أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الاصـلاح يخـدم المـؤتمـر..!

- عاصم السادة

لا شيء لدي قوله في الخصمين السياسيين (المؤتمر والاصلاح) سوى ان الاول بدء يكسب والاخير يخسر سياسياً مع ان الامر كان العكس من ذلك في بادئ الثورة الشبابية السلمية ولاسيما بعد انتخاب رئيس جديد للبلد وتربع "الاخوان" على عرش بعض من كراسي الوزارات في حكومة الوفاق الوطني حيث شعر بأنه صانع التغيير والتحولات في البلد وبالتالي اصابه غروراً سياسياً أثر سلباً على كيانه التنظيمي بل ومناصريه الذين تعشموا فيه خيراً منذ الوهلة الاولى بأن يأتي بجديد ينتفع منه الجميع لكنه فاجئ اليمنيين بغير ذلك اذ وجدوا ان "الاصلاح" يعيد انتاج نهج النظام السابق بكل سياساته المرفوضة التي خرج ضده الشباب للساحات من جديد..!
ان السياسة التي ينتهجها حزب الاصلاح اذ يرى انها الانسب في ادارة "نصف" شؤون البلاد جعلت السواد الاعظم من اليمنيين يترحمون على حزب المؤتمر رغم مساوئه واخطائه التي ارتكبها على مدى 33عاماً فكثير ممن عارضوا نظام صالح نتيجة سياسته باتوا يتكشفون إيجابياته مقارنة بما يفعله "الاخوان" الآن..!!
ويبدو ان حزب "الاصلاح" غير مدرك فضاعت السلوكيات المشينة التي بات يمارسها اليوم بشكل عام وخاصة مع من وقف الى جانبه أكانوا شباباً مستقلين او احزاباً اثناء الازمة السياسية فقد رأى في ذاته شيء من القوه فبدء يجلد اتباعه بطريقة تلاطفيه حتى لا يشعرهم بما يضمره من نوايا قد تجعله يستغني عنهم في اي وقت يريد..!
لكن لم يكن الشباب المناصرين والاحزاب المنضوية تحت تكتل اللقاء المشترك في غفلة من ذلك الامر بل متيقظين لانهم يعرفون مسبقاً منهجيات وابجديات هذا الحزب السياسي المتدين في كثير من المواقف الوطنية التي اعتمدها كسلوك تعاملي في عدد من القضايا اليمنية على مدى 33عاماً كشريك في السلطة ومعاض ..

يعتقد "الاخوان" ان منهجية فرض القوة سيعزز مكانتها على نطاق واسع في جغرافية اليمن عن طريق الاجنحة العسكرية والتقليدية التي يستقوي بها لكن الامر لم يعد كذلك فقد تغيير تماماً فالإرادة الشعبية لا يمكن ان تخضعها الاسلحة والعضلات والترهيب والفتاوى الدينية التي اعتاد عليها في تغلبه على خصومه أياً كانوا وبالتالي اذا لم يغير "الاخوان" ثقافته السياسية الثلاثية (العنف والاقصاء والتعصبية) ويتحلى بالمرونة الحزبية فان مستقبله السياسي موعود بالفشل وهذا بالتأكيد ما سيحدث..
ولكم بات حزب الاصلاح بحاجة ضرورية كتنظيم سياسي الى التغيير الهيكلي للحزب سياسياً واشخاصاً بحيث يجدد مساره الفكري المنهجي في صياغة رؤى وطنية معاصره تخدم المجتمع اليمني برمته وليس اعضائه فالعقلية التي يتمتع بها الان اصبحت صدئه وضرها اكثر من نفعها..

Total time: 0.0374