توالت ردود الفعل العربية والدولية على الهجوم الإسرائيلي الثاني الذي استهدف العاصمة السورية في يومين، وعبرت العديد من الأطراف عن مخاوفها من تداعيات هذه الهجمات، وطالبت المؤسسات الدولية باتخاذ المواقف المناسبة لتجنب تدهور الأوضاع.
وفيما يلي أبرز المواقف:
الأمم المتحدة:
عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن 'القلق البالغ' بخصوص الهجمات الإسرائيلية، لكنه قال إنه لا يمكن للأمم المتحدة التأكد من وقوع الهجمات.
وقال المكتب الصحفي للأمين العام في بيان إن بان يدعو كل الأطراف إلى 'ممارسة الحد الأقصى من الهدوء وضبط النفس والتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع، وهو بالفعل صراع مدمر وبالغ الخطورة'.
إيران
اعتبرت إيران أن ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي على سوريا يهدف إلى 'إضعاف محور المقاومة'، ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبرست قوله إن 'الكيان الصهيوني وحماته يسعون إلى إثارة الخلافات القومية والطائفية بين الدول الإسلامية'، داعيا دول المنطقة إلى 'الوحدة والتضامن في مواجهة تهديدات الكيان الإسرائيلي'.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني أن الهجوم الإسرائيلي يثبت صحة نظرية إيران حيال الأزمة، وهي أن 'الهدف الأساسي من هذه المغامرة في سوريا هو إضعاف محور المقاومة بالمنطقة'.
الجامعة العربية:
دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي القصف الإسرائيلي، ووصفه بالاعتداء السافر، وحذر في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للجامعة العربية من 'التداعيات الخطيرة' الناجمة عنه، ودعا مجلس الأمن للتحرك فوراً لوقفه ومنع تكراره.
مصر
أدانت الرئاسة المصرية الهجوم وعدته انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية، وعبرت عن رفضها المساس بسيادة سوريا واستغلال أزمتها الداخلية تحت أي ذريعة. كما دعت كل الدول إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة التجاوزات الإسرائيلية المتكررة.
وحذر وزير الخارجية محمد كامل عمرو من خطورة أي دخول إسرائيلي على خط الأزمة السورية، وقال إن مثل هذا التدخل سيؤدي إلى اشتعال المنطقة، وطالب إسرائيل 'بالكف فورا عن تلك الأعمال'.
لبنان
عبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن إدانته للهجمات الإسرائيلية، 'واستباحة الأجواء اللبنانية لتنفيذ هذه الاعتداءات التي أوقعت عددا من الضحايا من المدنيين'، وطالب في بيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي خاصة باتخاذ 'التدابير الصارمة بحق إسرائيل لثنيها عن سياسة العدوان واحترام سيادة الدول الأخرى، والانصياع للقرارات الدولية والاقتناع بوجوب الانخراط في عملية السلام الشامل والعادل الذي يؤمن الاستقرار لكل دول المنطقة'.
من جهته استغرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور 'الصمت العالمي حيال ما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية متكررة على أكثر من بلد عربي'.
ورأى منصور أن إسرائيل تتذرع بحجج واهية لاستهداف سوريا، وأكد أنها تمهد 'لعدوان واسع النطاق لتفجير المنطقة ودفعها إلى مواجهة مدمرة غير آبهة بالنتائج الكارثية من جراء ذلك'.
الجزائر
نددت الجزائر 'بشدة' بالهجوم الإسرائيلي، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى 'تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد للاعتداءات الصارخة' لإسرائيل على سيادة دولة عربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية عمار بلاني في تصريح أوردته وكالة الأنباء الجزائرية إن الجزائر تندد بشدة بهذا الانتهاك الخطير الجديد للقانون الدولي وسيادة دولة عربية والوحدة الترابية لها.
حركة حماس
استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم الإسرائيلي على سوريا، وقالت الحركة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، الهجوم 'انتهاكا خطيرا ومرفوضا لأرض عربية عزيزة، واستمرارا لسياسة الإرهاب والعدوان الصهيوني'.
وأكد الناطق باسم الحركة فوزي برهوم أن حماس 'ترفض رفضا قاطعا أي عدوان أو استهداف إسرائيلي لسوريا تحت أي مبررات وأي ذرائع يسوقها الاحتلال لارتكاب جرائمه'، وطالب جامعة الدول العربية باتخاذ 'موقف حازم وموحد للجم هذا العدوان الإسرائيلي المتكرر ووضع حد له'.
حركة الجهاد الإسلامي
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن إسرائيل 'تجاوزت الخطوط الحمر' عندما شنت غارات على سوريا. وقال القيادي في الحركة خالد البطش في تصريح صحفي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن عدم الرد على الهجوم، سيدفع إسرائيل 'للتمادي وستحاول تحويل ذلك إلى سياسة ومنهج يومي لها في سوريا'.
واعتبر البطش أن ما حدث 'بداية لحريق كبير في المنطقة سيكون له تداعيات كبيرة'، وأكد أن 'إسرائيل وحدها من تتحمل المسؤولية عن الهجوم وعن تداعياته ومن خلفها الإدارة الأميركية'.
بريطانيا
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الغارات الجوية الإسرائيلية تظهر أن السلام في المنطقة بأكملها مهدد، وأوضح في تصريح لتلفزيون سكاي نيوز أنه ينتظر تأكيدا رسميا للتعليق بالتفصيل على الحادث، غير أنه أكد أن هذا الحادث وغيره من الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية، تظهر ازدياد الخطر على السلام في المنطقة بأكملها بسبب زيادة التدهور في الأزمة السورية.
واعتبر الوزير أن 'إسرائيل ستتحرك لحماية أمنها القومي وعلينا احترام ذلك'.