سوريا العطف والحنان في سيرة الملك الإنسان

من قلم الشيخ عادل أبوجامع

أسفرت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بخصوص الملف السوري عن تغيير في الموقف الأمريكي إزاء هذا الملف الشائك والمعقد . وإن كنا لا نختلف أبداً في عجز النظام السوري عن تشكيل أية خطورة على أردننا فقد فتك بنفسه وأراق دماء شعبه ولم يعد له أنصار يؤمنون بمقاومته وممانعته التي لم يشهدوا منها شيئا .

لا نخشى نظاماً دموياً على الإطلاق . فهكذا أنظمة لم تكن إلا لطغيان حذرنا الله عز وجل منه ومن عاقبته . وهنا , لا أنفي أن تكون له أي للنظام السوري إمكانية توجيه ضربة صاروخية مثلاً قد تؤذي اللاجئين السوريين في أردننا الذي يحتضنهم قيادة وشعباً كعادته منذ نشأته الهاشمية المصطفوية الذي عهد العالم حنكتها وحكمتها . وتشهد كل الظروف العصيبة التي مرّت بها منطقتنا على صحة ما سقته .

يستطيع الأردن الذي يعرف كل أسرار سوريا ومكنونات ثورة شعبها أن يحسم الأمر . وكان له تقدير موقف الوضع المتفجر هناك . وكان ملكنا حفظه الله تعالى ورعاه وأيّده بنصرٍ من عنده أول القادة العرب والمسلمين وهو يعلن مرحّباً بالربيع العربي , وكان كذلك أول المطالبين بالإصلاح , وأيضاً كان أول من طالب بحقن دماء شعبنا العربي السوري أنقذه الله مما هو فيه من معاناة يندى لها الجبين .

جولات مليكنا المفدى لم تنقطع منذ اندلاع الأزمة السورية الراهنة . وقاد أردننا إلى ما يجنبه تداعيات الصراع الجاري علينا , وقد وفقه الله في مسعاه الحسن , ونحن بانتظار نتائج حاسمة ومرضية للجميع .