أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الوطن أمانة في أعناقكم

- د.علي عبدالقوي الغفاري

ماقبل مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، هو عنوان الندوة التي ينظمها المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية صباح يوم 14 مارس الجاري  والتي سيقدمها إبن اليمن البار اللواء/ أحمد عبد الرحمن قرحش والتي تأتي بالتزامن مع قرب إنعقاد المؤتمر والذي يترقبه الجميع باهتمام كبير، والذي تعلق عليه آمال وأحلام اليمنيين والعروبيين والسياسيين المتابعين من الدول الصديقة المحبة لليمن أرضاً وإنساناً.

ويعلم الجميع أن الأيام المتبقية  قليلة حتى إفتتاح المؤتمر بمن يحضر ، وبالتالي فإن الأيام تعد بالساعات حتى موعد لقاء حكماء وعقلاء اليمن لوضع آليات جديدة لبناء الدولة الحديثة تنسجم ومبادئ وأهداف ثورة التغيير الشبابية السلمية بحيث يعمل الجميع الذين تم إختيارهم بحكم قدراتهم ومكانتهم على إخراج اليمن  من أوضاعه المأساوية المحزنة والمؤلمة، والتي لاتسر صديق أو قريب ، مابالكم باليمنيين أنفسهم المختلفين والمتصارعين والمتنافسين على الكعكة وهم في نهاية الأمر أصحاب الحل والعقد وبكل أسف بعضهم وهم قلة سبب تردي الأوضاع التي وصلت إليها البلاد والعباد  في شمال الوطن وجنوبه بسبب سياسة الإنفراد في السلطة والثروة ، وتغليب المصالح الحزبية والطائفية والمناطقية على مصالح الشعب الذي هو في الأساس وحده مالك السلطة والثروة .

واليوم تدخل الجمهورية اليمنية نفق طويل تتخلله منعطفات ومنعرجات وصعوبات  قد تؤدي بهذا الوطن  بفضل عزيمة وهمة أبنائه الشؤفاء إلى تحقيق الغايات المرجوة بإذنه تعالى من  مخرجات مؤتمر  الحواروقد ينتج عنه مالا يحمد عقباه إن  غلبت المصالح الحزبية والمناطقية والفئوية على مصالح الوطن ، وهنا  وجب القول : على قدر أهل العزم تأتي العزائم .

يتملك اليمنيون اليوم شعور جارف وآمال عظيمة في أن الماضي البغيض لن يعود وأن صفحات جديدة  في البناء والإعمار ونشر العدالة والمساواة في الطريق الوعر بإذنه تعالى ، يتوقف ذلك على الإرادات والنوايا لممثلي الشعب الذين تم إختيارهم وأتيحت لهم فرصة  تمثيل الشعب فهم وحدهم القادرون على بلوغ الشعب طموحاته ، وهم وحدهم صناع مستقبل اليمن الجديد ، يتوقف ذلك على إستغلالهم الفرصة الذهبية والنادرة التي كانت حلماً فأصبحت حقيقة بفضل ثورة التغيير وحدها ومعها عون الأشقاء والأصدقاء الذين يسعون بأن تكون اليمن نموذجاً للتغيير السلمي غير الدموي ، بحيث يتم  تصويب كافة أخطاء الماضي  التي لأجلها قامت ثورة التغيير التي  إنتصرت بفضل التضحيات الشبابية  ، ولا يخالجنا أي شك في أن عجلة التغيير التي أيدتها وساندتها القوى الخيرة والمحبة لأمن واستقرار ووحدة اليمن  مستمرة حتى بلوغ الأماني والأهداف المرجوة والواردة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية بما في ذلك قراري مجلس الأمن ، والدعم الدولي لليمن  بفضل الرغبة الصادقة لدى الأطراف السياسية  اليمنية والسياسة اليمنية الجديدة الواضحة في التعامل مع الأشقاء والأصدقاء الذي ما فتئ يؤكد على  وحدة اليمن واستقراره .

وفي ضؤ هذه العوامل المساعدة والدعم الدولي  الذي أتيح لليمن ، فما على المتحاورين إلا أن يشمروا عن سواعدهم ويدخلوا قاعات الإجتماعات بقلوب صافية وعقول  سليمة  وأفكار واعدة هدفها يمن جديد لكل اليمنيين خاصة أولئك الذين عانوا  ويلات الماضي ، ودون شك فإن الإستحقاقات كثيرة جداً وكل مواطن في حاجة إليها بل ينتظر إنجازها بفارغ الصبر ، وفي مقد متها الوصول إلى خطوات عملية تؤسس لبناء حكومة المؤسسات تكون ملكيتها للشعب وليس لأفراد من الشعب ، وأن يكون القانون هو سيد الشعب وأن لايكون الحاكم هو القانون ، وأن يكون الحفاظ على سيادة اليمن ووحدته من الثوابت الأساسية التي لايختلف عليها أحد ، ولن يتم الولوج إلى هذه الغايات إلا عندما نحسن الظن ببعضنا البعض  بنفوس صافية ونوايا حسنة  وتغليب مصلحة أبناء الشعب على المصالح والرغبات الفردية .

والمعروف للجميع على المستووين الداخلي والخارجي أن هناك قضايا أساسية وأخرى ثانوية ، والأساسية هي بيت القصيد وخاصة القضية الجنوبية وقضية صعدة بحيث يتم معالجة آثار الحروب طالما وهي قضايا عادلة وحقوقية ، وقضايا أخرى لأفراد ومسؤولين عانوا الأمرين بسبب غياب العدالة  وشيوع المناطقية والمحسوبية والمنسوبية التي لازات تعشعش في أوساطنا ومؤسساتنا ، ولابد من معا لجتها من خلال مخرجات القوانين والأنظمة التي سوف يسفر عنها بإذنه تعالى مؤتمر الحوار.
والله الموفق

Total time: 0.043