغيتهم إن شرق شرقوا وإن غرب تبعوه ، وحرام عليهم رفع الرؤوس، وكان الأجدر بهم شكر النعمة التي حلت بالبلاد والاصطفاف لتعميرها وبناء ما خربته الأيادي الآثمة.
وهنا يأتي دور الحكمة في معالجة القضايا والبعد عن التشنج والانتقام مع اتخاذ القرارات الصارمة ,العادلة وقطع الطريق على الفاسدين أيا كانوا، وإصلاح وضع المؤسسات والاهتمام بمعيشة الناس وأمنهم والحرص على التواصل مع زعماء وحكومات البلدان العربية  لطمأنتهم ودحض ما يدور من تحريض وكراهية، وتقوية الجبهة الداخلية من خلال إعلام متميز وقوي يقيم الحجة ويدحض الشبهة ويعري أصحاب المصالح الضيقة "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"

Total time: 0.0477