أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

بشار يدخل قاعة الانتظار (بشار والعد العكسي للانهيار - 2من 5)

- * مصطفى منيغ

عناد ليس إلا، وبهتان خارج عن الملّة، وتيهان ممسوخ يزيد لعنة بشار علة التشبث فيما تبقى له من أيام هي على قلبه مثقلة مملة. فلا روسيا دائمة له ولا إيران مخلصة لحمايته وقد جد الجد واتضح لها ما اتضح  بالحجج والأدلة ، أن ديكور العظمة والافتراء بلا حشمة ،جناحي غراب ، من تحليقه في علياء منتشر بين ضبابها الغضب ، إلى سقوطه المشهود (حاصل لا محالة) ليتمرغ في التراب ، وقد هجرته الأسراب، مَن ْكانت على شاكلته قبل اكتشافها أن قضية بشار وزمرته سراب في سراب .

 العيب ليس فيمن لا زال يطبل ويزمر كأن المشاهدين لقنواتهم الإخبارية من السذاجة حتى يسايروا خزعبلاتهم الإعلانية المدفوعة الأجر الباعثة على الضحك في وقت عز فيه ذاك الشعور ، وإنما العيب في الفقر الذي استوطن ضمائر "قلة" حاولت و تطاولت على تشويه أحقية السوريين في العيش أحرارا كما كانوا قبل استلاء منجم  العمالة والخيانة نظام الأسدين ألبعثي العبثي ، الذي انحاز لتقليد الشيوعية فلزمه الاختفاء (تحقيقا لأهدافه الذاتية المحصورة في تمتيع الأسرة الصغيرة بمزايا البذخ والثراء ، كأن سورية ضيعة خاصة بهم تتوزع على جيوبهم الغائرة وتلج بطونهم المضطربة بما لذ وطاب بتطبيق قوانين الغاب) وراء "الاشتراكية" مظهرا و"اللبرالية" المتوحشة جوهرا، فيظهر لمرحلة أنه نظام على مقاس خاص متفرد في العالم يعيد سمة العبيد بشكل لا يشمله تعريف أو تحديد ، المهم عليهم قائد ، إن أطاعوه أكلوا ورقصوا ، وإن أبوا جاعوا ولأجساد بلا روح تقمصوا ورويدا في العدد تقلصوا ، ليبقى النظام السيد بلا منازع، ومن أشار بالاحتجاج ولو داخل كوخه فقد أقر على وجوده أنه ضائع .

 روسيا بعد زيارة "بوتين" لأنقرة ، بات واضحا لها أن "بشار" مجرد بقرة ، لا تساوي "لتسمينها" استراتيجيا كل تلك المواقف المهدرة ، أكان  "الفيتو" في اجتماعات مجلس الأمن المتكررة إحداها ، أو انسياقها لعمامة " المقدس سره" كما يحلو لحسن نصر الله تسمية سيد "قم"، دامت أمعاؤه بالحسرة على انتصار أحرار سورية عامرة ، لتحظى روسيا كالعادة بما يحظي به المنشار المتحرك داخل أضيق دائرة ، الخشب فيها خشيبات تُسْتَبْدَلُ بأقصى أحجام المنافع المُسْتَثْمَرَة ، تاركة إيران مع بيضها الفاسد في احتجاجها نكرة مستنكرة لفشلها البين  ناكرة ، وتهنأ روسيا بنصيبها في الدجاجة المحمرة ، تحتسي كؤوس " الفوتكا" كأنها خارجة من سهرة ، نجمها "بشار" في رقصة العار  يرتجف ارتجاف فأر سها عن جحر يلجأ إليه ساعة فرار ، فتيقن آخر المطاف أن حماقاته جرته لهذه النهاية الخطيرة ، التي كانت لكل دكتاتور قاتل لشعبه منتظرة .

 

* مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
alsiasi@yahoo.es

Total time: 0.0692