من محمدرسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى . أما بعد ،فأسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ،
قال تعالى: ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ( .
موقف ماأحوجنا إلى تأمله بجوارح قلوبنا المؤمنة،وبألباب عقولنا الموقنة .
وآية واضحة صريحة لاتحتاج إلى تأويل المتحزبين، ولا تسخير المتعصبين،ولا إدعاءات المتخرصين.
أما الموقف فقد لقن نبي الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم من خلاله العالم أجمع وأتباعه على وجه الخصوص دروسا في سماحة هذا الدين وحرصه على هداية البشرية باليسر واللين..
فإن لم يتبعوه ويؤمنوا برسالته سييقع عليهم عندها وزر أتباعهم .
كل ذلك كان في خطاب، بسيطة ألفاظه،عميقة معانيه،لاتهديد فيه ولاوعيد،ولا استعداء و لا كراهية ولاصلف..
ثم أكدت تلك السماحة وذلك السمو ، الآية التي تلت..فعندما نتأملها ونتأمل تفاصيلها نجد بأننا بعيدون كل البعد عن الخطاب الإلهي والتوجيه النبوي ..
فهذا الخطاب موجه للأمة الإسلامية ليبين لها طريقة التعامل مع كل من خالفوها في الدين .
لقد اشتملت الآية على ثلاثة توجيهات لابد على الأمة من الأخذ بها عند التعامل مع من خالفها في الدين .فكيف إذن بمن خالفها في المذهب ،أوخالفها في الحزب ،أو خالفها في المصلحة.
ماأحوجنا إلى تطبيق تلك التعاليم كي نرتقي إلى مرتبة الملائكة ،ونخلص أمتنا من ضلالة الفرقة الحالكة،وتردي الأوضاع المتهالكة.
لنبدأ بالحوار فيما بيننا، وليكن هذا الحوار صادقا لا لف فيه ولا دوران.تعالوا إلى كلمة سواء تجمعنا ولاتفرقنا،تؤلف بين قلوبنا ولاتنفرها..
لتكن مصلحة الدين والأمة والوطن لدينا فوق كل مصلحة،لأن المصلحة الفردية والحزبية والطائفية والمذهبية تهدمهما ولاتبنيهما.وتشوههما ولاتزينهما.
إياكم وتقديس الأشخاص واتخاذهم أربابا ،وتنزيههم عن كل خطأ ،واتباعهم في كل قول وفعل،والدفاع عنهم بالباطل ،والمجادلة عنهم والحلف دونهم فيما لستم منه متأكدون، وإياكم أن تكرروا خطأ اليهود في اتخاذ أحبارهم ورهبانهم أربابا.لئلا تتفرقوا وتهلكوا..
فالفتنة قائمة ،والجماعات متكاثرة، ولكل جماعة علماؤها وقداسها، وكل،، يدعي صوابه ويفتي بوسطيته واعتداله ..والخطأ كل الخطأ في تسفيه بعضهم ،ومحاربة مذاهبهم وتشتيت شملهم وتفريق تابعيهم.
وماكان الإسلام يوما محتاجا للقوة والتشدد في نشره ،ولا احتاج الحق أيضا للكذب والإحتيال والظلم والإذلال في إحقاقه
لقد نسيتم أوتجاهلتم نهاية الآية السابقة
(فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)
نعم اشهدوهم بأنكم اخترتم تلك الوجهه وذلكم المذهب لإعتقادكم بأحقيته وصوابه..
أي إياكم أن تسفهوهم أو تسبوهم أو تشوهوهم أو تقاتلوهم لأنكم بذلك ستشقون عصى الأمة وتقضون على سمعتها الطيبة وآثارها الجليلة .
لذا نوجه نداؤنا لكل عالم متحزب أو فقيه متعصب أو تابع متشدد أتقوا الله في دينكم وأمتكم وأوطانكم
فالأمة على خطر، والشر أصبح مستطر .
بأيديكم إنقاذها ،وباتفاقكم نجاتها (ولكل وجهة هو موليها)
ومولاها ومحاسبها..
فكونوا خير خلف لخير لسلف.
كلـمـة ســــــــواء ،للمتحزبين والعلمــــاء
اخبار الساعة - حسن العتمي