أن المنعطف الراهن في حياة شعبنا اليمني وما تشهده الساحة اليمنية من أحداث هو أخطر التحديات التي تواجه اليمن والتي بدأت ولازالت مستمرة بعدة أشكل و المطلوب الآن ووسط هذه التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها اليمن ليس الانجرار للماضي ولا الوقوف عند اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها وتصادماتها، وإنما المطلوب العمل على شد العقول والمشاعر في هذه البلاد إلى التفكير في الغد، وإلى تحويل هموم الحاضر إلى إمكانية مستقبلية لمواجهة نوازع التفكك والتدمير والعودة إلى الاستنجاد بالوطن والوطنية بمفهومها التاريخي والمستقبلي.. ذلك المفهوم القائم على الانسجام والتوافق، والبعيد عن الحزبية والمذهبية والطائفية والمناطقية والمحسوبية والمكونات المتعددة ..والتي نسعى جميعا من أجل الحفاظ على كيان الوطن وحدتة ومن أجل بناء هذا الوطن الغالي والخروج به وبأبنائه وشبابه من دورة التحديات والمنعطفات القاسية التي نجحت حتى الآن في إجهاض كل المحاولات الجادة للتطور والنهوض.. وبالتالي فإن ما ينبغي عمله وتنفيذه دائماً هو أن يضع الجميع صورة اليمن الواحد فوق كل الاعتبارات والمهام وألا يشغلنا عنه أي شيء بل ويجب أن نضع الوطن في أول همومنا اليومية وأحاديثنا المتكررة حتى لا يتكرر الخطر وتعود اليمن إلى دائرة ومحطات العنف والمنعطفات المريرة والمأساوية.
في رأيي أن أمام المخلصين والشرفاء الصادقين من أبناء اليمن الواحد وهم كثيرون، أن يبدءوا بإعادة إصلاح ما أفسده المفسدون وأنه حان الآن للجميع الجلوس على طاولة الحوار الوطني لحل مشاكل وقضايا وهموم اليمن ، وأن على الشباب أن لا ينجروا وراء العصبية والحزبية والمذهبية التي تجر باليمن لا سمح الله إلى حرب أهلية والأخ يقتل أخاه والابن يقتل أباه وأمه وهكذا..ولكنني على أمل كبير في إخواني الشباب بأنهم واعون لما يدور من حولهم وأنهم كشباب ستتحد سواعدهم وأيديهم لإعادة ما تم تخريبه في الوطن وأن يساهموا في بنائه وتنميته ومساعدة الدولة في الكشف والإبلاغ عن الفاسدين، والمضي في تنفيذ مطالبهم بتصحيح الأوضاع وتنفيذ الإصلاحات في كافة المجالات وتنفيذ عجلة التغيير التي تخدم اليمن والتي ينشدها الجميع ويطالبون بها بالطرق السلمية والدستورية الكفيلة بالتغيير ، وفي الوقت ذاته يجب على المسؤولين في الدولة أو على الحكومة أن تعمل على الاستمرار في تنفيذ أجندة الإصلاحات ومحاربة الفساد والفاسدين وتنفيذ مبدأ العقاب والثواب وأن تقول للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت، وأن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.وأن عليهم أن يعلموا بأن كل منجز هو ملك الشعب صاحب المصلحة الحقيقة، وأن ينظروا للوطن فوق كل شيء وفوق كل الاعتبارات. ومن خلال هذة السطور المتواضعة أدعوا كل الصحفيين اليمنيين العاملين في وسائل الإعلام المحلية المختلفة والمراسلين للقنوات الفضائية الخارجية أن يحترموا أخلاقيات العمل الصحفي وأن يكونوا حياديين تجاه القضايا والمواقف التي تهم الوطن وأن يبتعدوا عن المهاترات الحزبية التي تحدث، وينبغي عليهم ألا يمارسوا التضليل والتزييف للحقيقة في الأخبار والتقارير والابتعاد عن نشر الأكاذيب والمعلومات بغية في تنفيذ مخططات أو توسيع أي خلافات أو نزاعات بين أي طرف لإيقاعهم في الفتنة والحروب لا سمح الله.. فأول الحرب كلام ومهاترات إعلامية.. وهنا أتمنى من الزملاء الإعلاميين أن يكونوا بأقلامهم وآرائهم منصفين وصادقين للحقيقة، وأن لا يكونوا منتجين للفتن والحروب عبر أقلام وصحف صفراء تشجع على أفشال الحوار الوطني والتسوية السياسية ..., وعليهم أن يتجهوا نحو التشجيع على الحوار وتقديم التنازلات من أجل اليمن التي حباها الله بنعم كثيرة ومنها نعمة التآخي والتلاقي والمصارحة والمكاشفة والتعبير عن الرأي.
وأخير فأنني متفائل على أنجاز استكمال مرحلة الحوار الوطني إذ تذكر الجميع أيضا نعم الله الجليلة على يمننا وشعبنا العظيم والتي تحتاج إلى شكــر وثناء وحمد ، وأكرر دعوتي للشعــب اليمني عامة، وبحكمائه وعلمائه ومفكريه ومثقفيه ورجال السياسة والاقتصاد وذوي الشأن فيه خاصـــــــة، أن يطفئوا ما يكـــدر صفو اليمن في هــذا الظـــرف الحساس بالحوار وعدم الصدام وبالنقاش الهادئ الموضوعي، وأن يمتثل الجميع لقول الله تعالى: « وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ، إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا». ولقوله تعالى: «وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ».
مدير مكتب إعلام أمانة العاصمة .