أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ممكلة سبأ تاريخ وحضارة الوحدة اليمنية

- د. عادل معزب

توضيح ذلك الاختيار من خلال ما تتميز به اليمن من حضاره ضاربة جذورها فى عمق التاريخ قبل الاسلام وبعدة ،فقبل مجى الاسلام بقرون كان هناك اخبارا متداولة فى الغرب ان هناك عرب لهم حكومات هم الذين انشأوها وحضاره كبيرة هم الذين صنعوها ، وقد كانت اليمن فى الاجزء الجنوبي للجزيرة العربية تحكمها أنذاك مملكة سبأ وحمير ومعين وقد بلغت حضارتها قبل الميلاد بألفين عام درجة من إزدهار الحضارة تدل عليها المبانى الضخمة والمنحوتة من الجبال بيوتا فارهين كانت تلك الحضارة اكبر حضارات العالم أنذاك لما فيها من المبانى الضخمة والنقوش الكثيرة التى وصلت اليها مملكة سبأ وقد كان قبلها مملكة معين وقد سبقت ممكلة سبأ فى الظهور وكانت على جانب عظيم من القوة والبأس الشديد، وكما كانت مملكة سبأ مشهورة بالثرورة والقوة بين ممالك العالم فى ذلك الزمان ،وبلغ من قوتها انها ردت جيوش أوغسطس قيصر عن أسوار مأرب ودحرتها كما يذكرها التاريخ ، وكان لها تجاره واسعة مع مصر وسوريا وبابل ولا تزال سدودها واحواضها شاهدة على ذلك تثير إعجاب السائحين لما بلغته من العظمة والمجد ، كما كان لها اسطول بحري ينقل التجارة الى حيث تريد كما كان لها قوافل تخترق الصحراء الى الشام وفلسطين ، فاليمن أصل العرب ومهد الحضارات ولذلك يرى الكثيرمن الخبراء ان الهجرة تمت من جنوب الجزيرة العربية (اليمن ) الى الشمال ثم توزعوا على اطراف الهلال الحصيب (مصر وفلسطين وسوريا والعراق. وقد كان لليمن بعد الاسلام الدور البارز فى تأسيس الدولة فى الاسلام فى عهد الرسول صلى الله علية وسلم فقد كانت اول دولة مدنية فى المدينة المنورة توضح فيها سلطات الدولة من الرئيس والوزراء احكام الضرائب (الجبايات ) والزكاة وغيرها من الاحكام التى كان المسلمون يطبقونها قانونا ومن المسجد فلم يكن الدين الاسلامي بعيدا عن السياسة يوما ما كما كانت الكنيسة الكهنوتية تعمل على الاقصاء لحقوق البشر اما الاسلام فقد جاء بالحق والعدل والمساوة لكل الناس مسلمين ويهود ونصارى وغيرهم.


وبعد هذه المقدمة المهمه عن تاريخ اليمن الحضاري نتطرق الى اهمية اليمن فى جنوب الجزيرة العربية لما تمثلة من مركز حيوي هام للمنطقة العربية والعالم ، فاليمن يعتبر صمام امان الخليج العربي والقرن الافريقى ، كما يتمركز اليمن على مضيق باب المندب والبحر العربي وكلها مناطق لها استراتيجيه كبيرة فى نظر الاخرين ، كما ان اليمن وبعد ثورة الشعب السلمية فبراير 2011 التى قرر فيها التحرر من الظلم والاستبداد وحكم الفرد الى تعزيز المشاركة والحوار بلاصدام والشفافية ، فقد اثبت اليمن للعالم اجمع انه بلد حضاري كما كان اسلافه ، فخروج الملايين فى الساحات من اطياف الشعب اليمني رجالا ونساء وبشكل سلمي كانت رسالة قوية للعالم بان اليمن بلد الحكمة والايمان وهى قلادة من الرسول الاعظم صلى الله علية وسلم .
وبعد عدة ايام تمر علينا الذكرى الثانية للثورة الشعبية الحضارية ولازالت اليمن تمر بمنعطفات وعقبات فى طريق استكمال اهداف الثورة الستة والتى بمقدور المبادرة الخيليجية وفق بنودها تحقيقها ورغم التباطئ الشديد فى التغيير الا ان الثوار مترقبين وعلى حذر شديد وكانهم ينظرون برؤية واسعة لكل ما يجرى على الساحة اليمنية داعين الحكومة والقيادة السياسة الى الوقوف بحزم فى تحقيق الامن والاستقرار حتى لو استدعى الامر اعلان الطوارى لبعض المدن والمحافظات التى يحاول البعض نشر الفوضى الخلاقة سعيا منهم لاثارة النعرات المذهبية والحزبية والانفصالية وهو ما لا نريده ان يتصاعد فالمؤامرة على اليمن كبيرة ولسنا بحاجة الى من يقسمنا شيعا واحزابا كما نحن فى امس الحاجة الى الحوار بلاصدام ولا نفاق حوار وطنى شامل يتسم بالموضوعية والعقلانية والمشاركة الفعالة لا نريدة حوار الطرشان كل واحد يريد نصيبة حتى على حساب الوطن وتقسمية كم يريد رجل فى الحوار ورجل اخرى تعبث بالامن والاستقرار من خلال الاختطافات والتخريب للمنشاءات العامة والخاصة والسعى لنشر الكراهية والحقد والتعصب بين ابناء الوطن الواحد فهذا لا يصلح ايا كان للحوار فمثلة مثل من تلطخت ايديهم بدماء الشهداء ثم يأتى للحوار ولا ندرى على ماذا يحاورن هؤلاء العجزة مع ان الاحزاب تمتلك من القدرات والكفاءات الكبيرة والنزيهيه من سفك الدماء ومن المال الفاسد تم اقصائها لمواقفها الوطنية تجاه الثورة والشباب .


فالحوار وعلى ثوابت المبادرة الخيلجية قد دعا الى وضع الحلول المناسبة والبداية الحقيقة فى التغيير لا نريد قرارات بدون تنفيذ كامل لها ولا نريد مؤسسات بدون ازلة الفاسدين منها ولا نريد حوار بدون وجود قناعات لدى الجميع باهميتة فى اخراج البلد الى بر الامان فى وضع اسس الدولة المدنية الحديثة ، فاليمن كما ذكرنا فى البداية موحدة منذ تاريخ الحضارة العربية فى عهد الملكة سبأ وحمير وقبلها ممكلة ثم فى عهد الاسلام كان اليمن موحدا ولا يوجد يمن شمالى ولا يمن جنوبي كما كانت أروى بنت الصليحية هي من وحدة اليمن فى عهدها ثم جاء المستعمر وقسم اليمن الى سلطنات ودويلات وذلك لما كان يعرف من الجدوى من وراء الوحدة والقوة ولكن الله افشل مخططهم وناضل اليمنيون حتى تحققت وحدتهم المباركة واصبح الجسدان جسد واحد فالتزواج والنسب والاخوة والايمان والدين والارض والشراكة على كل المستويات تمنع رجوع اليمن الى عهد الاستعمار والتشظى ومن يفكر بذلك ويدعى الثقافة فهو واهم وجاهل ولا يعى حقيقة الامور وابعادها ، من يدعون للانفصال هم يدعون ايضا الى عودة الحروب بين الشمال والجنوب كما كانت ايام الانظمة السابقة وسار ضحيتها الالاف من خيرة ابناء الشعب من الطرفين ، وكان الناس يعيشون الخوف والفزع والجهل والمرض وحصلت تلك المذابح التى يحاول البعض نسييانها بالتصالح والتسامح ونحن نؤيد ذلك ونريد ان يكون تصالحا على مستوى اليمن كاملا بعد سقوط النظام البائد وبداية عهد جديد بعد ثورة الشعب السلمية .

تعليقات الزوار
1)
ابوعمر العوبثاني -   بتاريخ: 28-01-2013    
اين حضرموت التي سبقت سبأ واين اوسان وقتبان هذه الدول تزامنت وتحاربت وغزت بعضها البعض واليمن يعني الجنوب ولم يظهر كمصطلح سياسي اي دوله الاعام 1918م في هذه المنطقه عاشت دولا مستقله حتى ولو كنا مع الوحده فحقائق التاريخ ثابته

Total time: 0.266