أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سينجح الحوار وسيصفق لنا العالم ..

- أكرم الثلايا

- نجح الرئيس هادي في إطلاق صفارة بداية مؤتمر الحوار الوطني الشامل , برغم كل الملاحظات , ورغم الاعتراضات الشبابية الثورية , والجنوبية الانفصالية , ليفي بالتزاماته الإقليمية والدولية , ولم يفي الرئيس هادي بالتزاماته تجاه الشعب اليمني وخاصة الشباب والمرأة والمستقلين بالذات , فقائمة المشاركين في الحوار التي كانت عبارة اختيارات توازنية موفقة لحد كبير , ولكنها تظل توازنية لا توافقية وبعضها ليس ذو كفاءة , وبكل الأحوال كانت خلطة الرئيس هادي معقولة على إعتبار أن السياسة فن الممكن , كنتيجة طبيعية لمجموعة الصفعات التي تلقاها من شركاء الأمس وحكام اليوم , سوء في مواضيع عزل أقرباء الرئيس السابق صالح من القوات المسلحة والأمن , والأحداث المفتعلة لتفجير الوضع في الشمال وفي الجنوب , وأخيرا وليس آخرا , صفعة علي محسن الأحمر , الذي رفض التسليم لقرارات هادي بخصوص هيكلة الجيش , حيث كانت هيكلة الجيش مطلب للحكام الجدد الذين يستندون على ما يسمونه "دعم العالم الخارجي لثورتنا" التي فجرها الشباب على نظام الحكم السابق الذين كانوا هم أنفسهم سنده وأحد أعمدته , في إشارة ابتزاز واضحة للرئيس هادي بأنة جزء لا يتجزءا من نظام الرئيس السابق صالح , حتى وأن كان منتخبا توافقيا ويحظى بدعم سياسي دولي.

 - يبدو أن الرئيس هادي يحاول التخلص من رئاسته للجمهورية اليمنية , من خلال توازنات اختيار المشاركين في الحوار الوطني الشامل وإلقاء عهدة اليمن لديهم حتى الاستحقاق الرئاسي القادم , وتلبية كل ما يطلب منه من قبل خصومة ومنافسيه على دفته الحكم , لأنه يعلم يقينا أنه الحل في اليمن المرحلي هو حل دولي , حتى لو أنسحب كل المشاركين فيه , لان الموافقة على القضايا التي سيناقشها وفقا للآلية ستكون بموافقة 90% من الحاضرين , بمعنى لو بقي عشرة مشاركين في الحوار , يكفي أن تقر قراراته بعدد تسعة مشاركين , وبرغم سلبية هذه الآلية , يمكن استخدام هذه الآلية إيجابيا  في مصلحة اليمن , إذا ما وجد وطنيين يمنيين , فأن التزم الجميع بحضور نقاشات الحوار وقراراته , فلن يستطيع أي حزب أو قوة أو جماعة أو فئة , أن تفرض مخرجات المؤتمر إلا بموافقة 508 عضوا من المشاركين إذا ما افترضنا أن الكل وطنيين حاضرين , فيتغلب المشاركين في الحوار الوطني على عقبه الموافقة بنسبة 90% من الحاضرين , حين وجد الانتهازيين في هذه الثغرة التي يمكن التغلب عليها بالوطنيين , من خلال الانسحابات التي أعلنت قبل بدء فعاليات المؤتمر , ويرجع لذلك لحدوث قصور في اللجنة الفنية للحوار , التي يعرف الجميع أنها كادت تفشل نتيجة الخلافات على اختيار ممثلي المستقلين والمرأة والمنظمات , وإدراك معلني الانسحابات أن اللجنة الفنية لم تقم بتحدد أعضاء احتياطيين بدلاء فوريين , لأي أي انسحاب قد يحدث بالإضافة لما سبق معرفته بأن التصويت سيكون بموافقة 90% من الحاضرين , فسارعوا لإعلان إنسا حباتهم , ولابد من إسراع اللجنة الفنية للحوار بإعلان أسماء أعضاء احتياطيين ويفضل أن يكونوا مستقلين حقيقيين من التكنواقراط والشباب الثوري من ذوي التعليم الجامعي, كبديل لأي منسحب بغض النظر عن الانتماء , حتى نحصل على بدلاء يمنيين , لا على خلفاء من نفس المكون المنسحب , فنضمن منافسين للانتهازيين والمزايدين سوء من النظام السابق أو النظام الحالي ,كما يجب على اللجنة الفنية للحوار تفادي , التدليس الذي حصل من بعض منظمات المجتمع المدني , ومنظمات وجمعيات النساء , وبعض المستقلين شكلا , فبعض الأسماء قدمت للجنة الفنية فيما رفعته لرئيس الجمهورية , ليسوا أعضاء لا في منظمات نسائية ولا جمعيات ولا هم مستقلين , وأن كانت غايات بعضهم وطنية وغايات البعض الأخر مادية , وإعلان سريع من اللجنة الفنية لمستقلين احتياطيين حقيقيين , سيضمن تعديل سير المؤتمر بالطريق الوطني الصحيح , وسيخلق توازن , وسيبث روح الوطن في أشخاص المشاركين في الحوار , مهما كانت دوافعهم الأولية للانخراط في الحوار , فإذا ما تقابلنا وتحاورنا وجها لوجه وسمع كلا منا الأخر, سيتحول المشاركين في المؤتمر من أعضاء توازنيين إلى أعضاء توافقيين لأننا جميعا يمانيون , وسيخرج اليمن بأقل الخسائر , فخلافنا هو في طريقة تسيير سفينة اليمن الكبرى , وليس اليمن كموطن , وسينجح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وسيصفق لنا العالم , كما تعودنا.

Althulaia75@gmail.com
              

تعليقات الزوار
1)
وفاء الزبيدي -   بتاريخ: 17-03-2013    
 احترام وتقدير للكاتب برغم معرفتنا بانه معارض شديد للجميع ألا انه بهذا المقال تجاوز  الوطنية  الى ابعد مدى , ويدل فحوى مقالة ونصائحة لانجاح المؤتمر بانه وطني رفيع المستوى وانسان نادر  الوجود مقارنة بالمشاركين في لمؤتمر , اصيل أبن أصيل يملى قلبة وعقله  حب الوطن 

Total time: 0.0539