أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

قيادي بالمؤتمر الشعبي يستقيل ويتهم صالح بـ«خيانة» الوحدة اليمنية ومبادئ الحزب .

- صنعاء
أعلن قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام استقالته من الحزب احتجاجاً على ما قال إنها تصرفات الرئيس السابق، الرئيس الحالي للحزب علي عبدالله صالح، إزاء قضايا البلاد المصيرية، ضداً على رغبة قيادات في المؤتمر الشعبي العام. واتهمه «بخيانة المؤتمر الشعبي وثوابته الوطنية وخيانة وحدة الوطن».



ونقلت صحيفة «المصدر» الصادرة اليوم الثلاثاء عن محمد عبدالله الجايفي عضو اللجنة الدائمة للحزب، وعضو مجلس الشورى ومؤتمر الحوار الوطني، قوله انه اضطر لتقديم استقالته من المؤتمر الشعبي العام احتجاجاً على إقدام علي صالح «بالتفريط في وحدة البلاد بعد أن تقدّم برؤية تمثل رؤيته الخاصة باسم المؤتمر الشعبي العام كذباً وزوراً إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل فيما يتعلق بشكل الدولة».



ورُشح الجائفي ضمن ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام إلى مؤتمر الحوار الوطني، وتم توزيعه على فريق العمل الخاص بـ«قضية صعدة».



وبحسب الجايفي، الذي شغل في السابق منصب وزير التربية والتعليم، فإن هذه «الرؤية الشخصية» لعلي صالح تنص على «فسخ وحدة 22 مايو المجيدة واستبدالها بدولة اتحادية فيدرالية وتقسيم اليمن الواحد إلى عدّة أقاليم مستقلة, مما سيفتح الباب واسعاَ لتخريب وحدة الوطن أرضاً وإنساناَ ونظاماَ». حسب تعبيره.



وأوضح الجايفي أن مجموعة من الأكاديميين المؤتمريين كانوا – خلال سفر صالح الأخير إلى المملكة للعلاج - قد أعدوا رؤية وطنية لشكل الدولة في إطار ثوابت المؤتمر الشعبي العام وتحت سقف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، وتنص على تطبيق نظام لا مركزي مالي وإداري وتنفيذي تحت مسمى الحكم المحلي كامل الصلاحيات في إطار المحافظات أو الأقاليم.



وأضاف في سياق تصريحاته التي نشرتها صحيفة «المصدر» اليومية ان تلك الرؤية كانت قد قدمت باسم حزب المؤتمر إلى مؤتمر الحوار الوطني، مستدركا: «إلا أن علي صالح بعد عودته من السعودية، وبعد عزل ابنه أحمد من قيادة الحرس الجمهوري، جاء ليصبّ جام غضبه على الوحدة، وطلب إعداد رؤية أخرى تمثل خرقاَ للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن».



ونسبت صحيفة «المصدر» عن مصادر مؤتمرية قولها ان الجايفي دخل في نقاشات ساخنة مع علي عبدالله صالح في أحد اجتماعات قيادة الحزب بعد عودة صالح من السعودية. وتركزت الخلافات حول رغبة صالح بتعديل رؤية المؤتمر الجاهزة بشأن شكل الدولة، إلا أن الجايفي اعترض عليه بقوة ودخل معه في مهاترات معه، اضطر على إثرها الخروج من اللقاء وهدد بكشفه وفضحه والوقوف ضد توجهاته الجديدة تلك.



وفي اليوم التالي، ترددت معلومات في أروقة الحوار أن الجايفي طالب من الأعضاء في فريق صعدة العمل على إلغاء الحصانة من صالح.



ونقلت الصحيفة عن الجايفي اعتباره أن هذا التصرّف الذي قام به صالح «يمثل خروجاً صريحاً وواضحاً على ثوابت ومبادئ وأهداف المؤتمر الشعبي العام، وعن الميثاق الوطني الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام، والذي أقره الشعب اليمني في استبيان عام 1980».



واتهم علي صالح «بخيانة المؤتمر الشعبي العام وخيانة ثوابته الوطنية وخيانة وحدة الوطن (وحدة الـ22 من مايو المجيدة التي تحققت في عام 1990)». فيما أشار إلى أنه لم يعد يعتبر صالح «أميناً على المؤتمر الشعبي العام وتوجهاته الوطنية التي نشأ عليها منذ تأسيسه في أغسطس 1982».



ويرى عضو الحوار الوطني أن صالح يتصرف مع الوحدة «كما لو كانت ملكاً شخصياً له أو جزءاً من تركة أبيه». وأضاف «إن علي صالح يتصرف بدافع الانتقام والحقد على اليمن والشعب اليمني بعد أن اُبعد عن السلطة وفقد أمله في التوريث». وأضاف أيضا: وهو حاليا يعمل على تطبيق مبدأ «عليّ وعلى أعدائي» أو «أنا ومن بعدي الطوفان» أو «ما لم يعد لي فلن يكون لغيري».



وبحسب صحيفة «المصدر»، عبّر الجايفي عن حزنه الشديد لما وصل إليه حال علي صالح, فبعد أن شارك مع علي سالم البيض في تحقيق وحدة الوطن عام 1990 «ها هو اليوم يوجّه سهامه لوحدة الوطن بعد أن أصبح خارج السلطة»، معتبر تصرف صالح هذا «يمثل سُوء خاتمة له وانحداراً أو إفلاساً يدل على انعدام الشعور الوطني والحب لليمن وسقوطاً أخلاقيا وفقداناً للإحساس بالانتماء لليمن (أرضا وإنساناً)» - بحسب تصريحاته.



واختتم القيادي المؤتمري المستقيل تصريحه قائلاً: «لا حول ولا قوة إلا بالله، وحفظ الله اليمن من مكر الماكرين وكيد الكائدين المتربصين بوحدتها وآمنها واستقرارها, والله المستعان على كل باغٍ وجاحد .

Total time: 0.0368