أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الـبـيـض وصـالـح وجـهـاً لـوجــه

- عبدالله عبده

حوار افتراضي بين علي صالح وعلي سالم
صالح: أنا معترف بك كرئيس شرعي ووحيد للجنوب فقط نتحالف ضد حمران العيون واللحى!
البيض: أنت تعرف تأخذ ما تعطي.. ومستعد أتحالف مع الشيطان ولا أتحالف معك.
صالح: مساء الخير يا أستاذ علي
البيض: مساء الخير
صالح: كيف الأحوال؟ وأيش الأخبار؟
البيض: الحمدلله على كل حال.. من أنت؟
صالح: ما عاد عرفتنيش يا أستاذ علي؟
البيض: لا والله، رغم أن الصوت هذا ماهو غريب بالنسبة لي.
صالح: معك أخوك علي عبدالله صالح
البيض: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. واااه كأنك تمزح!!
صالح: هههههه.. مقبولة منك يا أستاذ علي
البيض: مين اللي أعطاك رقمي؟
صالح: الحاجة أم الاختراع يا رفيقي.
البيض: أيش من حاجة وأيش من اختراع وأيش من كابوس هذا اليوم! فعلاً المصائب لا تأتي فرادى!
صالح: يا رجال صلّي ع النبي.. مالك مكبّرها وهي صغيرة.. كل مشكلة ولها حلّ.
البيض: صحيح، كل مشكلة ولها حلّ إلا مشاكلك لا يوجد لها أي حلّ.. يعني أنت مشكلة بحد ذاتك!
صالح: الله يسامحك يا أستاذ علي.
البيض: بغيت واه مني (ما هو المطلوب)؟
صالح: المطلوب سلامتك، وأن تُهدّئ أعصابك شويّة من أجل نقدر نتفاهم، ونأخذ ونعطي معك.
البيض: أنت تعرف تأخذ فقط، ما تعطي أبَدْ!
صالح: لا لا، بالعكس، أنا مستعد أعطي معك ومن دون أخذ، والدليل أنني بادرت واتصلت بك أنا.
البيض: كان أحسن لك تحتفظ بمبادراتك لنفسك.. ما بغيناها.
صالح: خيركم من يبدأ بالسلام.
البيض: ما دام أنتم الآن تعرفوا الخير والسلام.. مع السلامة!
صالح: لحظة لحظة يا أستاذ علي.. لا تستعجل.. هي كلمتين وردّ غطاها.
البيض: سريع، أنا مشغوول.
صالح: شوف.. ليس هناك سياسة ثابتة كما يقال، وإنما مصالح ثابتة. وطبعاً هذه المصالح تتقاطع بين أطراف قد تكون مختلفة أو متباعدة فيما بينها، ولا بد من التقاء هذه الأطراف حفاظاً على تلك المصالح.
البيض: عن أي أطراف ومصالح تتحدث؟! لسنا طرفاً معكم، ولا نريد أي مصالح يشتبه أن يكون
صالح: أرجو أن تفهم بأن مصالحنا واحدة، وخصومنا موحّدين ضدنا (أنا وأنت)، وحتى مصيرنا واحد.. وهذا ما يعرفه الجميع في الداخل أو في الخارج.
البيض: أنا أتذكر نصيحة من قبل أحد مشائخ الشمال حين قال لي: /’’لا تربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك من دبوره/’’. ولكني تجاهلت هذه النصيحة في وقتها، ثم ندمت عليها بعد فوات الأوان.
صالح: هذا عندما يكون لك حق اختيار الربط أو عدم الربط، لكن ذلحين إحنا الاثنين مربوطين بقرار دولي من مجلس الأمن الذي أصدر بياناً ضدي أنا وأنت.. ووضع (البيض) و(صالح) في سلّة واحدة!
البيض: لا علاقة لي بهذا البيان، ولست طرفاً في المبادرة الخليجية، وليس هناك حوار بالقوة.
صالح: هم ما يشتوش الحوار أو غيره. فمثلاً يطلبون منك المشاركة في الحوار لأنهم يعرفوا أنك رافض للحوار مطلقا.. أما أنا فمنعوني من المشاركة في الحوار لأنهم يعرفوا بأنني كنت حريصاً على المشاركة فيه.. يعني عناد بَسْ!!
البيض: ما هذا التناقض؟
صالح: هذا دليل على وجود مخطط خبيث يستهدف علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، ويدير هذا المخطط الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من العسكريين والقبليين والزمرة.. بيرفعوا تقارير ضدنا إلى مجلس الأمن، وهم يراقبوا حتى تلفوناتنا، وأنا الآن اتصل لك من كبينة ضمران بصنعاء!
البيض: هههههه، تستاهل.. الجزاء من جنس العمل!
صالح: الله يسامحك.
البيض: انتبه تقول لي أرسل لك بحق التذكرة!
صالح: يا رجّال عيب عليك.. عاد في جيوبها ما يغطّي عيوبها!
البيض: أدري بأنك أحمر عين!
صالح:الآن، قد الحمران خيرات، حمران العيون، وحمران اللحى وغيرهم.
البيض: من تقصد؟
صالح: أقصد الإخوان المسلمين وشركاءهم اللي يشتوا يطردوني من اليمن، ويستقووا ضدي بمجلس الأمن.
البيض: ولكن ما مصلحة مجلس الأمن من وراء ذلك؟
صالح: هؤلاء الحاكمون الجدد بذلوا لبعض الدول الراعية صفقات كبيرة ومصالح بلا حساب.. والآن لم يعد هناك عائق يقف أمام أحلامهم السلطوية غيري أنا وأنت؛ لأنك أكثر واحد معه شعبية في الجنوب، وأنا معي شعبية في الشمال.. ولهذا يريدوا التخلص مننا الاثنين.
البيض: شوف أنا رئيس شرعي لدولة شرعية، لم أستولِ عليها بالقوة أو بالحرب أو بالخداع، ولهذا
صالح: أنا معترف بك بأنك رئيس شرعي ووحيد للجنوب، وحتى لو تشتي مني أعترف لك بأنك نبي، فأنا مستعد! المهم يجب أن نتعاون في مواجهة هذا التحالف، من خلال إنشاء تحالف مضاد يضم الحراك الجنوبي والمؤتمر والحوثي.
البيض: أنا مستعد أتحالف مع الشيطان ولا أتحالف معك أنت. أنصحك بأن تشوف لك زبون غيري، أما أنا فأعرفك جيداً.. مع السلامة.
صالح: لحظة، لحظة، أنا قد تفاهمت مع ولدك عدنان ومع طارق الفضلي و..و... ألو .. ألو .. طُززز فيك!

المصدر : اليقين

Total time: 0.0481