أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

مشاكل اليمن تُنوِّم الرئيس في القمة العربية

- متابعة

عبّر رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي عن ثقته التامة في أن الشعب اليمني سيفاجئ العالم من جديد بنموذجٍ رائع وفريد لتحقيق الإصلاحات والتغيير المنشودين من خلال الحوار وسيبني دولة مدنية حديثة ينعم فيها كلُّ اليمنيين بالحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن المبادرةُ الخليجية وآليتها التنفيذية فتحت أبواب المستقبل لليمن واليمنيين وهيأت لهم الأجواء ليشارك الجميعُ رجالاً ونساءً وشباباً وشاباتٍ وقوى سياسية واجتماعية في صياغة ملامح هذا المستقبل من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انطلقت قاطرته يوم 18 مارس الجاري وسيتواصل على مدى الشهور الستة القادمة بمشاركة ممثلين لكافة القوى السياسية والحزبية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة.
وأردف قائلا "إن مؤتمر الحوار يشكل نقطة تحول تاريخية في حياة اليمنيين، آملين أن تكلل أعمالُـه بالنجاح، ومتفائلين بما ستتمخض عنه من معالجات لقضايا حيوية وحساسة كالقضية الجنوبية التي يعتبر حلها مفتاحاً لحل القضايا الأخرى التي سيبحثها المؤتمر، وأزمة محافظة صعدة، وبناء الدولة الحديثة، وتحديد شكل نظام الحكم، وصياغة الدستور الجديد للبلاد الذي لابد وأن يعكس في نصوصه تطلعات ورغبة أبناء الشعب اليمني في التغيير وتوقهم إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة".
وبدا الرئيس/ عبدربه منصور هادي ـ بعد أن القى كلمته أمام المشاركين ـ مرهقاً جداً ومثقلاً بالمشاكل والملفات اليمنية الساخنة.. حيث وضح ذلك من خلال اللقطة المتلفزة التي بثتها قناة العربية وأظهرت فيها الرئيس هادي نائماً خلال إلقاء الرئيس المصري/ محمد مرسي كلمته أمام القمة العربية، الأمر الذي اعتبره مراقبون يعكس حجم الارهاق الذي وصل إليه رئيس الجمهورية خلال الاشهر القليلة الماضية التي كرسها لانعقاد الحوار الوطني في موعده وحلحلة الملفات العالقة..
وأوضح الرئيس أن الجمهورية اليمنية وهي تواجهُ تحديات بناء الدولة تعمل دون هوادة في مقارعة الإرهاب بكل قوة ودون تردد وبإصرار على اجتثاثه من كل الأرض اليمنية ومحاصرة عناصره مع استيعاب من عاد منهم إلى جادة الصواب ليسهم في البناء بدلاً من الدمار وفي ترسيخ النظام والقانون بدلاً من الفوضى واللامسؤولية، وحتى يسود السلامُ كل أراضي اليمن لتتهيأ الأجواء لانطلاق قطار التنمية بمشيئة الله تعالى دون توقف.
وأضاف "إننا في الجمهورية اليمنية عشنا أوقاتاً صعبة خلال الأزمة التي عصفت بالبلاد وكادت اليمن أن تنجرف إلى أتون حرب أهلية طاحنة تؤدي بها إلى الفوضى لولا القدّر الإلهي وحكمة شعبنا اليمني ونخبه السياسية والاجتماعية والجهود الخيرة التي بذلها أشقاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي وقادتها الكرام، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال المبادرة الخليجية التي حظيت بدعمٍ دولي واسع أسهم في تذليل العقبات التي قد تعترض طريقها وأوصلت البلاد في نهاية الأمر إلى بر الأمان إن شاء الله بأقل الخسائر الممكنة".
وشدد الأخ الرئيس على أن مناخات الثورات والأزمات الشعبية والشبابية التي نعيشها منذ عامين في أكثر من بلد عربي تحتم علينا الوقوف أمامها لنراجع المواقف ونستوعب الدروس ونهيئ للمطالب المشروعة لشعوبنا.. حاثا الجامعة العربية ومؤسساتها تطوير آليات عملها ومراجعة وإعادة صياغة ميثاق الجامعة العربية في إطار المبادرات التي قدمت من عدد من الدول العربية من ضمنها الجمهورية اليمنية وبما يتلاءم مع جملة المتغيرات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وبما يجعل من الجامعة منظمة إقليمية فاعلة وقادرة على مواجهة التغييرات والتحديات على المستويين العربي والدولي.
واستطرد قائلا :" ولأجل ذلك فنحن جميعاً بحاجة إلى توفر الإرادة السياسية العربية لتحقيق التغيير المطلوب في منظومة العمل العربي المشترك والإسراع في إعادة هيكلة الجامعة العربية ومؤسساتها ووضع توصيف وظيفي جديد لها وكذلك إجراء ترشيد للوظائف فيها، ولعل تقرير فريق الخبراء برئاسة الأخ الأخضر الإبراهيمي يكون البداية لإصلاح العمل العربي المشترك".
ومضى قائلا :" وفي هذا الصدد تؤكد الجمهورية اليمنية على أهمية البدء بالعمل السريع والجاد وفقاً لبرنامج زمني تنفيذي لقرارات مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في الرياض باعتبار ذلك المدخل الصحيح للتعاون والشراكة العربية وربط مصالحنا ببعضها البعض".
وقال الأخ رئيس الجمهورية في كلمته التي القاها مساء اليوم امام القمة :" إن قمتنا هذه تعقد في ظروفٍ استثنائية وتاريخية هامة وفي ظل أحداث كبيرة تشهدها العديد من دولنا العربية، فقد عاشت المنطقةُ خلال العامين الماضيين ومازالت تعيش احتجاجاتٍ وثورات شبابية وشعبية رافعة مطالب التغيير والإصلاح وأدت إلى سقوط بعض أنظمة الحكم أو انتقال سلمي للسلطة كما حدث في الجمهورية اليمنية".
وتطرق الأخ رئيس الجمهورية في كلمته الى القضيةُ الفلسطينية .. مشدد في هذا الصدد أن هذه القضية كانت ومازالت القضية المركزية للعرب جميعاً وماتزال محوراً لنضالهم وعاملاً لتضامنهم ووحدتهم إلى أن يستعيد الشعبُ الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة.
وقال :" إننا في الجمهورية اليمنية نجدد التأكيد على وقوفنا وانحيازنا الكامل للحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني وغير القابلة للتصرف والانتقاص، ونطالب المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته ويعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف ذات الصلة".
وناشد الأخ الرئيس الاشقاء الفلسطينيين إلى الإسراع في استكمال حواراتهم لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية والإنسان الفلسطيني وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في كل من القاهرة ومكة المكرمة والدوحة وإعادة اللحمة للبيت الفلسطيني ليتمكنوا من مخاطبة العالم بصوت واحد وباصطفاف وطني ثابت لتتحقق بوحدتهم وحدةُ الشعب الفلسطيني البطل الذي عانى الكثير من الويلات والملمات.
وفي حين رحب الأخ رئيس الجمهورية برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، ممثلاً للهيئة التنفيذية .. أكد في ذات الوقت على أهمية أن نعمل كل ما فيه مصلحة الشعب السوري وتلبية طموحاته ورغبته في التغيير من خلال الحل السلمي حفاظاً على وحدة سورية أرضاً وإنساناً وعلى دورها القومي والإقليمي والدولي.
ووجه الأخ الرئيس في ختام كلمته الشكر والتقدير لأخيه أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ولشعب قطر الشقيق على حسن استضافة القمة وتميز الإعداد لها.. داعيا الله سبحانه وتعالى أن يوفق القادة العرب جميعاً لما فيه خير أمتنا العربية وأن يسدد خطى الجميع على طريق البناء والتنمية والوحدة.

Total time: 0.043