يتذكرها جيرانها أنها فتاة بسيطة ترعرعت في كنف خالها، قبل ان ترميها الحياة بعيدا عن أسرتها كانت الفتاة (بشرى فرحان الشرعبي) طفلة مدللة لوالد مغترب ,أم لا تملك سواها.
عاشت سنواتها الأولى فر قرية بسيطة تدعى عزلة الأحطوب في مديرية شرعب الرونة، لكنها لم تكن محظوظة في بقاء أسرتها الصغيرة بالقرب منها.
ذات ليلة كان والدها الذي عاد لتوه من الغربة يقوم بصيانة سلاحه (مسدس) عندما انطلقت رصاصة عن طريق الخطأ وقتلت أمها.
دُفنت الأم ودفن معها أحلام الفتاة في عيش حياة رغيدة. لم توضح أسباب ملابسات مقتل والدتها أصلا، فوالدتها التي تنتمي لأسرة بسيطة في الريف – وفقا لبعض الروايات- كانت في خلاف دائم مع زوجها الذي يغترب لسنوات ونادرا ما يعود لزيارة الأسرة لعدة أشهر قبل أن يهم بالمغادرة إلى السعودية، حتى الأمن لم يحقق في الحادثة.
دفنت الوالدة كغيرها من النساء اللاتي يُقتلن في ظروف مماثلة، ولم يسعف الوضع المعيشي للأسرة في اللجوء للأمن الذي يطلع مبالغ مالية مقابل إجراء أية تحقيقات في تلك الحوادث.
بعد ساعات على مقتل الزوجة قرر الزوج الهروب ليلا خصوصا بعد أن وصلته أنباء اعتزام أسرة الزوجة الانتقام لمقتل ابنتها.
بقيت الطفلة وحيدة في منزلها ومرت السنوات دون أن يعود الأب، وصارت الفتاة في عهدة أسرة أمها بعد أن قام خالها الذي يعمل مدرسا بسيطا في القرية قام بماذا؟.
كان الأب يرسل بين الفينة والأخرى مبالغ مالية لابنته بحدود 10 آلاف في كل شهرين ، وكان الخال يقوم بإنفاق تلك المبالغ على نسيبته. واصلت الفتاة دراستها وعملت في خدمة أسرة أمها. في حان لجأ الأب إلى منطقة أخرى في شرعت تدعى (العاقبة) حيث بدأ بناء عائلة جديدة هناك بعد أن تزوج من أحدى فتيات المنطقة بعيدا عن مسقط رأسه.
كبرت بشرى التي وصفها أحد جيرانها بأنها كانت تشبه "الزهرة" وأكملت دراستها حتى الثانوية العامة.
ولجمالها تقدم نحو عشرين شابا لخطبتها غير أن خالها ووالدها رفضا ذلك.
حتى الأسبوع الماضي، حيث أقدمت على الانتحار كان عمر بشرى 20 عاما. كان كل حلمها كما يقول أحد جيرانها أن تعيش بسعادة وأن تجد العائلة التي تقدرها كفتاة.
قبل نحو أسبوعين اتصل والدها وأبلغها بأنها مخطوبة لصهره الذي لم تره أصلا ، وهددها بقطع المصاريف والتخلي عنها في حال رفضت الزوج الذي اختير لها وينتمي إلى منطقة تبعد عشرات الكيلو مترات عن مسقط رأسها، في القرية أبلغها خالها الذي تقيم عنده بأنها مخطوبة لابنه العامل البسيط.
ضاقت الفتاة ذرعا بالحياة بعد أن هددها الجميع، هددها بالتخلي عنها ولم تجد سوى وسيلة وحيدة للتخلص من كوابيسها.
دخلت أحدى غرف منزلها في المنطقة وأنهت حياتها شنقاً.