تؤكد العديد من الدراسات وتقارير المنظمات الأممية أن إغفال دور المرأة العربية, وحجبها عن المجتمع, وعدم اتاحة الفرصة امامها للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مراكز صناعة القرار, وعدم مساواتها بالرجل – تعد في صدارة الاسباب التي ادت الى تخلف التنمية الإنسانية العربية.
وفي الوقت الذي تسعى القوى المدنية الحية في مجتمعاتنا العربية لإزالة الحواجز والفوارق والعوائق الدينية والاجتماعية التي تقف في طريق المرأة بهدف تحقيق المساواة الكاملة بينها والرجل – نجد المرجون لمشروع دولة "الخلافة" يؤكدون صراحة ان مساواة المرأة بالرجل يجب ان لا تخرج عن القوالب التي حددها المشروع الالهي الذي يعد مع الاسف السبب الرئيسي في ما عانته المرأة العربية من تمييز وظلم وتعسف وانتهاكات ولا تزال تتجرع مرارته حتى اليوم – حيث يؤكد على ان المرأة في الاساس اقل وأدنى شأنا من الرجل وبالتالي فإنها تظل تابعة لإرادته ونزواته الجنسية الانانية, ولا يجوز لها المشاركة الفعالة والكاملة في شؤون الدولة, ومصيرها يتم وفقا لرغباته الذكورية.
والسؤال: على من يضحك هؤلاء الذين يدعون الوصاية على الله والدين؟! ألم يدركوا بعد حقيقة التحولات الفكرية والثقافية الهائلة التي شهدها ولا يزال يشهدها عالمنا العربي والانسانية من حولنا؟! ثم هل يعون حجم الاضرار العميقة والخطيرة التي تلحق بالمجتمعات وبالأجيال نتيجة وضعهم نصف المجتمع "المرأة" خارج اطار التقدم السياسي والاجتماعي والفكري؟!
alsamdy@gmalel.com