كما جرت العادة في بلادنا تثار نار العصبية لمجرد أن تنطق امرأة بأن هنالك رجلا ما قد عمد إلى مضايقتها دون حتى التروى ومعرفة ما نوع المضايقة التي حدثت.
ومن هنا بدأت مأساة كادت أن تشعل نارا بين قبيلتين ذواتا إسم ومكانة في اليمن، وذلك عندما ذهبت فاطمة التي تعمل في أحد المستشفيات صيدلانية إلى أهلها وأخبرتهم بان زميلا لها يدعى أحمد قد اساء إليها أمام كل زملائهم ليندفع لحظتها إخوتها وأخوالها وبعض من أولاد أخوالها إلى المستشفى ليس بغرض الاعتداء ولكن بغرض الترهيب حتى لا يفكر مرة أخرى بإحراجها أو مضايقتها، وعند وصولهم خاف أحمد واتصل بأخيه واخبره بأن أهل فاطمة قد قدموا إليه وهو لا يعرف ماذا يردون منه.
تحرك أخوه وهو يحمل مسدسا بيده كحيطة أمان إلى أخيه المنتظر له في المستشفى.
بدأت الأصوات تتعالى داخل المستشفى وتدخل الحاضرون في ذلك المكان لإيقاف المهاترة، ولكن الشجار لم يتوقف بل تطور عند وصول الأخر الذي كان منفعلا جدا لرؤيته العصبة التي جيشتها فاطمة من أهلها على أخيه.
تطور السجال إلى عراك وكانت البداية عند أحمد واحد أقارب فاطمة، تحرك أخو أحمد وأشهر سلاحه الذي أصبح بيد الجميع وبدأت المهاترة عليه من قبل الثلاثة ولكن احمد تمكن من الحصول عليه وبدلا من أن يوجه المسدس صوب من يتعارك معهم صوبه تجاه أخيه فارداه قتيلا.
لم يول أهل فاطمة القتيل انتباها بل انهالوا على احمد ضربا مبرحاً، وما هي إلا لحظات حتى عاد الجميع إلى رشدهم عدا أحمد فقد أصيب بنوبة هستريا على أخيه الأكبر الذي رآه بمنزلة والده وقد أرداه بيديه قتيلا.
توجهت الشرطة غلى مكان الحادث وألقت القبض على كل من كان فيه من الأسرتين ، ولكن الجميع فوجئ أثناء التحقيقات بأن أحمد يتهم من تعارك معهما بأنهما من قتلا أخاه.
خلصت التحقيقات إلى سجن الشاب الذي تعارك مع أحمد وأخيه والإفراج عن بقية أقاربه ولكن أقاربه رفضوا وطالبوا بسجنهم جميعاً حتى يثبت بأن القاتل أحمد.
تم عرض الجثة على الطبيب الشرعي وكذا تم تحويل القضية إلى المحكمة التي استمرت مرافعاتها ستة أشهر كانت هي الأكثر ضجيجاً لتكتل القبائل المؤيدة والمعارضة لكلا الطرفين.
خلصت في آخر جلساتها إلى تبرئة من اتهم بقتل أخي أحمد واثبات بأن القاتل الحقيقي هو أحمد الذي تلافت عائلته الموضوع بأن أسقطت حقها وأخرجته حينها من داخل قاعة المحكمة وهي تضج بتصفيق وصراخ الطرف الثاني.
وبجرد أن خرج من كان في الشجن من أهل فاطمة اجتمعت العائلة التي عرفت بأصالتها وحكمتها وتوجهت بهجر هو الأول من نوعه في العرف اليمني إلى عائلة أحمد الذي طالما رجت أصداء اليمن بنبل عائلتهم وتراضوا باتفاق من الجميع على ضروري التروي قبل الإقدام على شيء حتى وإن كانت المرأة التي تتربع على عرش الثقة والخطوط الحمراء في اليمن هي من نقلته وكانت مصدره.
اليمن اليوم