يعول اليمنيون كثيرا على مؤتمر الحوار الوطني القائم في البلاد منذ يومين ويستمر لمدة 6 اشهر في حلحلة كافة القضايا الوطنية والخروج برؤية واضحة لمستقبل البلاد.
وانطلق الاثنين الماضي مؤتمر الحوار في اليمن بمشاركة 565 ممثلا عن مختلف الاطراف والفئات اليمنية، وسط ترحيب اقليمي ودولي كبيرين، وارتياح شعبي يمني واسع.
ويناقش مؤتمر الحوار الوطني في اليمن القضية الجنوبية وقضايا الحوثيين في صعدة ووضع دستور جديد للبلاد وأسس بناء الجيش والامن والحقوق والحريات، وكذلك التنمية الشاملة والمستدامة.
وبدأت اليوم (الأربعاء) بصنعاء الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر والتي ستتوزع باقي جلساته خلال المرحلة القادمة على ست محافظات يمنية.
ويعد انطلاق مؤتمر الحوار اليمني محطة مهمة يعول عليها اليمنيون الكثير من الامال والتطلعات بخروج بلدهم من مرحلة الاضطرابات الى مرحلة المصالحة والبناء والاستقرار.
وتحدث العديد من اليمنيين في احاديث خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))عن تطلعاتهم الكبيرة وأمالهم العريضة بان يكون مؤتمر الحوار بداية انطلاق اليمن الى المواطنة المتساوية والحكم الرشيد والدخول في مرحلة جديدة من احترام الحقوق والحريات وبناء اليمن الجديد.
وفي السياق، قال زايد سلطان الحداد "طالب جامعي"، املنا كبير بان يكون الحوار مخرج حقيقي لبلادنا من حالة التشرذم والانقسام ، وان ننعم جميعا فيه بمواطنة متساوية.
وأضاف " هذه محطة مهمة لجميع اليمنيين، فاما ان ننجح وندخل معها جميعا مرحلة الاستقرار وإما ان يفشل ونذهب جميعا الى الجحيم ".
وتابع " لدينا امال عريضة بان يضع المشاركون في الحوار مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، وان يتفقوا على رؤية واضحة لنسيان الماضي وبناء يمن المستقبل الذي نطمح الوصول اليه ".
من جانبها، تقول ايمان العواضي "موظفة حكومية " إن وصول اليمنيين إلى مرحلة الجلوس على طاولة الحوار وترك السلاح مرحلة مهمة للغاية.
وأضافت إن جلوس كافة الاطراف اليمنية على طاولة الحوار يعبر عن مدى حكمة اليمنيين خاصة وان الجميع يملك السلاح وهذا أمر يثير الاعجاب.
وتابعت " نأمل من المتحاورين ان يكونوا عند حسن ظن هذا الشعب الذي عاني الكثير من الويلات وان يخرجوا بحلول لكافة القضايا الوطنية، وان يصوغوا دستور جديد معاصر للبلاد.
ويرى محمد العثماني "موظف قطاع خاص" ان لديه تفاؤل كبير بنجاح مؤتمر الحوار، والذي يأتي في اطار تنفيذ بنود التسوية التي نجحت حتى اللحظة شبه كليا.
وأضاف " جلوس الاطراف المختلفة والمتناحرة في اليمن على طاولة الحوار نجاح كبير، ويدل بان لديهم نية صادقة اليوم اكثر من اي وقت مضى للخروج من الوضع الراهن ".
وتابع " اشعر بارتياح كبير وتفاؤل بان تكون المرحلة القادمة مرحلة استعادة الحقوق وصون كرامة الانسان اليمني وإنهاء مرحلة الظلم والوصول إلى مرحلة الرفاه الاجتماعي .
كما يرى اكرم الصلوى "رب أسرة" أن الحوار الوطني يمثل الفرصة الاخيرة لليمن واليمنيين، وانهم يضعون كل امالهم لمخرجاته.
واضاف " نعيش حالة ترقب وآمالنا بعد الله بهذا المؤتمر بان نخرج بحلول جذرية للمحن والصراعات المزمنة، وان يسود يمننا التصالح والتسامح ونعيش سويا في الشمال والجنوب والشرق والغرب بود وسلام".
ويرى محلل سياسي يمني أن هناك اسبابا حقيقية تجعل من المواطن اليمني يتفاءل بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني غمدان اليوسفي ل((شينخوا)) إن تفاؤل الناس مبرر لأسباب أبرزها مشاهدتهم لنجاح المبادرة الخليجية في أجزاء منها خصوصا تلك التي أطاحت بعلي عبدالله صالح بينما كان الأمر مستحيلا في نظرهم.
وأضاف كما أن الجهود الدولية والضغط الدولي ساهم في تعزيز هذا التفاؤل، وهي المرة الأولى التي يكون للمجتمع الدولي هذا الحضور الكبير في أجندة السياسة اليمنية".
وتابع " المتفائلون الآن يعتبرونها فرصة اليمن الأولى والأخيرة كونها جمعت الشتات السياسي اليمني من كل الأطراف بغض النظر عن إحجام أطراف في الحراك الجنوبي"، واشار الى ان المؤتمر سيناقش بالتأكيد القضية الجنوبية وليست قضية الحراك الجنوبي.
واعتبر المحلل السياسي اليمني انه إذا تفاءلت الأطراف السياسية بالحوار كمخرج مثل هؤلاء الناس وحاورت بنية نجاح المؤتمر سنخرج إلى طريق، أما إذا اتخذ المؤتمر مجرد فرد عضلات سياسية فإننا سندخل دوامة لن نخرج منها مجددا.
تحقيق إخباري: اليمنيون يعولون كثيرا على مؤتمر الحوار الوطني ومتفائلون بنجاحه
اخبار الساعة - شينخوا