جاءتني أمس شاكية باكية مما صنع بها بعض أهلها المهووسون تارة والمأجورون
تارة أخرى من إرتكاب لحماقات وضرب في الطرقات وإصابة بكل أنواع
التشوهات..
وعلى لسانها أيضا قالت: لقد قمت بأعمالي ليل نهار وماقصرت ولاتوانيت عن
خدمة أهل الدار فضربوني ضرب حمار وطعنوني طعنة غدار ووصموني بالعار
وأمكنوا مني كل طاغوت وجبار مهزوز الأفكار .حتى أشفق علي كل من وصلته
الأخبار ورقت لحالي زوجات الجار..
أكدح في الرمضاء فتبتر لي أعضاء ،أعمل دون كلل فيجازوني بعلل ، يلقوا مني
كل مليح ، وألقى منهم كل قبيح ..
لم أجد متهم حتى اهتماما بشكلي أو علاجي أو بأكلي ،حرصهم جرحي وثكلي ،إن
برجمي أو بركلي..
ثم سكنت وسكتت تخنقها عبرتها وتتلاقفها زفرتها وتتعاقب عليها آهاتها ،ثم
أخذت نفسا طويلا وأردفت متأوهة ومما زادني ألما وحزنا هو ماوجدته من برود
أعصاب لزوجي السيد المهاب الذي لم تحركه آلامي والأوصاب، ولا هتك ستري
والإغتصاب..
يجني من ورائي الأموال، ولايهمه تعرضي للأهوال ،ولايدافع عني بأي حال من الأحوال..
لذلك أتيتك باكية وجئتك شاكية،لعلي أجد عندك الإنصاف.في وسط هذا الظلم
والإجحاف، ولو بتعريض بسيط من قلمك، لأن ألمي في الأول والأخير هو ألمك!
مقامــة الكهــــرظلماني
اخبار الساعة - حسن العتمي