أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحوار الوطنى للتسامح والتصالح أيضا !!!

- د. عادل معزب

كل ربوع الوطن كان يشكوا الظلم والاستبداد والقمع طيلة الفترة الماضية لم يكن الظلم موجه نحو الجنوب فقد بل ان معاناة الشمال أكثر مقارنة بالأوضاع التى كانوا يعيشونها سابقا ولقد كان الطرفين قبل الوحدة محك صراع مستمر قائم على تصفية الحسابات وكان المواطن اليمني هو الذي يدفع فاتورة الدم  من كلا الجانبيين ، وأكثر من تعرض طوال تلك الفترة وسالت دمائهم فى كل مكان هم ابناء المناطق الوسطى لأنها كانت تمثل منطقة الصراع لكلا الطرفين ، فقتل الالاف من ابنائها وجرح الالاف وضيعة اسرهم من اى حق من حقوق ابائهم الذي لقوا حتفهم مع اى من الطرفين ولى اقارب لقوا حتفهم لازالت مرتباتهم الى الان 1500 ريال شهريا تعطى لولدته العجوز وأخيه المعاق يصرفونها كل ثلاثة شهور  من صندوق رعاية الشهداء والجرحى فى محافظة اب وهناك الكثير من هذه الحالات ولكن نتيجة  لعدم من يطالب بحقوقهم  لم يعملوا على رفع قضية تطالب بأدنى حقوقهم وحقوق ابائهم وهناك الكثير من ابناء المناطق الوسطى الذين هجروا من بيوتهم  بعد حرقها  وتركهم للوطن الام ليلجأ الى بلاد الغربة فى الولايات المتحدة وأوربا وغيرها من الدول العربية والأجنبية ولم يكن ذلك إلا بسبب النزاع والحروب المستمرة بين الشمال والجنوب سابقا وكان الضحية هم ابناء المناطق الوسطى ولو فتحنا الباب حول هذا الموضوع ما كفانا  الوقت لكن هناك قضية لأبناء المناطق الوسطى والتى تضررت من الحروب الماضية والصراعات الشخصية وما ان هدأت هذه الايام فى ظل الوحدة اليمنية المباركة  جمعت الاخوة وحافظة على سيادة الدولة اليمنية  كدولة واحدة لها قوتها وثقلها فى المنطقة الحساسة  على البحر الاحمر والبحر العربي جنوب الجزيرة العربية ، كما ان للمناطق الوسطى والتى تمثل محافظات الاكثر عددا للسكان قضيتها والتى يجب ان يكون لها دور  كبير فى الحوار الوطنى كونها تصم اكثر من 5 محافظات فالمزايدة التى نراها هذه الايام  من البعض يعمل على التذكير بالماضي البئيس الاليم الذي يتذكر الولد ابيه والبنت تتذكر اسرتها وأخوها  بالرغم ان الوحدة جبت ما قبلها فمن يدعوا اليوم الى الانفصال  هو بمثابة من يريد قطع نصف جسده عن الاخر ليعيش بقية عمرة مشلولا لا يقدر على الحركة  وان عاش فسيعيش مريضا يصارع الشق الاخر من جسمه وهذا ما يريده اعداء اليمن فى الخارج  والداخل فى محاولة زج اليمن الى ما قبل الوحدة لتعود الصراعات فى المناطق الوسطى وتعود الجبهة وتعود التصفيات ولا تتفرغ الدولة للبناء والتنمية الشاملة  .


ان ديننا الحنيف يدعونا دائما الى العفو والتصالح والتسامح ولذلك وقفت ثورة الشعب السلمية مع القضية الجنوبية العادلة ومع قضية صعده  وقضية مأرب الان وهى قضية عادلة ومع قضية ابناء تهامة والتى نهبت اراضيهم وهى قضية عادلة والآن ترفع قضية ابناء المناطق الوسطى وهى من اكبر القضايا وهى قضية عادلة وكل محافظة لها قضيتها فالظلم عم اليمن كلها لم يكن مقصورا على محافظة دون اخرى إلا انه كان فى بعض المحافظات مستفحلا نوعا ما  كما ان إعلام الفتنة والمروج لها يقف مع تعكير الجو التصالح والتسامح بين الجميع ، فثورة الشباب الشعبية  السلمية انطلقت من عدن الباسلة وتعز وصنعاء وأبين وحضرموت وكل المحافظات اليمنية اثبتت انها جسد واحد اذا مرض جزء منه تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى ، اليوم نسمع رئيس كوريا الشمالية  الابن يطالب بالتوحد مع امريكا الجنوبية  فنحن فى عصر الاتحادات والقوة وليس التفرقة والشتات يكفى الصراع الدائم بين جنوب السودان وشماله مع ان الفارق بينهم موجود وهو ان غالبية سكان جنوب السودان مسيحيون الديانة  ودعمتهم اسرائيل حتى قسموا السودان الكبير الى دولتين متصارعتين والآن ايران ودول اخرى تريد دعم  عجائز السياسة فى الخارج ليعملوا على انفصال الجسد الواحد لليمن ويضخون الاموال الكبيرة للمهرجانات والقوى ومع ذلك لو طلب من  شباب الثورة فى الجنوب الخروج بمسيرات مليونية لخرجوا رافعين علم اليمن  خفاقا لكن الحرية والعقلانية عند رجال السياسة والقيادة السياسة تركوهم يكملون يومهم متمنين التصالح والتسامح للجميع ونسيان الماسي الماضي التى راح ضحيتها الالاف فى 13 يناير وفى المناطق الوسطى وغيرها .


ولذلك استغرب  الكثير ان جموع التصالح والتسامح فى 2009 كانت اكثر من جموع اليمن وفعلا لان الوضع  تغيير فعلا نحو بناء الدولة المدنية الحديثة  فلأول مرة  تعمل القيادة السياسية على بناء اليمن وفق اسس معايير وطنية  فكل يمنى حر ووطنى يجب علية المشاركة فى صنع وبناء المستقبل المشرق لليمن لان بعد العسر يسرا وبعد الظلام نور ويعد الاستبداد والظلم حرية وعدالة اجتماعية يطمئن لها كل اليمنيين فاليمن هو بيتا الكبير ويتسع للجميع فالقبول بالأخر ونشر ثقافة الحوار والمشاركة  المجتمعية  برؤية استراتيجية  يستطيع الجميع  المشاركه فيها واخرجها الى النور بما يليق  اليمن ومكانته المستقبلية مع نشر روح التسامح والتصالح بين الجميع وعلى مستوى المحافظات اليمنية جميعا وليكونوا جميعا مشاركين  فى تحقيق حلم اليمنيين فى بناء دولة المؤسسات والقانون وفق اليات ومقومات الحكم الرشيد

Total time: 0.0496