استقرت جموع ضيوف الرحمن البارحة على صعيد مزدلفة بعد أن بدأوا بالتوجه اليها ابتداءً من بعد مغرب امس من عرفات ملبين ذاكرين الله كثيرا امتثالاً لقول المولى عز وجل "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين".
وبعد مبيت الحجاج بمزدلفة والتقاط الجمار منها إلى صلاة الفجر يتوجهون الى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي حيث يكتمل صباح اليوم الثلاثاء اول أيام عيد الاضحى المبارك وصول موكب حجاج بيت الله الحرام الى مشعر منى بعد ان من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الله يوم امس الاثنين وسط اجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة تحفهم عناية المولى عز وجل ثم الرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي وفرت لهم كامل الامكانات الآلية والبشرية مما ادى ولله الحمد الى وقوفهم على صعيد عرفات بكل يسر وسهولة وبعد ان قضوا يوم التروية بمنى.
وقد شهدت حركة التصعيد الى عرفات سهولة في الحركة والانسيابية الامر الذي جعل حافلات ضيوف الرحمن تصعد في وقت جيد وسط متابعة شديدة من رجال الدولة وتقديم افضل وارقى انواع الخدمة.
وكان لقطار المشاعر الدور البارز في وصول ضيوف الرحمن لمزدلفة ومنى في وقت قصير لم يتجاوز الدقائق ليؤكد نجاح عمل القطار الذي دخل الخدمة في هذا العام لاول مرة ليعلن انطلاق مرحلة جديدة من خدمات النقل التي وفرها حكومة المملكة لضيوف الرحمن لتمكينهم من اداء نسكهم بكل سهولة ويسر.
وقد انطلقت مواكب ضيوف الرحمن فجر اليوم الثلاثاء من مشعر مزدلفة بعد ان قضوا المبيت به وجمعوا الحصى لرمي جمرة العقبة، وتتوجه قوافل ضيوف الرحمن اليوم الى بيت الله الحرام حيث يشهدون صلاة العيد بالمسجد الحرام ويطوفون حول الكعبة المشرفة ويسعون بين الصفا والمروة وسط اهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهما الله.
وقد تابع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا هذه الجهود كما تابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية اكتمال الخدمات حيث شهدت حركة التصعيد الاولى والثانية والثالثة أعلى درجات الانسيابية والمرونة مما ادى الى تمكين الحجاج من اداء الشعيرة والاستفادة الكاملة من جميع انواع الخدمات المقدمة لهم بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فرحلة الحجاج من مكة المكرمة الى منى ومنها الى عرفات الله ثم مزدلفة وحتى اليوم تشهد راحة ويسراً في التنقل وتوفير الخدمات التي سخرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين.
حجاج بيت الله الحرام يقفون على جبل الرحمة
نجاح المرحلة الثانية
وكانت قوافل حجاج بيت الله الحرام قد تمكنت من الوقوف يوم امس الاثنين على صعيد عرفات الله الطاهرة بعد ان أكرمهم الله تعالى بقضاء يوم التروية بمنى حيث شهدت المرحلة الثانية لتصعيدهم الى مشعر عرفات افضل وأعلى درجات الانسيابية والمرونة وسط اهتمام ومتابعة كافة الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج.
هذا وقد اكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، القيادة بالمملكة على نجاح أول مرحلة من مراحل تصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة يوم امس الاول وهي تصعيد الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، مشيرا سموه الى أن ما تحقق هو بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وهي كذلك نتيجة القرار الحكيم المتمثل في منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا وإعطائها الانسيابية والتي شاهدها كل من تابع عملية تصعيد الحجاج إلى منى.
وابان سموه أنه تم هذا العام الاستفادة من المشروعات بالمشاعر المقدسة ومنها المرحلة الأولى من قطار المشاعر المقدسة ومشروع الدور الخامس من منشأة الجمرات وكذلك مشروع نقل الحجاج بالترددية في مرحلته الثالثة مؤكدا أن كل المشروعات ستساهم في تيسير حركة النقل كما تم هذا العام الاستفادة من الاسعاف الطائر من قبل هيئة الهلال الأحمر السعودي والذي بدأ هذا اليوم فكانت له نتائج إيجابية.
ومن جانبه اكد اللواء المهندس منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن الحركة المرورية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تتم بكل انسيابية وسط تكامل الخدمات، مبينا أن الحركة المرورية في هذا العام لم تشهد "ولله الحمد" ارتدادات مثل الأعوام السابقة وذلك لتطبيق منع دخول المركبات أقل من 25 راكبا وإحكام الخطة المرورية.
لحجاج يتوجهون لمقار مخيماتهم بعرفات
وبين اللواء التركي أنه تم في الساعة الثامنة من مساء يوم امس الاول عملية تصعيد الحجاج من مشعر منى إلى مشعر عرفات عبر "قطار المشاعر" وبالطاقة القصوى البالغة 18000 ألف حاج كل 20 دقيقة أي 54000 ألف حاج كل ساعة وحتى اكتمال نفرة الحجيج ، مشيرا إلى أنه في هذا اليوم الثلاثاء سيشهد نقل عام للحجاج عبر القطار من مشعر منى إلى الجمرات من المحطات المخصصة إلى الدور الرابع.
وكانت مكاتب الخدمات الميدانية التابعة لمؤسسات الطوافة والمسؤولة عن تقديم الخدمات المباشرة لضيوف الرحمن القادمين من الخارج قد التزمت بمواعيد التصعيد من خلال توفير الحافلات لنقل الحجاج من امام مخيماتهم بمنى الى عرفات والتي تمت في وقت قياسي حيث قام ضيوف الرحمن بالتوجه الى عرفات الله بكل يسر وسهولة في ظل توفر الخدمات لهم والتي مكنتهم من الوقوف بمشعر عرفات وأداء صلاة الظهر والعصر بمسجد نمرة جمعاً وقصراً تأسياً بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
هذا وقد لاحظت "الرياض" حجم هذه الإمكانات التي تم تهيأت لاستقبال قوافل الرحمن بمشعر عرفات الله فتوزيع الوجبات والمياه والعصائر والألبان على الضيوف كان له أبلغ الأثر في نفوسهم لاسيما وأنها تقدم لهم مجاناً عبر لجنة السقاية والرفادة التي تعنى بتقديم العمل الخيري المنظم داخل المشاعر المقدسة إضافة إلى توفير المياه المبردة عبر البرادات المنتشرة على كامل هذا المسطح وتوفر دورات المياه والتي تبلغ أعدادها أكثر من 60ألف دورة مياه موزعة على كافة المشاعر المقدسة.
وتمت نفرة الحجاج إلى مشعر مزدلفة بعد غروب شمس يوم أمس الاثنين حيث قام رجال الأمن المنتشرون في جميع الطرقات المؤدية إلى هذا المشعر بأداء عملهم وتوجيه المركبات للطرق المؤدية الى مزدلفة حيث تمكن الضيوف بالمبيت بها وجمع الحصوات منه وقد شهدت الحركة الترددية بين مشعري عرفات ومزدلفة نجاحاً كبيراً خصوصا بعد توسع الخدمة الترددي لتشمل في هذا العام مؤسسة مطوفي حجاج ايران ومؤسسة مطوفي حجاج الدول الافريقية غير العربية الامر الذي جعل كافة قوافل الحجيج تنفر بكل يسر وسهولة وسط متابعة المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج والحجاج خصوصا في ظل تواجد قطار المشاعر والذي اسهم في اقصاء اكثر من 3000 حافلة واختصر الوقت لتنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.
ضيوف الرحمن على صعيد عرفات
طلعات مراقبة
وقام الطيران العامودي التابع لوزارة الداخلية والدفاع الجوي و لإدارة العامة للدفاع المدني والقوات المسلحة يوم أمس بطلعات مراقبة وتتبع لحركة تصعيد حجاج بيت الله الحرام على مدار الساعة وإعطاء التقارير أولاً بأول إلى غرف العمليات التي تقوم بدورها بالتوجيه والمتابعة لتذليل أي عقبة قد تقابل حركة التصعيد.
"الرياض" شهدت هذه الطلعات المستمرة والمهمة كإحدى الخطط المنفذة في حج هذا العام التي تعتبر ذات دور حيوي في نجاح هذا التصعيد إضافة إلى انتشار رجال الأمن في الطرقات والميادين.
ضيوف الرحمن يستقرون على صعيد عرفات