أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

قصة طفل شنق نفسه لعجزه عن رعاية أسرته

- هناء شمسان

أقدم الطفل أحمد.ع.أ في العاشرة من عمره بأمانة العاصمة على شنق نفسه بسبب صعوبة الحياة وقسوتها وتحمله مسئولية أسرته بدلا عن والده المتوفي.

الطفل أحمد هو الوحيد في أسرته عدا إخوته الذين يصغرونه بأعوام كثيرة وشقيقات إناث.

لقد وجد أحمد نفسه هو المسئول عن أسرته بعد وفاة والده العام المنصرم ذلك الذي اضطره إلى التوقف عن مواصلة الدراسة والتوجه إلى سوق العمل ليكسب من كد يمينه وعرق جبينه من أجل أسرته رغم صغر عمره ونحولة جسمه.

حيث خرج أحمد متنقلا من سوق إلى آخر وصال وجال بين المحال التجارية عله يجد فرصة عمل، الجميع تنكر لأحمد الطفل الصغير ورفضوا مد يد العون له ، لكنه لم ييأس وواصل البحث حتى اهتدى إلى فكرة غسل السيارات وفي أحد الأيام وهو يكد ويجهد في غسل إحدى السيارات هاجمه مجموعة من العاملين في تغسيل السيارات واعتدوا عليه ثم طلبوا منه أن يغادر المنطقة كونها خاصة بهم فقط.

أحمد ذو العشرة أعوام تذكر رغم ما يجده من مضايقات أمه وإخواته الذين ينتظرونه ليعود إليهم بشيء يسير من الأكل والشرب فواصل البحث عن عمل آخر ليجد العمل في الجولات هو الأنسب واستمر أحمد في مسح زجاجات السيارات أثناء وقوفها في إشارات المرور منهم من يعطيه القليل منهم من يقول له بسخرية (مرة أخرى يا ولدي) ظل أحمد الطفل الصغير بعيدا عن أحلام طفولته عاش التعب والنصب وتحمل في صغره الهموم من أجل حياة والدته واخوته يوم يغادره بمآسيه وآخر جديد قادم مليء بمآس آخرى كان أحمد يشاهد أمه الثكلى وشقيقاته وإخوته الصغار ويذرف الدموع خوفا أن يتعثر يوما في إيجاد ما يطعمهم.

اشتد به التعب وزاده همه وكثرت منه المطالب ووجد نفسه عاجزا عن مواصلة العذاب.

عاد أحمد في آخر أيامه ليجد أمه مبادرة له بسؤالها المعتاد عن طعام يومهم ليجيبها وهو مطأطئ راسة لم أجد اليوم عملا يا أمي، ردت عليه أمه والحزن يملأ جوانبها ويطغى على ملامح وجهها وماذا عن إخوتك يا ولدي، لم يتمالك أحمد نفسه وحرجه وحزنه حتى ذرف دموع كثيرة ودخل حمام منزلهم الصغير ليضع على سقفه حبلاً متدل إلى أسفله ووضع لفة دائرة على عنقه لتخرج روحه الطاهرة متوجه إلى بارئها تشكو قسوة الناس وجبروت الأيام والظروف القاتلة.

 

اليمن اليوم

Total time: 0.0925