انتهت الجولة الثانية من مرحلة الاستفتاء على الدستور المصري والذي يعتبر من أفضل الدساتير العربية لتحقيق كامل أهداف ثورة 25 يناير من الحرية والعدالة الاجتماعية ، فرغم الهجمة الشرسة من قبل اعلام الفلول والدول المعادية لثورات الربيع العربي خوفا من وصولها اليها ، استطاع الشعب ان يختار طريقة بنفسه وأخذ كل مشارك فى الاستفتاء بقراءة مسودة الدستور مرورا بكل مواده المطروحة وكان يعمل كل واحد يعجبنى ولا يعجبنى حتى خرج كل مصري بقناعة ان هذا الدستور من صنع البشر وبأيادى مصرية فالكمال لله وحدة وان كان هناك اخطاء فسوف يتم طرحها فى اول جلسة لمجلس الشعب المنتخب ، وهذا دليل على ان جمهورية مصر مقبله على الديمقراطية من خلال الدستور الجديد الذي يدل على مدنية الدولة .وقد ظل المشاهد العربي متيقظا لما ستؤول الية الاوضاع فى مصر بحجمها الكبير وتعداد سكانها المترامي الاطراف وكونها مركز الارتكاز للدول العربية كان الترقب لحظه بلحظة بين مؤيد ومعارض ، فالمؤيدون يعتبرون اجتياز المرحلة والاستفتاء بنجاح خطوة كبيرة فى طريق الثورات العربية ونجاحها ولو كان العكس معنى ذلك ان هناك من يحيك المؤامرات على اجهاضها وهى فى مهدها لم تبلغ من العمر سوى العام والنصف او الاجهاض لها والانقلاب كما حصل فى الجزائر عندما انقلب نظام الحكم على الديمقراطية ونتائج الصناديق الانتخابية. التى حازت الاغلبية بنعم للاستقرار والأمن والتنمية نعم للدستور من اجل العجلة تدور نعم للدستور ليأخذ الفقراء حقوقهم قبل الاغنياء ، وفعلا المؤامرة فى مصر باءت بالفشل وخسرت الرهان فى جميع المكائد التى ارادت اسقاط الرئيس والحكم فى مصر الجديدة.
ونحن فى اليمن وبعد قرارات الرئيس الشجاعة مقبلين على الحوار الوطنى الشامل فهل هناك وضوح ورؤية شاملة لشكل الدولة اليمنية الحديثة التى تعمل على تحقيق تطلعات كل فئات الشعب اليمني بغض النظر عن يقف حجر عثرة امام كل شى جميل وجيد فى تحريك العجلة نحو الامام فهناك فئة لا تريد الاعتراف والتأييد للقرارات كما انها لا تعترف اصلا برئيس الجمهورية هادى لأنها وقفت ضد انتخابه ولسان الحال لديهم يقول لم يمثلنا لأننا لم نوافق علية ولم نشارك رغم استخدام اسلوب التقية فى كثير من الاوقات ام ان هناك سحرا عجيبا لهذه الفئة لخروجها عن القانون وبموافقة من كان حاكما سابقا من اجل التوريث وإسقاط الخصوم وابتزاز الجوار وكأن المسرحية لم تنتهى فى صعده الفئة تثبت طاعتها لمن كانت بالأمس تدعى انها تتصارع معه لعبة الموت للجنود والتى راح ضحيتها اكثر من 40 الف جندى واليوم بهذه المقاربة العجيبة يكتشف الشعب والشارع اليمني اكثر كل ما مرت الايام مدى الحب والعلاقة بين الطرفين وصدق لدينا ان التلفون السحرى الذي كان يشعل الحرب ويطفيها حقيقة وليست خيال ، فلماذا هذا التمثيل ولماذا خسر الوطن خيرة ابناءة وثرواته وخسر التنمية طلية ستة حروب مضت ؟ الم يكن للطرفين اظهار التزاوج العلنى امام الشعب بدلا من الزواج العرفي ، ام ان ذلك كان خوفا من اكتشاف دول الخليج ورعاة المبادرة هذا الزواج خوفا على الاموال التى يهبونها لهم .ونحن اليوم فى مرحلة حساسة ومن اهم المراحل التى تنبغى على كل مواطن ومواطنة المساهمة فى بناء الحكم الجديد والوقوف ضد من يعرقل تنفيذ قرارات الرئيس هادى والحكومة للتسريع بخطى الهيكلة بكل حزم ولا يهمنا ان يكون الحوثي موافقا للقرارات او رافضا لها فهو لا بمثل الا نفسه وجماعته فقط وهم دائما يظهرون بمثل هذه المواقف سواء كانت قرارات او انتخابات رئاسية وغيراها من المواقف التى تعمل على تعريتهم على ارض الواقع يوما بعد يوم .
فهل سيكون هناك للقيادة السياسية مواقف سريعة لاستكمال تنفيذ القرارات وبما يهم مصلحة الوطن اولا فتوحيد الجيش وترسيخ الوطنية فى قيادته الجديدة هى من ستجعله حاميا للسيادة والأراضي اليمنية وتوحيدها التشظى الذي يحلم به الواهمون ، فاليمن لم يتوحد من بعد الاستعمار والحروب السابقة ليرجع كما كان فالحروب انتهت والتى كان مسرحها المناطق الوسطى كما ان الجميع يمنيين من اباء وأمهات يمنيين ليسو كما جنوب السودان الغالبية مسيحية والشمال الغالبية مسلمة لكننا اهل اليمن الايمان والحكمة طريقنا وكلنا بفضل الله مسلمون فالاستفادة من اخطاء الماضي تعجل بالحلول للمستقبل وفق الحوار البناء والهادف لتحقيق حلم الوطن وليس حلم الاشخاص.
فكما ان هناك ثورة مضادة فى مصر تحت راية جبهة الانقاذ (الاجهاض) ومدعومة من الخارج والداخل وباموال الشعب المصري المنهوبة هناك جبهة اجهاض يمنية شغالة ليل نهار واكثر خطرا منها كونها مدعومة خارجيا من ايران وداخليا من اموال الشعب التى سرقت طوال الفترة الماضية إلا ان جبهة الاجهاض اليمنية تخسر كل يوم المزيد سمعتها وتظهر عورتها لتوضيح للشعب حقيقة الزواج العرفى فيما بينها على حساب الوطن ووحدته واستقراره