أسف مراقبون سياسيون من الأسلوب الذي تتعامل به بعض وسائل الإعلام الأجنبية تجاه القضايا العربية ذات الشأن الداخلي.
واعتبروا ذلك الأسلوب الغير مبرر واحدا من أساليب التضليل وتشويه صور العرب عامة شعوبا وأنظمة لدى الرأي العام العالمي..مشيرين إلى أن تلك الوسائل أضحت تنتهك أخلاقيات وأعراف ومبادئ العمل الصحفي بصورته المهنية من خلال تكييفها لبعض القضايا والمواقف بشكل مغاير تماما للحقيقة والواقع..مستشهدين بالفضيحة التي ارتكبتها الصحافة الاسبانية مؤخرا بحق الشعب المغربي وتمثلت في قيامها بنشر صورة لأطفال مصابين وحولهم عدد من الأطباء والممرضين مدعية أنها لأطفال في الصحراء المغربية تعرضوا لاعتداءات من قبل الشرطة المغربية ليتضح بعد ذلك بأن الصورة لأطفال فلسطينيين من مدينة "غزة" تعرضوا لاعتداء بالرصاص من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في العام 2006م.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية "افي"بثت صورة الاطفال عقب الاحداث التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا مدعية - أنهم ضحايا "القمع المغربي" –كما قام التلفزيون الوطني الاسباني قناة "أنتينا تريس"بعرض الصورة نفسها ضمن نشرة الاخبار مبديا اعتذاره للمشاهدين على فضاعتها.. وقالت المذيعة قبل عرض الصورة "نعتذر عن فظاعة الصورة، غير أننا نرى من الضروري بثها، على الرغم من المخاطر التي يمثلها بالنسبة للصحراويين إرسال هذه الصور، في ظل الحصار الإعلامي للسلطات المغربية.
وأضافت المذيعة "الصورة تظهر ثلاثة جثث من أسرة واحدة (أربعة في الصورة) ممددين وسط الدماء وثيابهم ممزقة، وهو ما يدحض رواية السلطات المغربية حول عودة الهدوء إلى مدينة العيون" على حد تعبيرها.
الصورة وللأسف موجودة ضمن شريط للصور حول أحداث العيون في صحيفة "إلباييس" تحت عنوان "أطباء يسعفون عدة أطفال صحراويين جرحى"، ويمكن الاطلاع عليها عبر الرابط التالي: (http://www.elpais.com/fotogaleria/conflicto/Aaiun/elpgal/20101108elpepuint_1/Zes/18)
كما أن صحيفة "إلموندو، الثانية من حيث الانتشار في البلاد نشرت نفس الصورة، ووضعت أن مصدرها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إفي" ويمكن الاطلاع عليها عبر الرابط التالي: (http://www.elmundo.es/elmundo/2010/11/12/internacional/1289551673.html)
غير أن الصورة في الحقيقة هي لأطفال غزة والتقطت سنة 2006، وهي موجودة في أرشيف 2006 لموقع " وورلد بروت أسمبلي" على الرابط التالي:
http://www.worldproutassembly.org/archives/2006/06/three_palestini.html))
هذا وذكر مصادر صحفية مغربية أنة ومن خلال متابعتها للصور وأشرطة الفيديو التي تبثها وسائل الإعلام الأوروبية، والإسبانية في ذات الخصوص، أن تلك الصورة معروضة أيضا في موقع إحدى الجمعيات الفرنسية المساندة للانفصال.. وكذلك موجودة في موقع الجمعية الإسبانية المساندة للانفصاليين "صحراء ثورة" تحت عنوان "ضحايا قوات الأمن المغربية"، ويمكن الاطلاع عليها في الرابط(Saharathawra.com)..وايضاً نفس الصورة معروضة في موقع البوليساريو "البعثة الصحراوية في إسبانيا" تحت عنوان: "حتى الأطفال لم يسلموا من المجزرة المغربية".
كما أن العديد من الصحف المقروءة والإلكترونية الاسبانية قامت بعرض نفس الصورة، وذلك في تضليل إعلامي مكشوف وتزوير مفضوح قوبل باستهجان وانتقاد العديد من الدول والمنظمات العربية والدولية التي اعتبرته سلوكا مخالفا للمبادئ والأخلاقيات الصحفية ونصوص القوانين والتشريعات الدولية .. وبدورها وزارة الاتصال المغربي انتقدت بشدة تصرف الصحافة الاسبانية الذي وصفته بـ"الشائن"..والمنحازة دائما إلى الانفصاليين الصحراويين والتي تشجع تمردهم على السلطة المركزية وتنعتهم بالأبطال والمجاهدين من اجل الانفصال عن وطنهم الأم "المملكة المغربية"..وأعرب وزير الاتصال المغربي خالد الناصري أفي تصريح صحفي عن إدانة الحكومة المغربية "بشدة" ما وصفته بأنه "موقف غير مسؤول لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية" في تغطيتها للمعلومات المتعلقة بالمغرب.
وقرأ المتحدث باسم الحكومة المغربية ووزير الإعلام بيانا اتهمت فيه السلطات المغربية الصحفيين الإسبان "باللجوء بصورة ممنهجة وإلى أساليب غير لائقة وخداع وتلاعب" في تغطيتها للأحداث..معتبرة أن هدف تلك الوسائل الإعلامية هو "التلاعب الخطير بالرأي العام الإسباني بهدف شحن مشاعره ضد المملكة المغربية..وهو الأمر الذي دفع بوزير الخارجية الاسباني في وقت سابق لتبرير تلك الفضيحة خلال لقائة نظيرة المغربي مؤكدا بأن اسبانيا تؤيد وجود حل عادل وعاجل لقضية الصحراء المغربية حسب الشرعية الدولية.