أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سكان مخيم (أشرف) يموتون.. و(بان كي مون) يحل مشاكل (كوكب المريخ)!!!

- وائل حسن جعفر
لا أحد يعلم بالجدول اليومي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، متى يستيقظ من نومه الهادئ؟ ومتى يتناول فطوره ويمضي قاصدا مكتبه الفخم؟ وما هي الملفات التي تنتظره على طاولته؟ وكم ملفا قرأ عنوانه المكتوب على الغلاف ثم رمى به في سلة النفايات؟ لا أحد يعلم جدول أعماله ورحلاته الإستعراضية إلى بعض الدول الفقيرة حاملا كرتونة أدوية رخيصة وعشرين كيس طحين؟! لا أحد يعلم ذلك إلا أعضاء مكتبه النائمون الذين اقتنعوا بأنهم رسل سلام يؤدون مهام عظيمة ويقدمون خدمات جليلة لبني البشر !ربما لم يسمع السيد بان كي مون بوجود مخيم يحمل اسم (أشرف) يضم 3400 لاجئ إيراني في محافظة ديالى العراقية، ربما لم يسمع بوجود محافظة عراقية اسمها (ديالى)، ولعله انشغل بقضية التعليم المجاني في افريقيا وقضية الصيد الجائر للسلاحف في مدغشقر، فنسي وجود دولة اسمها (العراق)!!! ووفقا لما ورد في أحدث التقارير التي أصدرتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة يعاني العشرات من اللاجئين الإيرانيين المصابين بأمراض مستعصية والذين تحاصرهم القوات العراقية في مخيم أشرف من عدم السماح لهم بتلقي العلاج في المستشفيات التخصصية وعدم السماح بدخول الأطباء لإجراء العمليات الجراحية لهم داخل المخيم، فضلا عن منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مخيمهم المغلق، مما أسفر عن موت عدد منهم كان آخرهم امرأة مصابة بالسرطان اسمها (بروين) تركتها القوات العراقية تعاني وتئن من شدة الألم حتى أغمضت إغماضتها الأخيرة.. وماتت. واليوم اطلعت على مأساة جديدة في أحد المواقع الألكترونية ترويها لاجئة إيرانية مصابة بسرطان في الغدة الدرقية تدعى الهام فردي بور (44 عامًا) ، تقول في رسالة بعثتها من سجنها (والمقصود بالسجن مخيم أشرف المحاصر منذ سنوات) (طبقًا للموعد المحدد من قبل الطبيب كان من المفترض أن أرقد منذ يوم 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري ولمدة ثلاثة أيام في المستشفى للمعالجة باليود، وكانت القوات العراقية والمسؤولون العراقيون في مستشفى أشرف قد وافقوا مسبقًا على نقلي مع شخص آخر من سكان مخيم أشرف لغرض الترجمة والتمريض، ولكن في مساء يوم الاثنين 8 تشرين الثاني وصل بلاغ من عمر خالد التميمي رئيس مستشفى أشرف بأنه يجب نقلي إلى المستشفى من دون مترجم وممرض وإنما مع جنود عراقيين فقط أي أولئك الجنود الذين قتلوا سكانًا في مخيمنا وفرضوا حصارًا إجراميًا علينا!. فتصوروا أن هذه الحالة بالنسبة لي كامرأة مريضة خاصة في وقت تخضع هي للعلاج الكيمياوي مع كل مضاعفاته أمر غير مقبول إطلاقًا، فبالتالي اضطررت إلى إلغاء موعدي مع المستشفى، إن الدكتور عمر خالد يقوم منذ أمد طويل بعرقلة مراجعتي إلى المستشفى ووصولي إلى الخدمات الطبية وينتحل صفة الطبيب لتحقيق النوايا الشريرة والقمعية خدمة للفاشية الدينية الحاكمة في إيران.... لقد بعثت يوم 2 تشرين الثاني برسالة إلى إد ميلكرت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق شرحت فيها منعي من العلاج وقلت فيها: عندما قمت بالإحتجاج على ذلك ولتهديدي وإسكاتي اتصل عمر خالد مع رئيس الشرطة حتى دخلت المستشفى مجموعة تضم 12 مسلحًا بحيث اضطررت إلى التراجع عن الذهاب إلى المستشفى... كيف يدخل الجنود المسلحون إلى المستشفى ويهددون المرضى؟.. إن المرضى لا أمن لهم في مستشفى أشرف ولا أحد يتحمل المسؤولية عن ذلك) انتهى حديث السيدة إلهام. ونلاحظ أن هذه المسكينة قد بعثت برسالة إلى ميلكرت (الذي انتقلت إليه عدوى النوم من زميله بان كي مون)، وكأنها قد صدقت بأن اليونامي قد تهرع لإنقاذها من الموت، وما هي اليونامي؟ وهل صعب على المخابرات الإيرانية التي تسرح وتمرح في العراق (شراء) أعضاء بعثة الأمم المتحدة بحفنة من الدولارات؟! باختصار شديد، إن من يشاهد المعاناة اليومية التي يكابدها3400 لاجئ إيراني في العراق يدرك جيدا أن بعثة الأمم المتحدة في العراق ليست سوى مجموعة من الفاشلين (إذا لم نقل المرتشين)، فالإيرانيون المعارضون لحكومة الولي الفقيه الذي جعل بلادهم خرابا في خراب، محرومون من أبسط مقومات العيش الإنساني، في مخيم تطوقه القوات العراقية الموالية لحكومة طهران، بلا علاج، بلا غذاء، بلا وقود لمولدات الكهرباء، ممنوع عليهم إدخال حتى فرشاة الأسنان، والشيء الوحيد المسموح لهم فعله هو دفن موتاهم، وكل هذا يحدث أمام أنظار اليونامي (الغبية). إنه لمن المهم جدا أن إطلاع شعوب العالم على حقيقة ما يتعرض له هؤلاء اللاجئون الإيرانيون في العراق، ليعرف الجميع أن جميع العاملين في الأمم المتحدة وأولهم الأمين العام (النائم) يتقاضون الرواتب مقابل نومهم وإغفالهم معاناة الآلاف بل الملايين من البشر في هذا العالم، لقد جعلتنا تصرفات الأمم المتحدة نؤمن بأن الأرض قد فسدت، فعلى الأرض السلام.

Total time: 0.0438